الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الخلق صفة إلهية، أليس كذلك؟، ولكن على الرغم من ذلك لا يوجد دليل على تحريم استخدامها، فالإباحة هي الأصل في كل الأمور.
دفعت جامعة هارفارد قبل ما يربو على المائة عام مبلغاً يقدر بخمسين الف دولار أمريكي لصالح فريق بحثي يقوده جراهام بل، المخترع العظيم للهاتف، وكان الهدف من هذه المنحة، الضخمة مقارنة بقوة الدولار الشرائية في تلك الأيام، ان يقوم هذا الفريق البحثي باختراع الطائرة، التي كانت حينها مجرد رسومات لدافنشي ومحاولات طيران ذاتي لمغامر أندلسي.
ولكن الواقع ان التاريخ سجل اختراع اول طائرة في تاريخ البشرية على يد الأخوين رايت في مدينة صغيرة بعيدة عن جامعة هارفارد وعن منحها المغرية. وكانت امكانيات عائلة رايت الفقيرة وقتها، مجرد ورشة صغيرة مساحتها مثل مساحة موقف السيارة، وقطع غيار مستخدمة لدراجات هوائية قديمة وأدوات لحام ومفكات!! صنعوا من هذه الخردة، اول طائرة في التاريخ وتفوقوا باقتدار على الفرق البحثية والدعم السخي في هارفارد.
هذا يؤكد لنا أمراً، ان الأفكار تودع بأمر رب العالمين في بحر اسميه جدلاً “بحر الشغف” وتكون الفكرة كأنها “احجية” متعددة المراحل، لا يفك شفرتها ويصل إلى كشف كل مراحلها الا المؤمن بالله أولاً ثم بما وهبه الله من عقل، يصل به لتحقيق أهدافه أياً كانت بإذن الله. يقول نورتن جستر: “هناك أشياء كثيرة قابلة للتحقيق، طالما أنك لا تعرف انها مستحيلة”.
قسم الله العباد إلى شخص مفكر يتجاهل حدسه خوفاً من خوض المخاطرة والخروج من منطقة الراحة، والى شخص آخر مؤمن منفذ، يعلم الحق من الباطل، ويوقن كل اليقين ان الحدس، والأفكار، هي رزق من رب العالمين، وأن نزولها علينا جميعاً وكأنها وحي يوحى، لم يكن صدفة، وأن المبادرة هي سيد الموقف.
سيكتب التاريخ عمل المؤمن المنفذ، ويجزيه الله خير الجزاء، اما المفكر المتلاطم في بحر الشغف فأقول له معزياً: عظم الله أجركم في أفكار ماتت وهي تصارع مرض “منطقة الراحة” الذي اصابكم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال