الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أدرك الكثير من قيادات شركات المقاولات والتعهدات ذات نمطية الأداء القديم بأن حراك المملكة الاقتصادي اليوم لن يقدم لهم الفرص على أطباق من فضة بالرغم من تخمة وفرتها، ولكن لا بد من السعي لها في ظل بيئة أعمال أعلى تنظيما، وفي زحام مع شركات سعودية جديدة وفتية وشركات متطورة أجنبية تدخل السوق السعودي، لتجد هذه الشركات العتيقة نفسها أمام حتمية الخروج من السوق إذا لم تستجيب لقواعد المنافسة والتنافسية الجديدة تماما، والتي رسمتها متطلبات التغيرات التنظيمية والاقتصادية الحديثة، فزمن اطباق الذهب والفضة قد ولّى بغير رجعة.
المؤسف هو أن أغلب قيادات هذه الشركات كانوا يدركون منذ لحظة انطلاق الرؤية أن أعمالهم وأداءهم بحاجة لإعادة مراجعة شاملة وتطوير، ولكن أسباب عدة – مثل تذاكي المكاسب على حساب الجودة أو الخوف من التغيير – آخرتهم في أخذ الأمور بالجدية المطلوبة مما وضعهم اليوم في حرج شديد، ولتبدأ رحلة الهرولة نحو الشركات الاستشارية لمساعدتهم في إعادة تأهيل أعمالهم، معتقدين بأن لدى هذه الأسماء المرموقة عصا سحرية.
إلا أن تحرك هذه الشركات لا يعني عدم احتمالية مواجهة العديد منها لخطر الفشل في إعادة التأهيل، بسبب عدم تملكها أصلا لاستشعار واضح بكيفية أدائها الفعلي في كل مجالاتها التشغيلية، كمحصلة لتواجد نقاط عمياء في إداراتها، وهذا يستدعي بالضرورة إلى اتخاذ الخطوة الأهم التي تأتي قبل تنفيذ عملية إعادة التأهيل والتنظيم والحوكمة، وهي تدقيق الفعالية التنظيمية لتقييم نقاط القوة والضعف في قياداتها وقواها البشرية في العمل.
هذه العملية الاستباقية – وهي الأهم والتي لا ينتبه لها الكثير – بمثابة تعريف نقاط الارتكاز التي تحدد ما يمكن أن يؤثر بشكل كبير على نجاح تنفيذ إعادة التأهيل ومن ثم مستقبل المؤسسة، مثل المراجعة الشاملة لفعالية العمل بروح الفريق الواحد، مستوى الثقة المتبادلة، وسائل ومدى فعالية الاتصالات داخل المؤسسة، وضوح الأهداف الاستراتيجية، قدرات الفريق القيادي، تواجد الثقافة التنظيمية، المسئولية والتفويض والمسائلة، التنفيذ المنضبط، التركيز على العملاء، ومستوى مشاركة الموظفين في الأعمال.
ستتعرف قيادات هذه الشركات من خلال عملية تدقيق الفعالية التنظيمية الداخلية تحديدا ما يفترض عمله لمعالجة المجالات التنظيمية ذات الدرجات المنخفضة والحفاظ على الدرجات العالية وتحسينها، ووقتها فقط ستستطيع الجهات الاستشارية القيام بمسؤولياتها في تقديم مشوراتها وارشاداتها بخصوص تطوير خطة تمكن من فهم مكان الشركة الحالي، والمكان الذي يراد أن تكون فيه، وما يجب على قيادة الشركة التركيز عليه من خلال كيفية إنشاء التركيز والإيقاع لتنفيذ إعادة التأهيل، وما هي التغييرات قصيرة المدى ومتوسطة المدى التي يجب إجراؤها أثناء تقدم الشركة في تطوير نفسها، كما أن من المهم إدراك أهمية القيام بتدقيق دوري للتأكد من أن الشركة تتحرك في الاتجاه الصحيح، فعملية إعادة التأهيل ليست نهاية المطاف، فهي ممارسة تحتاج المتابعة بعد التنفيذ.
دخول العديد من شركات المقاولات والتعهدات التقليدية دائرة خطر الخروج من السوق بسبب الفقر المدقع في قراءة الواقع وعدم إدراك الحقيقة الكاملة عن طبيعة توجه المملكة الجاد في انجاز مشاريع عالية الجودة بتنظيمات قياسية وعدالة المنافسة، يستدعي منها العمل فورا على إيجاد حلول تطوير وإعادة تنظيم بشكل “غير نمطي” للخروج من وضعها المحرج الحالي قبل فوات الوقت.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال