الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
القيادة أو الوصول لمنصب قيادي ليس نهاية الطريق أو تحقيق هدف شخصي، بل هو كم التأثير الذي ستتركه في بيئة العمل قبل مغادرته ونوع التغيير الذي ستمر به.
وإن كانت عمليتا التأثير والتغيير جزء لا يتجزأ من القيادة فالاستمرار في التعلم عملية لا يمكن للقائد الناجح الاستغناء عنها ، هذا التعلم ذو أوجه متعددة فهو ليس زيادة معارف أو اكتساب مهارات فقط لكنه أيضاً معرفة القائد لنفسه والوعي بها من خلال دراسة مواقفه ومراقبة ردات فعله .
في مادة ضمن أحد البرامج التدريبية في القيادة تناولت أهمية عدد من الممارسات للقائد ومنها reflection- Self- والمقصود بها التأمل الذاتي، والهدف منها عودة القائد لذاته بشكل دوري يومي أو اسبوعي بهدف التفكير في مواقفه لمعرفة نقاط القوة والضعف لديه ومهاراته ومدى حاجته لتحسينها، وحجم سعيه للتأثير على الآخرين، ومراجعة قيمه وأهدافه هذه العملية ستساعده على زيادة وعيه الذاتي والذي لن يحسن من أدائه في عمله فقط بل سيسهم في تحسين جودة حياته.
تتم عملية التأمل الذاتي من خلال طرق مختلفة أبرزها الكتابة وذلك من خلال تحديد وقت يومي أو اسبوعي يمارس فيه القائد الكتابة من خلال طرح عدد من الأسئلة ومنها على سبيل المثال : ماهي أبرز المواقف التي حدثت خلال اليوم/الأسبوع؟ كيف كانت ردة فعله؟ ما الذي تشعر بأنك احسنت التصرف فيه أو العكس؟ كيف ستحسن من ادائك/ردة فعلك لو تكرر الموقف ؟ ماالذي طرأ على قيمه من تغيير؟ مدى توائمها مع قيم منظمته؟ الإجابة على هذه الأسئلة ستكون بمثابة مرآه يرى من خلالها لتساعده على الوعي بذاته ومعرفة السبل لتحسينها.
ومن الطرق أيضاً مقابلة القائد الدورية لمرؤوسيه للإجابة عن أسئلة حول علاقته بهم وعن ادائه أو ما الذي يمكن له تحسينه في تعامله معهم وإدارته للعمل؟ لكن هذه الطريقة تتطلب مستوى عالي من الوعي لدى القائد حتى يشعر موظفيه بالأمان لمشاركة ارائهم وعدم تحيزه بسببها.
وبناءً على ما يحصل عليه القائد من إجابات عن نفسه سيكون لديه المقدرة على اتخاذ القرارات التحسينية له كفرد ولبيئة العمل كقائد.
أخيراً هذه الطرق هي مجرد أمثلة على ممارسة التأمل الذاتي للقائد وقد تكون تركز على ما حدث لا ما سيحدث لكنها تذكرنا أن النظر للخلف أحياناً هو فقط لنعلم أين نريد أن نكون في المستقبل.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال