الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
منذ أسبوعين يقوم وزير الحج والعمرة السعودي توفيق الربيعة بزيارة عدد من الدول والبلدان الإسلامية ضمن سلسلة الزيارات التي يقوم بها قبل بدء موسم الحج ودخول شهر رمضان المبارك، بهدف عمل الترتيبات اللازمة ومعرفة احتياجات ومتطلبات القادمين للعمرة والحج والزيارة.
بالطبع هذه ليست الزيارة الأولى، إنما اعتاد المسؤولون في وزارة الحج الالتقاء بالمعنيين بخدمات العمرة والحج في هذه البلدان، لنقل أي قرارات أو ملاحظات لتمريرها الى القادمين لهذه البلاد، حتى يتمكنوا من أداء نسكهم بكل أمان وسهولة، إلا أن الزيارة الأخيرة لوزير الحج والتي بدأها من ماليزيا، كانت مختلفة تماما، وعكست أهمية نقل التجربة السعودية في إدارة الحشود الى الدول الأخرى وخاصة لحجاجها القادمين الى الديار المقدسة، فالتعامل مع زوار الحرمين الشريفين والأماكن المقدسة، له طريقة خاصة وأسلوب مختلف عن أي إدارة حشود في العالم.
التعامل مع اكثر من 120 جنسية ولغات مختلفة وعقائد ومذاهب متعددة، هذا يتطلب موظفون بمهارة عالية، ويختلف التعامل مع السائح العادي الذي يتجول كل المدن والمناطق، والزائر الذي يأتي الى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأيضا تجوله في الأماكن الأثرية والتاريخية وضرورة أن تنقل له المعلومات عن هذه الأماكن بمصداقية ودن تحريف.
الذي حدث في ماليزيا هذه المرة هو أن وزارة الحج قررت أن تقيم لأول مرة ضمن مبادراتها، دورة تدريبية تعتبر الأولى من نوعها لتدريب وتأهيل العاملين على خدمة ضيوف الرحمن، قبل قدومهم من بلادهم. طبعا خطوة وزارة الحج تدريب العاملين في قطاع خدمة ضيوف الرحمن قبل قدومهم من بلادهم، هذا يؤسس أولا الى معرفة مقدمي الخدمات طريقة وأسلوب التعامل مع الحشود، وبالدرجة الأولى التفرغ للعبادة وعدم الانضمام الى أي تجمعات حزبية أو سياسية وعدم الانتماء لأي شعارات تفسد أداء فريضتهم.
هذه التوجيهات والملاحظات عندما تأتي من قائدي مجموعة الحجاج من أشخاص يتبعون بلدانهم يكون لها الأثر الأكبر والتجاوب السريع من الحجاج، وقد علمت أن هذه المبادرة اطلقها مركز ترخيص وتدريب العاملين في قطاع خدمة ضيوف الرحمن بالتعاون مع شركة حجاج جنوب شرق آسيا، وسيتبعها العديد من الدورات في عدد من الدول.
في السابق كانت تواجهنا مشكلة وهو أن قائدي الحجاج القادمين مع البعثات، كانوا ينعمون بالراحة وعدم المسؤولية، وترك الحجاج وضيوف الرحمن دول الاهتمام بهم والسؤال عنهم، والكثير منهم يتحول الى سمسار أو مقاول في الحصول على نسب أو مقابل الخدمات.
الدورة التدريبية التي فرضتها وزارة الحج لقائدي مجموعات الحجاج وضرورة الحصول على التدريب الكافي، وبرنامج التدريب يجب أن يكون متفقا مع أسلوب إدارة الحشود في السعودية، بحيث يمكنهم التعامل مع ضيوف الرحمن، هذه الخطوة سوف تجعل كل القيادات التي تراس مجموعات الحجاج، تحصل على الرخصة التدريبية قبل قدومهم، وتكون ضمن الشروط المطلوبة، ومبادرة مركز ترخيص وتدريب العاملين في قطاع خدمة ضيوف الرحمن، ربما تكون النواة نحو إنشاء معهد ومستقبلا أكاديمية وربما تتحول الى جامعة للحج والعمرة تضم كليات وأقسام لمختلف الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وتكون منهج صالح لتخريج كفاءات عربية وإسلامية وأيضا محلية تتعلق بأسلوب تقديم الخدمة والمنهج الذي تتبعه السعودية في إدارة الحشود ورفع ثقافة ووعي الزوار، بما يسهم في رفع جودة الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين من خدمات إدارية وميدانية، وتقديم أفضل البرامج التدريبية لإكساب المتدربين المهارات والسلوكيات اللازمة.
لقد سبق أن طالبت في 2014 بضرورة إنشاء جامعة أهلية للحج والعمرة تقدم لنا خريجين متخصصين في كافة مجال الخدمات، خاصة وان مؤسسات الطوافة تحولت الى شركات ضخمة، وعدد المعتمرين يتوقع أن يصل الى 30 مليون معتمر وزائر سنويا، وعدد الحجاج سوف يرتفع الى 3 ملايين حاج، وهذا يعني أننا مقبلين على نقلة كبيرة في الخدمات، فيما سهلت الحكومة السعودية ويسرت امر الحصول على تأشيرات العمرة بمختلف الطرق وعبر التطبيقات، ما يعني تدريب وتأهيل العاملين في الحج مطلب مهم، ويتطلب أيضا تأهيل قائدي المجموعات في بلدان أخرى، خاصة تلك التي تشهد قدوم حجاج بحصص كبيرة،
الوزير السعودي الذي عرف عنه انه من دعاة التطوير والتغيير في تقديم الخدمات والتعامل مع التقنيات المتطورة بحيث يسهل عمل الحجوزات والترتيبات الخاصة للحج والعمرة، اطلق أيضا خلال جولاته الى بعض البلدان، منصة “نسك حج” لتيسير إجراءات قدوم الحجاج من أوروبا وأمريكا وأستراليا بأكثر من 58 دولة.
وأعلنت الوزارة عن عدة تسهيلات للمعتمرين شملت إتاحة تأدية العمرة للحاصلين على جميع أنواع التأشيرات بدون شروط عمرية أو عددية أو قيود إجرائية تتعلق بوجود المحرم للمرأة، مع تسهيل تنقل المعتمرين بين مدن ومناطق المملكة من خلال تمديد فترة تأشيرة العمرة من 30 يومًا إلى 90 يومًا لإثراء رحلة الحجاج والمعتمرين بالمملكة. ولم يعد ضيوف الرحمن تحت رحمة مكاتب الحج والعمرة في الخارج التي كانت تعطي وعودا وهمية لحجاجها، وحينما يصلون الى الديار المقدسة يكتشفون عكس ما شاهدوه، بينما الآن أصبح الزائر يستطيع حجز الخدمات ودفع المبلغ ومعرفة الجهة التي تخدمه، وفي حال تعرض لأي غش أو خدمات هو ليس راض عنها، يستطيع أن يقاضي الجهة التي حصلت منه المبلغ ولم تقدم له الخدمة.
قطاع خدمات الحج والعمرة تتطلب المزيد من التأهيل والتدريب ليس فقط للعاملين هنا في السعودية، إنما يتطلب كل من يقوم بتقديم خدمة ضيوف الرحمن في الخارج، وطالما أن الزائر والحاج يدفع المبالغ الكاملة للحصول على الخدمة، يجب أن نقدم على أكمل وجه وبالطريقة التي تناسبه وتشعره بالطمأنينة والارتياح، والأشخاص الذين يتعاملون معه لديه إلمام بادراه الحشود ومؤهل تدريب عال. فخدمة الحج والمعتمر “شرف لنا”.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال