الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في كل مناسبة وطنية، تتمثل في ذهني صورة جدي -رحمه الله- الذي امتعنا بالقصص الطويلة والشائقة، المليئة بالحب والإعجاب بهذا الوطن، ولكل يد ساهمت في بنائه.
يذكر جدي أنه عاد للمملكة بعد اتصال من قريب يقول فيه: ”ارجع جانا الخير” وكان هذا مع بداية تأسيس شركة أرامكو؛ ليعود وينضم لمن عملوا بها رجالاً جاؤوا من مختلف مناطق المملكة، ليضعوا لبناتها لَبنة لَبنة دون كلل، حينها شغل أغلبهم أبسط الوظائف فيها دون تردد، فمنهم من حظيّ بفرصة تعليم بسيطة ومنهم من لم يتعلم، ومنهم صاحب العمر الصغير الذي لم يبلغ السن النظامي للعمل بعد، لم يكن لديهم الوقت للتأخر عن تأسيس حياتهم في هذا الوطن.
في ٢٠٠٨م يذكر رحمه الله، أنه في نهاية الستينيات الميلادية كان في رحلة لدولة عربية وحين هبطت الطائرة في عاصمتها ورأى أنوارها تساءل: متى ستكون أصغر مدن المملكة مثلها! وقال: والله إن كل مدننا صارت أحسن، قصص جدي -رحمه الله- ومواقفه، علمتني أننا مهما قدمنا وشاركنا في بناء الوطن، سنظل مدينين له، سيظل الفخر فيه وساماً يُجمّل قلوبنا، وأن هذه الأرض ماضية لتكون أبهى وأجمل.
قد يكون يوم التأسيس احتفالية رسمية لتاريخ مضى عليه ثلاثة قرون؛ لكنه يُذكرنا أننا نعيش في نعمة أنعمها الله علينا وأننا في أرض تُؤسس كل يوم لنجاح جديد وانطلاقة نحو كل تميز ورِفعة.
أخيراً: على مدى ثلاثة قرون كان لهذه الأرض شمس تشرق قبل الشمس، لا يحجب نورها شيء.
*بيت من أوبريت الله البادي لشاعره سمو الأمير البدر بن عبد المحسن
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال