الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يتقدم التصنيع في القرن الحادي والعشرين بخطى سريعة تخطت عصر الثورة الصناعية الرابعة إلى مرحلة دخول عصر الثورة الصناعية الخامسة، وهما ما يطلق عليهما مصطلحي Industry 4 وIndustry 5 .
وإذا عدنا لتاريخ مجال التصنيع، نجد تصدر الطاقة البخارية في عصر الثورة الصناعية الأولى، وتصدر الكهرباء وخط التجميع في عصر الثورة الصناعية الثانية. أما خلال الثورة الصناعية الثالثة، فقد تميزت بانتشار أجهزة الكمبيوتر والأتمتة الجزئية. ثم وفي عصر الثورة الصناعية الرابعة، والتي بدأت في عام 2011م، أصبح التحول الرقمي والرقمنة جزءا لا يتجزأ من مفهوم التحول الصناعي.
والآن، ومع دخول عصر الثورة الصناعية الخامسة فقد حدث تداخل كبير بين الثورتين الرابعة والخامسة حيث يركز كلاهما على القدرات المحدثة، وإمكانية تطبيق التقنيات الرقمية بشكل أوسع، وتبني النطاق المتزايد لإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والتوائم الرقمية وغيرها.
وفي حين أن الكفاءة والسرعة هما من أهم الأولويات في عصر الثورة الصناعية الرابعة، حيث يتم دمجهما معاً لتعزيز الإنتاجية والإيرادات، إلا أن عصر الثورة الصناعية الخامسة يضع استخدام أنظمة الأتمتة والآلات والروبوتات في سياق نهج يركز بشكل أكبر على مبادئ الاستدامة، ومرونة الأعمال، وسرعة استجابة سلاسل التوريد، وتقديم تجربة عملاء أكثر فعالية، والتفاعل المباشر بين الألة والإنسان، لتحقيق أقصى قدر من الأداء الأمثل والكفاءة.
وكذلك، فقد كانت الأتمتة وخفض المشاركة اليدوية وتقليل العنصر البشري في الإجراءات العملياتية من الأهداف الأساسية للثورة الصناعية الرابعة، إلا ان العصر الجديد مع الثورة الصناعية الخامسة يتمحور حول “التأثير البشري” ويعيد الأولوية لمشاركة الإنسان حيث يتم استخدام تقنيات مثل إنترنت الأشياء والبيانات الضخمة لتوفير المعلومات وتحليلها وتسليمها بسرعة وكفاءة ليستخدمها البشر، ومن ثم تحقيق هدف أن يشترك البشر والآلات في الإبداع بسلاسة من أجل تمكين الناس من التركيز على المزيد من الأعمال الإبداعية، وليس الروتينية، خلال السعي وراء القيمة.
ومن أهداف العصر الجديد كذلك التركيز على تحقيق الاستدامة، حيث إنه مفيد لكوكب الأرض استخدام التقنيات الخضراء ونماذج الإنتاج الدائرية، وتبني تقنيات الداعمة التي تجعل استخدام الموارد الطبيعية أكثر كفاءة.
كما يُمكن في العصر الجديد مراجعة سلاسل القيمة الحالية او ما يُعرف بمفهوم Value Chains ومراجعة الممارسات جعل الصناعات أكثر مرونة في مواجهة الأزمات المفاجئة مثل أزمة كوفيد-19 وسلاسل الإمداد العالمية، مما يحقق الاستدامة ويضمن مرونة الأعمال أمام اي تحدي مماثل في المستقبل.
وفيما يلي بعض أكثر تقنيات التفاعل بين الإنسان والآلة شيوعا في عصر الثورة الصناعية الخامسة، ومنها روبوتات تشاركية تعمل جنباً إلى جنب مع العامل البشري وتساعدهم كأداة ذكية في اتخاذ القرارات، وكذلك توجد تقنيات الميتافيرس ومنها الواقع الافتراضي Virtual Reality والواقع المعزز Augmented Reality والواقع المختلط Mixed Reality للاختبارات الصناعية وأيضاً لتدريب الموظفين وتحقيق الشمولية. ومن التقنيات كذلك توفير أدوات العمل ومعدات السلامة المتقدمة مما يعزز القدرات البشرية بوجود الأدوات الآلية وإمكان توصيل البيانات الضرورية والحساسة بسرعة وجودة عالية. ومن التقنيات أيضاً تقنية التعرف التلقائي على النصوص والصوت البشري والصور والمقاطع، بالإضافة إلى زيادة القدرات المعرفية للإنسان من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي وفروعه العديدة ومنها التعلم الآلي، وغيره من التقنيات المبتكرة مثل انترنت الاشياء وخاصة الصناعي منه، والتوائم الرقمية والمحاكاة. وكذلك تقنيات وأجهزة تتبع لرصد الحالات الصحية والعقلية للإنسان لضمان جودة الحياة وتعزيز الاستدامة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال