الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
وجود المنافسة المنضبطة بين جموع الموظفين في المنشأة الواحدة هو أمر في المجمل محمود.
المنافسة المنضبطة غالبا ما ينتج عنها زيادة في إنتاجية الموظف، وبالتالي ازدياد مساهمته في مخرجات المنشأة التي ينتمي إليها، مما سيؤدي إلى نمو أرباحها.
لكن إذا ما اشتدت المنافسة بين المتنافسين من موظفين، دون ضبط أو ربط من قبل إدارتهم الواحدة أو إداراتهم المختلفة ، فحتما ستؤول الأمور إلى ما لا تحمد عقباه.
ستتحول المنافسة المحمودة إلى منافسة شرسة، قبل أن تصبح منافسة هدامة بين الزملاء من الموظفين في القسم الواحد، او في أكثر من قسم في المنشأة الواحدة. سأطلق على هذا الفعل المرحلي، المنحنى الأول للمنافسة السلبية، وتمثل المنافسة بين الأفراد من صغار الموظفين في المنشأة الواحدة.
يزداد الوضع صعوبة إذا ما أصبحت المنافسة بين كبار الموظفين من رؤساء شعب و مدراء اقسام. حيث انه هنا تحديدا تبدأ المنافسة بأخذ منحنى سلبي آخر خطير، يبدا من التضييق على الموظفين التابعين للإدارات الاخرى المنافسة، وذلك بقصد اظهارهم ورؤسائهم بمظهر سيء. أطلقت على هذه المرحلة من المنافسة السلبية بين كبار الموظفين المنحنى الثاني، ويمثل المنافسة بين الإدارات المختلفة داخل المنشأة الواحدة.
في عالم الأعمال، هناك الكثير من المنشآت الصغيرة، المتوسطة، والكبيرة، خسرت و أغلقت أبوابها، ولم تقم لها قائمة، بعد أن وصلت المنافسة بين الأفراد من الإدارات المختلفة إلى درجة عالية من الفلتان الإداري الخارج عن السيطرة، وذلك بفعل المنافسة الغير منضبطة بين الموظفين، المدراء ، وصولا إلى المساس بأرباح المساهمين، وهذا يمثل المنحنى الثالث والأخير للمنافسة السلبية.
دعونا نستعرض سويا أمثلة عملية على المنافسة السلبية بمراحلها المختلفة:
المثال الأول: عندما تقوم إدارة المخاطر متمثلة بموظفيها ورؤساءهم المباشرين بتعمد الأضرار بإدارة المبيعات من خلال العمل على الحد من فعالياتها، والسعي نحو منعها عن تحقيق أهدافها، وذلك من خلال فرض الشروط التعجيزية على العملاء المحتملين، او عندما تقوم إدارة المبيعات بعقد الصفقات الغير مسؤولة، فقط لوضع إدارة المخاطر بموقف حرج.
المثال الثاني: هو أن تقوم إدارة المواصفات والجودة بمن يمثلها في المنشأة بالتضيق على إدارة البناء، سعيا في تعطيلها عن إكمال المشاريع المناطة بها في الوقت المحدد.
المثال الثالث: هو ان تقوم إدارة البيانات في الشركة بمنع او تعطيل تدفق البيانات لإدارة التسويق، من ما سيؤدي إلى خسارة فرص بيع محتملة بملايين الدولارات.
هنا تجدر الإشارة الا ان مثل تلك الأحداث وما يصحبها من قصص فشل مختلفة، خسائر فادحة، و روايات متضادة، تشق طريقها إلى الملاء عبر وسائل الإعلام من خلال موظفين و مسؤولين سابقين في المنشئة الخاسرة، شهدوا على المراحل الثلاث للمنافسة السلبية، وهم غالبا لا يفصحون علنا عن هوياتهم، سعيا منهم في الحصول على فرصة جديدة في منشأة أخرى.
أخيرا وليس اخرا، يعد التواصل الجيد مع الموظفين، العدل فيما بينهم ، و فرض القوة حولهم، من أهم اذرع الإدارة الناجحة في ضبط المنافسة البناءة بين موظفيها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال