الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لا يكاد يخلو أي علم من العلوم والى كان الاقتصاد الوجه الآخر لعملته، لذلك يرتبط الاقتصاد اليوم بالعديد من العلوم ويتقاطع معها ليشكل أهمية قصوى في الممارسات الصحية السليمة لأي نشاط.
يعرف الاقتصاد في المجمل بتحليل وحل المشكلات الاقتصادية على المستوى الجزئي والكلي فضلا عن دوره في توظيف الموارد الاقتصادية بأعلى قدرة ممكنة بعوائد أكبر وتكاليف أقل من هنا برز مؤخر دمج علم الاقتصاد بالهندسة لتفسير وإدارة الأنشطة الهندسية حول ذلك فيماي طلق عليه بالاقتصاد الهندسي.
يشتمل الاقتصاد الهندسي العديد من المحاور المهمة تأتي في أولويتها الإجابة على السؤال الأهم: كيف لأي مشروع هندسي أن يحقق أعلى كفاءة ممكنة من خلال التوظيف المثالي لمكونات المشروع بما في ذلك بعدها الإداري والتنفيذي ومخرجاتها التي يفترض أن تكون بجودة عالية.
بدأ الاقتصاد الهندسي في الظهور بعد الحرب العالمية الثانية وهناك العديد من الدول التي اهتمت به آنذاك مثل اليابان وأمريكا وألمانيا لكنه لا يزال حاليا في طور النشوء من الناحية العلمية والعملية ولذلك لايزال يدرس في الجامعات كمقرر أكاديمي موجه لطلاب كليات الهندسة بيد أنه من المهم جدا أن يحظى هذا العلم بالتفاته أوسع ليكون تخصصا مستقلا ليسهم بدوره في تكامل منظومة القطاع الهندسي ويفتح آفاقا أوسع متخصصة توجه أفكارها المتخصصة للارتقاء بالأداء وفق الممارسات المهنية والأكاديمية المطلوبة.
تأتي أهمية الاقتصاد الهندسي اليوم كواحد من أهم العلوم الاقتصادية التي تنسجم كثيرا مع التطورات المتلاحقة في مكونات التقنيات الاقتصادية المتعلقة بكافة الأعمال التقنية والمشاريع والتخطيط الحضري الخاص بالمدن السكانية والمدن الصناعية والطرق والجسور وغيرها الكثير.
يجمع الاقتصاد الهندسي بين مجالين مختلفين، وهما الاقتصاد والهندسة، حيث يمكن أن نفسر ذلك عن طريق استخدام التقنيات الاقتصادية ومفاهيم علم الاقتصاد على المشاريع بمختلف أنواعها من وجهة نظر هندسية، وذلك من أجل تقديم نتيجة إيجابية أقل تكلفة وأكثر جودة في فن المشروع الحديث مع ملاحظة أهمية الالتزام بمبادئ التصاميم الهندسية والمعايير التي تضمن جودة المشروع وأهميته ضمن المعايير المطلوبة كما أنه يسهم في إيجاد البدائل المناسبة التي يمكن أن تخفض تكلفة التنفيذ، خلال الوقت المناسب فضلا عن اهتمامه في ذات الوقت بالقيمة والعائد الاستثماري الأفضل.
يعتبر الاقتصاد الهندسي أحد مكونات الاقتصاد الجزئي حيث يركز على حل المشكلات واتخاذ القرارات على المستوى التشغيلي ودمجه المعرفي المرتبط بالتطورات التقنية المتسارعة لتكون المشروعات أكثر جدوى اقتصاديا واجتماعيا وماليا إضافة إلى دوره المهم في تقييم ومقارنة تكاليف إنشاء وتشغيل المشروعات وحجم العوائد المتحققة بهدف الوصول إلى الربحية المالية والاجتماعية وتحديد البديل الهندسي المناسب والفعال للمشروع وخلق مهارات المصادر ومشاريع الإنفاق الرأسمالي للمعدات ومعرفة فن وإدارة مخاطر المشروع وتحليليها الأمثل وأيضا الجدوى الاقتصادية لأي فكرة أو مشروع أو تصميم هندسي وبالتالي، تشير اقتصاديات الهندسة إلى جوانب الاقتصاد وأدوات التحليل الأكثر صلة بعملية اتخاذ القرار الهندسي.
في الاقتصاد الهندسي هناك مجموعة من المبادئ والتي تكمن أهميتها في تفسير العلاقات وحلول الإشكالات المعقدة مثل العلاقة بين رأس المال والزمن حيث إن تكلفة أي استثمار مقترح يمكن تغطيتها خلال فترة زمنية محددة مضافا إلى ذلك العوائد الربحية التي تناسب درجة مخاطرة رأس المال أي أن لرأس المال قيمة زمنية متغيرة بسبب عدد من المتغيرات مثل التضخم وأسعار الفائدة التي تؤثر على التدفقات النقدية لكل استثمار بحسب ظروفه ولا يوجد أسلوب معين للتحليل الاقتصادي يناسب كل الحالات وكذلك استهلاك الأصول والعمر الافتراضي مثل الآلات والسيارات وكذلك العلاقات التي تحكم عند استخدام التقنية الحديثة وبرامج الحاسب الآلي في تطبيقات الاقتصاد الهندسي.
مجمل القول: علم الاقتصاد من العلوم المرنة الحية التي لا تموت وهو بذلك العمود الأساس أمام كل العلوم التي تتناضح مع بعضها البعض لتخلق أنشطة اقتصادية عالية الكفاءة منخفضة التكاليف ومع ذلك تبقى وظائفه المهنية من أهم الوظائف التي لا يمكن الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال، نتطلع مستقبلا إلى تطوير منظومة العلاقات مع العلوم الأخرى لتكون شيقة ومهمة وتسهم فعليا في تحقيق كافة أهداف أي منظومة أعمال.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال