الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بداية يسرني ان ارفع اسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين ولمقام سيدي سمو ولي العهد والى كافة الشعب السعودي النبيل بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك جعله الله عيداً ينبض بالسعادة والمحبة والازدهار المتواصل ، هذا العيد السعيد الذي يأتي اليوم وهو يحمل لنا صفحات جديدة من الانجازات الاقتصادية المتواصلة والنمو الاقتصادي الغير مسبوق في كافة المجالات .
تتسم كثيرا رؤية المملكة 2030 بمواكبة المتغيرات والتحولات الجديدة التي يشهدها الاقتصاد الحديث وهو ما منحها المرونة الكافية التي ترتكز على ان يكون لكل تحول جديد مساحة واسعة في الاقتصاد السعودي لذلك حافظ الاقتصاد السعودي وبالرغم من التحديات العالمية على استقراره بل ومواصلة نموه المتسارع وهو ما اثبتته البيانات الدولية التي تصدر بشكل دوري عن مراكز ومنظمات دولية تتمتع بالموثوقية والمصداقية في تقاريرها لتكون السعودية احد اهم الوجهات الاستثمارية الآمنة والمستقرة اقتصاديا .
يأتي اطلاق سمو سيدي ولي العهد يحفظه الله لأربع مناطق اقتصادية خاصة في المملكة كخطوة مهمة وفاعلة تعكس حرصه حفظه الله بأن تكون المملكة احد اهم الوجهات الاقتصادية الاستثمارية في العالم وفق ما تكتسبه المملكة من ممكنات هائلة ومتنوعة لتشكل العمق الاستراتيجي والحيوي على خارطة الاقتصاد العالمي .
إن هذه المناطق الاقتصادية الخاصة ستشكل منعطفا مهما في فلسفة الحراك الاقتصادي بتعزيز القيمة المضافة وفتح آفاق واعدة مُستدامة لترسيخ مبدأ التنوع الاقتصادي وجذب استثمارات عالمية سيكون لها الاثر البالغ في مواصلة نمو وازدهار الاقتصادي السعودي فضلا عن توجيه بوصلة الاقتصادي العالمي لواحدة من اهم وأكبر الوجهات الجديدة مما سيسهم في تحقيق المزيد من التطور والبناء .
ومن هذه المنطلقات فإن المملكة اليوم ومن خلال مستهدفات “رؤية 2030” بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبإشراف ودعم مباشر ولا محدود من سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز يحفظهما الله تسير بخطى حثيثة نحو التنويع الاقتصاد ، وتعزيز مكانة المملكة بين دول العالم ، فتحققت ولله الحمد العديد من الإنجازات في هذا الجانب إضافة الى اننا نشهد دائما برامج ومبادرات هدفها التنمية المستدامة وخلق المشاريع التي توصلنا الى حقيقة التنوع الاقتصادي كأحد اهم الممكنات الحديثة في مفهوم الاقتصاد الكلي.
ان إطلاق أربع مناطق اقتصادية خاصة سيسهم أيضا في تحفيز وتحسين البيئة الاستثمارية، وترسيخ مفهوم جديد للمناطق الاقتصادية الخاصة SEZ كإحدى الأدوات التي تحقق النمو الاقتصادي السريع باستخدام الحوافز الضريبية والتجارية، لجذب الاستثمار الأجنبي والتكنولوجيا فضلا عن أهميتها وأثرها الواضح في تنمية التجارة الدولية، لما لها مزايا نسبية متعددة ، وهو ما افضى الى الاهتمام العالمي بمثل هذه المناطق الاقتصادية حول العالم ونجاح مثل هذه التجارب التي أصبحت حجر الزاوية لسياسة التجارة والاستثمار والصناعات والتقنية .
وكما أشار سيدي ولي العهد عند إعلانه عن المناطق الاقتصادية الخاصة بأنها ستتيح فرصا هائلة لتنمية الاقتصاد المحلي، واستحداث الوظائف، ونقل التقنية، وتوطين الصناعات، كما ستفتح مجالات واسعة لتنمية مجتمع الأعمال السعودي، حيث تتكامل المناطق الاقتصادية الخاصة مع الاقتصاد الوطني، وتعزز من تحقيق مستهدفات الرؤية خاصة في مجالات دعم الابتكار والمساهمة في نقل التقنية وبناء الكفاءات المحلية عبر استقطاب الشركات العالمية، ، إن هذه المناطق الخاصة قادرة على توفير فرص كبرى للشركات المحلية ورواد الأعمال، مع ما ستحققه للمجتمع من فرص عديدة ووظائف غير مباشرة ، ومن ذلك نمو السياحة العالمية فيها، فضلا عن تأسيس منصات لوجستية وصناعية متكاملة ، تتمحور حول المستثمر، وتتمتع بمواقع استراتيجية في الرياض، جازان، رأس الخير، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية شمال مدينة جدة.
إن هذه المناطق الخاصة ستتمتع أيضا بنظم تشريعية ولوائح خاصة للنشاطات الاقتصادية ، تشمل الحوافز المقدمة للشركات من معدلات ضرائب تنافسية ، وإعفاءات للواردات ومدخلات الإنتاج والآلات والمواد الخام من الرسوم الجمركية، والسماح بالملكية الأجنبية بنسبة 100 في المائة، والقدرة على استقطاب أفضل الموارد البشرية العالمية، وهذه التشريعات من شأنها أن تجعل هذه المناطق الأكثر تنافسية في العالم لاستقطاب أهم الاستثمارات النوعية، وتمثل مرحلة أولى من برنامج طويل المدى يستهدف جذب الشركات الدولية في مختلف المجالات .
مجمل القول : إذا فتحت نافذتك لقراءة المشهد الاقتصادي والسياسي في العالم ستتأكد ان بلادنا الغالية تعيش نمواً واستقراراً لا مثيل له مما يزيدنا فخراً واعتزازاً بهذه المكانة العالمية وبما تقوم به المملكة من جهود متميزة وفاعلة على مستوى الخدمات التي تُقدم للزوار والمعتمرين وغيرها الكثير من برامج التنمية الاقتصادية الشاملة في كافة المجالات وبطبيعة الحال دورها المحوري والهام والحضور الدولي الفاعل اقتصاديا وسياسيا حتى باتت منارة مضيئة في خارطة العالم .. نسأل الله العلي القدير ان يديم علينا نعم الاستقرار والنمو وأن يحفظ لنا قادتنا ،، وكل عام وانتم بخير .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال