الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لو سألت أغلب سكان الرياض عن أهم المشاكل التي يعاون منها؟ فمن المتوقع أن يكون الازدحام المروري، وهذه الإجابة هي المتوقعة كما في اغلب عواصم ومدن العالم الكبرى.
فيعتبر الازدحام المروري كابوساً مؤرقاً عالميا في هذه المدن وتزداد المشكلة مع التزايد السكاني بالإضافة الى الزيادة في اعداد المركبات التي يستخدمها السكان بالإضافة الى المركبات الاخرى التي تقدم خدمات للسكان مثل شاحنات نقل البضائع والمواد الغذائية والمعدات، والمرور، وسيارات الاسعاف، وغيرها.
فمدينة مثل الرياض تتواجد الكثير من المركبات في الطرقات في وقت واحد وهذا قد يقود الى خسائر اقتصادية مباشرة وغير مباشرة مثل ارتفاع نسبة الحوادث المرورية والتلوث والضوضاء، تأخير وصول المراجعين والموظفين لجهات علمهم كذلك التأثير على وقت اسعاف المرضى والمصابين في حالة الطوارئ والضغط على المستشفيات، كما يؤدي ذلك إلى هدر الوقت وتقليل انتاجية العمل وغيرها الكثير.
ولقد سارعت العديد من المدن لمواجهة هذه التحديات المتزايدة بطرق مختلفة، وكان من أهم الحلول والتقنيات التي تم تبينها عالمياً تقنية إنترنت الأشياء والتي توفر بيئة تواصل وربط بين مكونات المدينة الواحدة. حيث يمكن معالجة المشاكل السابقة من خلال تبني حلول إنترنت الأشياء والتي تمكن من توفير أنظمة ذكية مركزية لإدارة ومراقبة الطرق في المدن مع الاستفادة من البيانات في المدينة كمصدر رئيسي لها. فهذه البيانات يمكن جمعها بواسطة من مكونات مختلفة مثل حساسات وأجهزة ومركبات منتشرة في ارجاء المدينة مع ربطها في الانترنت مما يوفر بيانات مباشرة(real-time) تساهم في اتخاذ قرارات ذكية يمكن أن تحد من أي مشاكل مرورية وتقلل من تأثيرها وحتى يمكن أن تمنع حدوثها.
كيف تعمل الانظمة المرورية المعتمدة على إنترنت الأشياء؟
١-تقوم الحساسات والسيارات والكاميرات والهواتف والاجهزة الاخرى المتصلة معاً من خلال شبكة بالإنترنت بجمع البيانات.
٢-يتم نقل كافة البيانات الى منصة سحابية تجمع وتعالج هذه البيانات وقد يتم معالجة البيانات مثلا في المركبات في بعض الحالات.
٣-يتم ارسال ومشاركة البيانات التي تم معالجتها إلى مركز التحكم والمكونات الاخرى مثل السيارات المتصلة وقائدي السيارات والمسافرين والهواتف والمشاة بشكل سريع مما يوفر بيئة واحدة متصلة ترفع من مستوى الامان وتساهم في تسهيل الحركة المرورية.
وهناك العديد من المزايا التي يمكن أن توفرها أنظمة المرور الذكية:
١-سهولة وسلاسة في الطرقات والوصول للوجهات
٢-الرفع من جودة وتحسين مستوى الحياة
٣-التقليل من نسبة الحوادث والاصابات الجسدية والاعاقات
٤-تخفيف الضغط على المستشفيات خصوصا اقسام الطوارئ
٥-تقليل نسبة الامراض النفسية والاجتماعية
وعلى الرغم من هذه المزايا الا إن الطريق في هذا المجال ليس سهلاً فهناك العديد من التحديات ومنها ضرورة توفر بنية اتصالات وشبكات في كافة ارجاء المدينة والتكلفة العالية خاصة في مرحلة التأسيس وشراء الاجهزة والتطبيقات والحلول، كما أن وجود قدرات بشرية وفريق عمل إشرافي كذلك الوعي السكاني بالمشروع وعدم كونه تهديد لأمن وخصوصية البيانات السكان أموراً ضرورية لنجاح الفكرة.
وبالنظر لمساحة الرياض والكثافة السكانية فيها فهناك العديد من الحلول والأنظمة التي يمكن تطبيقها ومنها:
-إشارات المرور الذكية
-أنـظمة الطوارئ الذكية
-المواقف الذكية
-أنظمة ادارة الطرقات
-أنظمة مراقبة المشاة
-السيارات المتصلة
-أنظمة المخالفات المرورية الذكية
ختاماً: يمثل إنترنت الأشياء فرصة لمعالجة الكثير من التحديات في مدينة الرياض وعلى المسؤولين دراسة الامر والنظر لخصوصية المدينة فكل مدينة فريدة من نوعها سواء في هويتها وثقافتها وكذلك المشاكل التي تعاني منها. لابد من عدم إهمال العوامل الأخرى مثل مشاكل التخطيط والتصميم ووضعها في الاعتبار. كذلك اختيار الحلول والتطبيقات يجب أن يتم وفقاً لدراسة على أرض الواقع وتقييمها من قبل مختصين وتحديد الأولويات وعوامل النجاح والتحديات مع عدم فقط نسخ التجارب من دول ومدن اخرى.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال