أهمية الوعي الادخاري والاستثماري والاستهلاكي لإستراتيجية الفرد المالية

بالنظر إلى ما يعانيه الفرد من خلط مفاهيمي وسلوكي في إدارة ماليته الشخصية فإن هذا المقال اتى ليزيل اللبس ويرسم خارطة مفاهيم لتحسين سلوك الفرد المالي والاستثماري و الادخاري و الاستهلاكي بما ينعكس على جودة القرارات المالية الشخصية.

للفرد ثلاث مسؤوليات مالية هامة في الحياة الأولى هي الوفاء بالالتزامات من خلال الادخار والثانية هي حسن تدبير الأموال من خلال التخطيط المالي والاستثمار والثالثة هي حسن استخدام الأموال بأفضل صورة ممكنة (الاستهلاك الحسن).
الوعي المالي هو امتلاك الفرد معرفة مهارات التعامل مع الدخل وإدارة الميزانية الشخصية والأسرية بشكل ناجح.

الوعي الاستهلاكي هو قدرة الفرد على حسن استغلال الموارد المتاحة المرتبطة بكافة الخدمات المتوفرة وعدم الإسراف في استخدامها وتقليل الفاقد منها.

كثيراً ما يخلط الناس بين هذين المفهومين، غير أن الفارق الرئيسي بين الادخار والاستثمار هو عمر ذلك المال؛ فمع الإدخار يتم مراكمة مبلغ من المال في خزينة آمنة لاستخدامه بعد فترة من الزمن، بينما يعني الاستثمار من الناحية الأخرى الاستفادة من الأموال المدخرة كي تبني ثروة خلال فترة زمينة أطول.

كما أن الاستثمار يراه البعض بأنه التضحية بمنفعه حالية يمكن تحقيقها من خلال إشباع استهلاكي حالي من اجل الحصول على منفعة أكثر في المستقبل و يراه آخرون أنه التخلي عن استخدام أموال حاليا لفترة زمنية معينة من اجل الحصول على مزيد من التدفقات النقدية في المستقبل تكون بمثابة تعويض عن الفرصة الضائعة للأموال المستثمرة وكذلك تعويض عن الانخفاض المتوقع في القوة الشرائية للأموال المستثمرة بسبب التضخم و تتمثل أهمية الاستثمار في زيادة الدخل الوطني وخلق فرص عمل و دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية وزيادة الإنتاج ومن خلال زيادة الانتاج دعم الميزان التجاري وميزان المدفوعات ومن انواع الاستثمار الاستثمار الحقيقي او المادي وهو الذي يمثل الشكل التقليدي للاستثمار و الذي يتم في الاصول الحقيقية ( المفهوم الاقتصادي ) والاستثمار المالي وهو الاستثمار في الاوراق المالية كالاسهم والسندات وشهادات الايداع وغيرها و الاستثمار البشري وهو الاستثمار المعني بتمكين العنصر البشري علمياً وعملياً ومعرفيا ومهاريا من خلال التعليم والتدريب ومجالات البحث والتطوير.

و للاستثمار محددات تتمثل في سعر الفائدة والكفاية الحدية لرأس المال المستثمر او العائد على رأس المال و التقدم العلمي و التكنولوجي و درجة المخاطرة و مدى توفر الاستقرار الاقتصادي والسياسي والمناخ الاستثماري وتوفر الوعي الادخاري والوعي الاستثماري وتوفر السوق المالية الفعالة.