رونالدو الذي لا يعرفه الكرويون

شاءت الصدفة أن أتابع خلال الأسبوع الحالي وثائقي يحكي قصة اللاعب رونالدو الذي انضم إلى نادي النصر مؤخرا. والحقيقة أنني بمجرد مشاهدة العنوان سعيت لأن أتعرف على السر الذي وضع اللاعب على خارطة الأفضل على مستوي العالم. مشهد والدته التي أجهدها متابعة ابنها في رحلته الكروية، ومع كل مباراة تتزايد درجة قلقها وخوفها من أي إصابة تناله جعلني أدرك أن خلف كل قصة نجاح هناك أشخاص يتألمون ويحملون المعاناة التي تعيشها. ليس من السهل أن يحمل كل من حولك رسالتك ويؤمنون بها ليحيطوك بالأمان فتشعر معهم بالطمأنينة في الوقت الذي يعول فيه الجميع عليك.

العائلة التي التمست في ابنها سمات الموهبة فقررت أن تمنحه الفرصة للانتقال إلى مدينة أخرى والعيش فيها في عمر الثانية عشر من أجل صقل موهبته الكروية هي بمثابة رسالة بأن نستشف في ابنائنا ملامح الإبداع فننميها ونصنع لها البيئة المناسبة حتى تتطور ويبزغ فجرها على كل الأصعدة والمستويات. في كل عام كان مشهد جائزة الكرة الذهبية يتكرر أمامه وهو يسأل نفسه ما الذي يجب أن أفعله بشكل أفضل حتى أنال هذه الجائز فيضاعف الجهد ويواصل المسيرة إلى أن تحقق الحلم وتترجم الطموح في صورة واقع ملموس. نال جائزة الكرة الذهبية عن جدارة في عام 2013 بتسجيل 66 هدفا في 56 مباراة. التعرض لمزيد من الضغط مع الانتقال إلى ريال مدريد بسبب ارتفاع سقف التوقعات كان تحديا يعيه اللاعب رونالدو بشكل جيد وهو يشاهد الآمال المعقودة عليه ليحقق لفريقه الجديد إنجازا فريدا من نوعه، فكان يعلم أن الحصول على لقب دوري أبطال أوروبا هو الحلم القادم. يضع هذا اللاعب شعارا واحدا أمام ناظريه وهو أن الناس تذكر الفائز فقط دائما. مهما كان أداؤك مميزا، ومهما أبدعت على أرض الملعب لكن النتيجة النهائية فقط هي ما يريده الجمهور. يعزو اللاعب كثير من نجاحاته أيضا إلى فريقه المحيط به، وبالأخص وكيل أعماله الذي يرى أنه استطاع أن يشكل له مسيرة كروية ناجحة من خلال قدرة عالية من التفاوض للحصول على أفضل الفرص للاعب. عليك أن تصنع نفس الأشياء التي يصنعها الآخرون ولكن تقوم بعملها بشكل مختلف، هذا ما يقوله اللاعب حول صناعة الفرص. وإذا أردت أن تفكر بشكل مختلف فيجب أن تكون قراراتك أكثر جودة وبالتالي التحسن بشكل مستمر يكون حليفك. يعترف اللاعب أنك لا يمكن أن ترضي الجميع دائما، وستجد من يعتبرك مصابا بالغرور أو الكبر لمجرد أن الطموح قد امتزج بشخصيتك. السعي المستمر للأفضل يعني أن المنافسة على أشدها وهو أمر يمكن أن يقترن بعداوات. أعتقد أن خلف قصص النجاح التي نشاهدها دائما كثير من القصص التي تستحق أن تروى.