الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
“دعم توظيف أربعمائة ألف مستفيد للعمل في القطاع الخاص”. كانت الإشارة إلى هذه المعلومة في حفل تدشين الهوية الجديدة، واستراتيجية صندوق تنمية الموارد البشرية “هدف” بمثابة الشرارة التي أبقتني متيقظا طوال الحفل لكل معلومة تبعتها. قد ينظر البعض لهذه المعلومة بصورة عابرة، لكنها في حقيقة الأمر كما أراها تشكل عصب الاقتصاد، وهذا عدا عن كونها تهم كل منزل وعائلة. الصورة التي انطبعت في ذهني بعدها هي الاهتمام بالربط الاستراتيجي بين الهوية وبين الجوانب الاقتصادية والتنموية في الوطن. فالهوية ليست كما يعتقد البعض مجرد شعار وألوان نتباهى بها أمام الآخرين، بل هي انتماء وقيم ومسلمات نؤمن بها فتصبح أقرب ما تكون لكياننا.
أعود إلى الحفل، والذي تتابعت فيه المعلومات بعد ذلك وتوالت فوجدتني أتوقف عند رقم جديد أكثر إثارة لفضولي، مع الإشارة إلى دعم ما يقارب المائة وثمان وثلاثين ألف منشأة بشكل مباشر أو غير مباشر في كافة القطاعات الحيوية. اللافت والأكثر إثارة كان في تركيز الصندوق على خدمة الشركات الصغيرة والمتوسطة وكذلك متناهية الصغر والتي وصلت نسبة تمثيلها 81 بالمائة من إجمالي مساهمة الصندوق في التوظيف.
كل تلك الأرقام جعلتني أتساءل عن الأهداف المستقبلية التي يضعها الصندوق نصب عينيه وهو يدشن هذه الهوية الجديدة، ويطلقها للعلن. نعلم أن أحد الدوافع الاستراتيجية لإطلاق هوية جديدة هو هيكلية القطاعات التابعة للمنظمة، ولعل هذا السبب يكون بداعي الرشاقة والتعامل مع المتغيرات التي يفرضها العصر. فمن خلال البرامج التي تشمل الإرشاد والتدريب والتمكين تتلخص الأهداف في تنمية القطاع البشري. ينبغي أن ندرك أن المرحلة المقبلة تختلف عن سابقاتها من حيث التسارع الشديد في النمو السكاني، والتطور التقني والمعرفي. وربما يكون هذا التوقيت في إطلاق الاستراتيجية متناغما مع التسارع العلمي الذي نشهده بشكل شبه يومي في جميع القطاعات المعرفية. أكاد أجزم أن نوعية البرامج التدريبية في المرحلة المقبلة التي ستخدم جميع القطاعات يجب أن تكون أكثر مواءمة مع هذا الحراك حتى تؤتي أكلها. اليوم نبحر جميعا في بحار الابتكار لنصنع لأنفسنا مكانة على خارطة الدول المتقدمة. وفي هذا السباق لتحقيق الهدف فإن التدريب الفاعل بأحدث ما وصلت إليه المعرفة البشرية سيشكل المحك في بلوغنا للهدف الأسمى الذي نسعى للوصول إليه.
الطموح والآمال كبيرة، وفي ظل ما تحقق من منجزات، فكلنا ثقة في القادم بالحلة الجديدة رغم التحديات التي يفرضها الواقع. يكفي أن تتابع الروح التي تملأ المكان خلال التدشين لتلك الهوية حتى تكون متفائلا بمزيد من الإنجاز. ورسالتي اليوم لكل من عمل على تحقيق هذا المنجز، وكل من ينخرط في صناعة الحلم الجديد هي السعي للأسبقية الدائمة والحفاظ على الأداء المتسارع في الإنجاز لأن المنافسة اليوم تظهر بشكل جديد أسرع من أي وقت مضى.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال