الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
التحول نحو المدن الذكية أمراً مغرياً للكثيرين بحكم أنه أصبح توجهاً عالمياً في مختلف الدول. لكنه في الإطار نفسه يحمل الكثير من التعقيدات والتحديات والصعوبات التي لابد من وضعها في الاعتبار لضمان نجاح المشروع.
كثير من الناس يعتقد أن المدن الذكية كالمدن التي تظهر في الأفلام العلمية مليئة بالسيارات الطائرة والروبوتات المتنقلة والشاشات في كل مكان ويعتقد انه سوف ينتقل الي عالم اخر مختلف ويعزى أحد الأسباب إلى أن الفكرة لم تنضج وتظهر بشكل الكامل على أرض الواقع.
في البداية دعونا نوضح أن الامر لا يعني هجرة المدن الحالية وتركها والانتقال إلى مدن جديدة. وبشكل عام هناك اتجاهين رئيسيين: مدن قائمة يتم تحويلها لمدن ذكية أو بناء مدن ذكية من الصفر.
أيهما أفضل؟
لابد من دراسة واقع المدينة وجاهزيتها للتحول الذكي.
وتعرف المدينة الذكية بأنها مدينة توظف تقنيات معلومات واتصالات ذكية لتقديم حلول في قطاعات مختلفة من اجل تنمية وتطوير كفاءة العمليات والخدمات المقدمة وتحسين جودة الحياة والرفع من النمو الاقتصادي.
تستخدم المدن الذكية تطبيقات وحساسات وأجهزة لجمع البيانات لرفع الكفاءة وتحسين الانتاجية ومستوى جودة الحياة بالإضافة إلى تقنيات حديثة لتطوير الخدمات المقدمة للسكان وجعلها أكثر قابلية للعيش. معرفة وتحديد أهم التقنيات المستخدمة وكيف تعمل معاً لا يكفي ولا يعني نجاح مثل هذه الفكرة، بل لابد وضع في الاعتبار طريقة تعامل السكان مع هذه التقنيات المختلفة لتحقيق الاستفادة القصوى من المشروع لأنهم المحور الرئيسي في مثل هذا النوع من المدن.
تتشابه المدن الذكية في أربع نقاط رئيسية:
١-المباني: حيث يتم جعل هذه المباني ذكية من خلال تزويدها بتقنيات مثل إنترنت الاشياء لجعل مثلا أنظمة التدفئة والتبريد أكثر كفاءة كذلك تعمل على توفير بيئة آمنه للسكان من خلال أنظمة المراقبة والانذار فيها
٢-نظام النقل: يتم استخدام حساسات وأجهزة لمراقبة وتحسين الحركة المرورية في المدن والتي تتميز بالازدحام فيها
٣-الخدمات: تمكن أجهزة إنترنت الاشياء من مراقبة استهلاك الطاقة والمياه وهذا يساهم في ترشيد الاستهلاك بشكل عام. فمثلا إضاءة الشوارع تعمل فقط في حال وجود مركبات أو مشاه بالقرب منها
٤-البنية التحتية: تطور المدن الذكية المباني والشوارع والطرقات من خلال أنظمة المراقبة كذلك يمكنها التنبيه عن مشاكل المباني والجسور، وتسربات المياه، والغاز وغيره.
مراحل التحول نحو المدينة الذكية:
أولاً: وضع الرؤية
وهنا يجب أن يكون هناك تعاون بين كافة مكونات المدينة لوضع خارطة طريق واضحة وتصور كامل للمدينة ومستقبلها وتحديات الاولويات وأهم التحديات والعقبات والاهداف التي يمكن تطبيقها وقياسها.
ثانياً: تحديد الاولويات وفقا لأكثر المشاكل الموجودة في المدينة والتي يمكن أن يحقق حلها فائدة أكثر للسكان.
ثالثاً: البدء في مشاريع تجريبية لتحديد الفائدة المحتملة للتقنيات التي يمكن أن تساهم في حل تحسين تقديم الخدمات والعمليات وإدارة المدينة مع وضع في الاعتبار التحديات الاساسية والنتائج المتوقعة. وهنا ننصح الجهات التي تبدأ للمرة الأولى بالبدء بمشروع صغير ومن ثم التوسع إلى مشاريع أكبر فنجاح تجربة مدينة قد تكون بسبب بدايتها مشروع واحد لكن تم تطبيقه بشكل سليم وناجح وأصبح مقدمة لنجاح فكرة المدينة بشكل عام.
رابعاً: تطبيق الافكار وقياس النتائج مع التأكيد من تحقيق الأهداف التي تم وضعها في الخطوة الاولى وأن يكون لها تأثير على المنظور طويل الامد.
قد تكون البداية بأنظمة الطاقة أو النقل أو غير ذلك على أن يتم ذلك من خلال تقييم المدينة نفسها.
بشكل عام هناك مجموعة من النقاط التي يوصي بها خبراء المدن الذكية عند التخطيط لمثل هذا الامر:
١-يجب أن يكون السكان هو المحور الرئيسي للمشروع مع وضع برامج توعوية خصوصا قبل إطلاق المشروع.
٢-القيام بعملية تقييم واسعة للوضع الحالي للمدينة
٣-توفر فريق يدير المشروع ولديه الخبرة والقدرة والمهارات لنجاح المشروع، أن يتم تدريبه باستمرار
٤-توفير الدعم المالي للمشروع
٥-التأكيد على قضية امن وخصوصية البيانات
٦-التقييم المستمر للمشروع ووضع خطط للطوارئ والكوارث وطريقة التعامل معها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال