الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تتدحرج حروفي اليوم في حقل ملأته الألغام، وهذه هي المرة الرابعة التي أتجشم فيها عناء خوض معركة ميدانها الرياضة التي تحولت إلى سوق واستثمار وصناعة وصفقات رابحة وأخرى خاسرة.
اليوم صارت الرياضة تجارة جاذبة للتجار، وتحولت الملاعب إلى ميدانين للمال، ووجدت واجبي رمي كبريتا من الحروف فوق سطح قابل للاشتعال، وذلك بهدف التحذير من القنابل المفخخة على خط التماس الذي يحيط بملعب المراسم الرياضية، وتلك المنثورة في الممرات المؤدية لصناعة الصورة الذهنية التي نأمل أن تكون زاهية رغم استمرار تعرضها للإصابة في كل موسم.
وأحسب معركتي في كل مرة جهادا ضد الرايات الملونة التي كفرت بمنهج أتباعها من الفئات الضالة المتعصبة، كما كفرت بسذاجة فكر اتباعها المغرر بهم.
يا للهول، أمواج الجماهير عاتية، وبحر الرياضة يتلاطم، وقد يغضب، ذلك الرجل الذي اشترى بضاعة محترف “فتلة خيوط الوبر”، ولبس تلك العباءة التي نحب ما بها “من عطا وطيب وفخر”، لكني أرجو منه أن يصبر ثم يتصبر إلى أن يأتيني من الله فرج.
صحيح أنه من أسرة نحبها وتحبنا، لكن غضبته إن غضب ثمنها باهض وعواقبها وخيمة، وما يهون الأمر ويشجعني على هذه المحاولة اليوم، هو ما نعرفه عن جد والده وجده، وعن أبيه وعنه فكل واحد منهم حلمه واسع وحكمته وارفة، وأفضل زينة يتزينون بها، هي مكارم الاخلاق.
ولعل من الحكمة أن اعترف قبل الوصول لنقطة غضب وزير الرياضة وأمير الشباب عبد العزيز بن تركي الفيصل بن عبد العزيز، بأنني أعلم بأن الملف الاعلامي وصل إليه اليوم كاملا، كما أعلم بوجود ملاحظات على هذه الحروف وربما على كاتبها أيضا، وأعلم أنه يقرأ هذه السطور الآن.
وفي حال غضب الوزير مما سيأتي، فالرجاء أن يتسع حلم الأمير وقتها لتقبل النقد مهما ثقل، فالأمير مجبول على أن يحمل جبلا على كتفه ويمضي شامخا، نحو جبل آخر.
على أية حال لا أشك أبداً أن الأمير يدرك مخاطر الحمقى من ذوي الرؤوس الملونة، وأجزم بأنه يهتم بتصحيح الاخطاء، وخاصةالتي تتعلق بالاستعانة بأسماء تأتي على أفخم الطائرات وتعود بأجود المسك والبخور، مع أن بينها أسماء تحتها خط، وعلى تاريخها ألف علامة استفهام.
هذا النوع من الأخطاء يمكن إصلاحه بإسناد المهمة لمن يجيد إدارتها وتنفيذها، مع أنني على يقين بأن الأمير سيتعامل بحزم لمنع تكرار الأخطاء، كما أنه لن يتسامح مع استمرار المخالفات التي صارت أكبر من التغاضي، فالحلم معها صار يصب العلقم في حلوق الأبطال والشرفاء الذين يرفعون بشموخ “الخفاق أخضر” مهما كانت قبلتهم.
وأمام ذلك أرجو من الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، التوقف لحظة، وسيرصد بنفسه مركبا من مراكب الرياضة يبحر دون قبطان، وأخشى أن يعبر المحيطات ويجوب العالم حاملا أسباب الاساءة لبلادي التي تملك المغريات الكافية لجذب أكبر شركات العالم.
واعتقد جازما أن استمرار المركب مبحرا دون قائد محترف، سينتهي به الأمر إلى الاتجاه عكس منهج الرؤية السعودية، والابتعاد عن المستهدفات التي تم رسمها بدقة متناهية.
أيها الأمير الحازم الحاسم، انظر إلى مركب صناعة الصورة الذهنية في المجال الرياضي، فهو يبحر دون بوصلة، وانظر إلى العاملين في المجال المرتبط بالمراسم الرياضية، فهم لا يستطيعون السيطرة على تسرب سوائل سامة جاءت محملة بالعفن إلى ظهر المركب، لتهدد بتفشي الأوبئة اليوم، وغرق المركب غدا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال