الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الاقتصاد الدائري أحد المفاهيم المهمة التي تم جلبها مؤخرا لصناعة السياحة بشكل عام، والسياحة البيئية بشكل خاص لتقليص الآثار السلبية الناجمة عن النشاط السياحي. فيعد هذا المفهوم مسلكا استراتيجياً لقطاع سياحة مستدامة، وذلك من خلال تقليل التأثيرات البيئية الناجمة عن النشاط السياحي، بما في ذلك النفايات والتلوث وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتعزيز الاستهلاك والإنتاج المستدامين، وتشجيع استخدام الطاقة والموارد المتجددة.
الاقتصاد الدائري مفهوم يركز على ستة معايير رئيسية وهي إعادة الاستخدام وإعادة التدوير وإعادة التصميم والاسترداد وإعادة التصنيع، والتي تهدف جميعها إلى الحفاظ على الموارد مع إمكانية استخدامها لأطول فترة ممكنة، واستخراج أقصى قيمة منها، نظرًا لإمكانيات الاقتصاد الدائري في فصل النمو الاقتصادي عن استخدام الموارد.
رفعت أزمة (كوفيد – 19) نسبة الوعي بأهمية التفكير في كيفية إنتاج السلع والخدمات واستهلاكها بأقل تأثير على البيئة، وهما عنصران رئيسيان في الاقتصاد الدائري.
بالنسبة للوجهات السياحية يمكن أن يحقق الاقتصاد الدائري لها درجة عالية من التنافسية، ليس فقط فيما يتعلق بفرص التميز وتنويع مصادر الدخل، ولكن أيضًا في نظرة الحكومات والمستثمرين نحو سياسة المحافظة على البيئة والمسؤولية الاجتماعية والحوكمة وهذا ما اعتمدته رؤية المملكة 2030 في تطوير الوجهات السياحية وتطوير المدن. كذلك يوفر الاقتصاد الدائري فرصة لتعزيز آثار التنمية المستدامة للسياحة، مما يولد الرفاهية للسكان المحليين من خلال خلق فرص وظيفية جديدة وتطوير فرص استثمارية صغيرة ومتوسطة يمتلكها السكان المحليين، وبالتالي يعمل الاقتصاد الدائري على خلق دائرة حلزونية بين البيئة، والمجتمع، والثقافة، والنشاط السياحي، والأعمال والمناطق المجاورة بالوجهة السياحية ضمن سلسلة القيمة.
في سياق السياحة البيئية، يمكن تحقيق الاقتصاد الدائري من خلال العديد من الممارسات التي تعزز من الاستفادة الاقتصادية من الوجهة البيئية مع المحافظة على مقوماتها الطبيعية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية. وتتضمن بعض الجوانب الرئيسية ما يلي:
• تقليل إنتاج النفايات. يولد السياحة أطنان من النفايات بما في ذلك المواد البلاستيكية ومخلفات الطعام والتغليف بمواد غير صحية وغيرها الكثير. يمكن تقليل حجم النفايات عن طريق تنفيذ استراتيجيات تقليل النفايات عبر سلسلة القيمة. ويتضمن ذلك استخدام العناصر القابلة لإعادة الاستخدام.. إلخ.
• تشجيع إعادة التدوير. ويكون ذلك عن طريق توفير أنظمة فصل وجمع صحيحة لإعادة تدوير المواد مثل الورق والبلاستيك والزجاج والمعادن. يمكن أيضًا تدوير تدفقات النفايات المعقدة باستخدام عمليات إعادة التدوير المبتكرة.
• الطاقة والموارد المتجددة. يمكن لإدارة الوجهة السياحية تشجيع الطاقة والموارد المتجددة عن طريق استخدام الطاقة الشمسية أو الرياح التي أصبحت تكاليفها في متناول الجميع، وتبني إجراءات الحفاظ على المياه، واستخدام مواد صديقة للبيئة بدلا من المواد الكيميائية القابلة للتحلل.
• إعادة استخدام المواد والمنتجات. يمكن إعادة استخدام العديد من العناصر المستخدمة في السياحة مثل الأثاث والمفروشات والمعدات والزي.. إلخ. ويمكن جعل إعادة الاستخدام أكثر انتشارًا باستخدام نماذج الاقتصاد المشترك.
• تثقيف أصحاب المصلحة. يتطلب التدريب والتعليم الواسع نطاقًا لجعل ممارسات الاقتصاد الدائري أكثر توسعًا عبر سلسلة القيمة السياحية بما في ذلك السياح والموظفين والشركاء والموردين والمجتمعات، والتي قد تساهم في تغيير سلوكياتهم وممارساتهم السياحية.
• تشجيع تجارب السياحة المستدامة. يمكن لتجارب السياحة المستدامة والصديقة للبيئة المصممة بشكل جيد والمستندة إلى الثقافة والتراث والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للسكان المحليين أن تبرز أهمية الاقتصاد الدائري للسياح بطريقة جاذبة. وسيؤثر ذلك عليهم باتباع ممارسات أكثر استدامة حتى بعد عودتهم لأوطانهم.
هذا ليس كل شيء في الاقتصاد الدائري، بل ان الاقتصاد الدائري يتضمن قائمة طويلة من الممارسات التي تجعل من الوجهات السياحية، والبيئية منها خاصة أكثر نمواً واستدامة و جاذبية للسياح، ولكن يتطلب ذلك التعاون والعمل الجماعي من جميع أصحاب المصلحة في سلسلة القيمة السياحية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال