الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
وفقا لبيانات الاتحاد الصيني لمصنعي السيارات، في عام 2022، صدّرت الصين 3.111 مليون سيارة، بزيادة سنوية قدرها 54.4%، متجاوزة ألمانيا لتصبح ثاني أكبر مصدر في العالم لسيارات الركاب بعد اليابان، وتكون أكبر ثلاث أسواق لتصدير السيارات هي المكسيك والمملكة العربية السعودية وبلجيكا. بدأت تظهر السيارات ذات العلامات التجارية الصينية بشكل متزايد في سوق الشرق الأوسط بسبب جودة منتجاتها الممتازة، وخدمة ما بعد البيع في وقته وبشكل متميز، والبحث والتطوير التكنولوجي الذي يواكب العصر، فضلا عن الفهم العميق والاستجابة السريعة لاحتياجات العملاء.
في الوقت الحاضر، تجتذب المملكة العربية السعودية المزيد من العلامات التجارية الصينية لدخول السوق السعودية، وتتحسن القدرة التنافسية لمنتجات السيارات الصينية باستمرار، وتحظى السيارات الصينية بشعبية كبيرة بين المستهلكين السعوديين، وخاصة الشباب، من حيث الجودة والتكلفة ولديها تصميمات فريدة ومبتكرة. تعد المملكة العربية السعودية أكبر سوق استهلاكي للسيارات في منطقة الخليج، ويحتل نصيب الفرد من ملكية السيارات المرتبة الأولى في العالم. في عام 2022، يتم تصدير أكثر من 200000 سيارة صينية إلى السعودية، وهو ما يمثل ثلث إجمالي واردات السعودية.
في الوقت الراهن، قد أطلقت أكثر من عشر علامات تجارية صينية خدمات بيع السيارات في المملكة العربية السعودية. بسبب الجفاف ودرجة الحرارة المرتفعة في السعودية، هناك متطلبات عالية لأداء السلامة وتكييف الهواء للمركبات المستوردة. قبل دخول السيارة كاملة إلى السوق السعودية، يجب أن تستوفي شهادات دول الخليج والمتطلبات الخاصة بالسعودية. تُظهر حقيقة أن السيارات الصينية يمكن أن تكتسب موطئ قدم في السوق السعودية بسبب استيفائها المعايير العليا لدول الخليج مثل البحث والتطوير والتصميم وتكنولوجيا الإنتاج وخدمات السلسلة الكاملة.
في النصف الثاني من عام 2020، بدأت ماركة هونغتشي في التعاون مع وكلاء سعوديين، ودخلت سيارات ماركة هونغتشي إلى السوق السعودية. بمظهرها الجمالي الشرقي وأدائها المتفوق، حصلت على شعبية بين المستهلكين السعوديين. من بينها، H9 وHS5 هما أكثر طرازات تحظى بإقبال شعبي لهونغتشي في السوق السعودي. وقد تجاوزت 100 طلب شراء من طراز H9 بعد دخولها إلى السوق بشهر واحد، حتى أن مكتب ولي العهد السعودي طلب 20 سيارة من طراز H9 كسيارات خاصة للعائلة المالكة. وقال محمد عبد الجواد تاجر سيارات هونغتشي السعودي: “بعد إطلاق هونغتشي في السعودية، تجاوز حجم المبيعات التوقعات بكثير، حتى الطلب من الطرازات الشعبية يتجاوز العرض”. كما اختارت ماركة تانك من شركة جريت وول موتورز السعودية لأول مرة لدخول السوق الخارجية. بدأت شركة جريت وول موتورز التعاون مع التجار المحليين في السعودية في وقت مبكر من عام 2017، وعمل الجانبان معا لإعادة تشكيل انطباع المستخدمين السعوديين عن العلامات التجارية للسيارات الصينية. والأهم من ذلك، أن الشرق الأوسط هو سوق عالمي عالية الإمكانات لسيارة البراري، وسيعوض طراز “تانك 300” الاحتياجات المتنوعة للمستخدمين في سوق الشرق الأوسط.
بالإضافة إلى سيارات الركاب، تتمتع الحافلات الصينية بأداء مستقر وأسعار تنافسية للغاية، وقد قطعت أشواطا كبيرة في النقل العام السعودي، وتشمل منتجاتها الحافلات المدرسية، وأوتوبيس، وسيارات الركاب السياحية. قامت شركة باص أنكاي بتصدير أكثر من 10000 حافلة إلى السعودية، وهي ماركة الحافلات التي تمتلك أكبر مخزون في السوق السعودي. في الآونة الأخيرة، تم تشغيل أول حافلة كهربائية في السعودية رسميا في جدة، وتأتي هذه الحافلة الكهربائية من شركة يوتونغ، مورد حافلات رئيسي في البلاد. ويتوافق تشغيل حافلات يوتونغ الكهربائية النقية في المنطقة المحلية مع حاجة لتطوير النقل العام، كما أنه يتزامن مع “رؤية 2030” التي طرحتها السعودية في السنوات الأخيرة.
سيارات الطاقة الجديدة أصبحت تدريجيا من أبرز السيارات ذات العلامات التجارية الصينية في سوق الشرق الأوسط. في السنوات الأخيرة، في ظل خلفية التحول العالمي في مجال الطاقة، وضعت دول الخليج خطط تحول لتسريع وتيرة التصنيع والتنويع الاقتصادي. وأدرجت دول الخليج المتمثلة في السعودية والإمارات وقطر وغيرها تحويل الطاقة والارتقاء بها في إستراتيجياتها التنموية الوطنية، واستمرت في إشعاع دول الشرق الأوسط المجاورة، حيث تخطط السعودية لزيادة نسبة الطاقة المتجددة في هيكل استهلاك الطاقة إلى 50% بحلول عام 2030؛ تخطط الإمارات لزيادة نسبة الطاقة الجديدة إلى 50% بحلول عام 2050. في مونديال 2022 في قطر، أدخلت قطر 888 حافلة يوتونغ الكهربائية النقية لأول مرة، والتي نالت إشادة من الجماهير في جميع أنحاء العالم.
قطعت حكومة الصين تعهدا مهيبا بالسعي للوصول بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى ذروتها قبل عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2060، الأمر الذي جعل تطوير سيارات الطاقة الجديدة خيارا لا مفر منه لشركات السيارات الكبرى. في عام 2022، حقق مركبات الطاقة الجديدة في الصين نموا هائلا، حيث بلغ الإنتاج والمبيعات 7.058 مليون وحدة و6.887 مليون وحدة على التوالي، بزيادة سنوية قدرها 96.9٪ و93.4% على التوالي، لتحتل المرتبة الأولى في العالم لمدة ثماني سنوات متتالية. إن العوامل المزدوجة لسوق السيارات الصينية وسوق الشرق الأوسط مكنتهما من تحقيق المنفعة المتبادلة. وما يستحق التطلع إليه أكثر هو أنه مع الصين والدول العربية تعمل بشكل مشترك على تعزيز التنمية عالية الجودة لـ “الحزام والطريق”، ستتمتع الصين ودول الشرق الأوسط بإمكانيات كبيرة في مجال النقل الأخضر والذكي.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال