الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أعلن بنك الصين للتصدير والاستيراد في 14 مارس الماضي، عن تعاونه مع البنك الأهلي السعودي في إسناد أول قرض باليوان الصيني “الرنمينبي”. ويشار إلى أن القرض سيخصص في خدمة التعاون التجاري الثنائي بين الصين والمملكة العربية السعودية. ويعتبر هذا التعاون الأول من نوعه بين بنك الصين للتصدير والاستيراد ومؤسسة مالية سعودية. هذا يعني أن الصين والسعودية قد خلقتا نموذجا جديدا للتعاون المالي. وبشأن الحصول على التمويل باليوان الصيني، لم تعد البنوك السعودية مقتصرة على مقايضة العملات بين البنك المركزي السعودي والبنك المركزي الصيني، بل تقترض مباشرة من بنك الصين للتصدير والاستيراد. وفيما يخص الاقتراض المباشر من هذا البنك، ما عليك سوى دفع فائدة القرض، ثم يمكنك الحصول على مبلغ من اليوان الصيني، دون تحمل تكلفة الأموال بالعملة المحلية. وفي نفس الوقت تتحسن كفاءة التسوية.
في الآونة الأخيرة، يبدو أن تدويل اليوان الصيني “الرنمينبي” أصبح بشكل متزايد محور الاهتمام في المجال المالي الدولي. منذ وقت ليس ببعيد، أعلن البنك المركزي العراقي أنه سيسمح بتسوية تجارة الواردات مع الصين باليوان الصيني. ويخطط البنك المركزي العراقي لزيادة احتياطياته من اليوان الصيني أو استخدام احتياطيات الدولار الأمريكي لشراء الرنمينبي كي يقوم القطاع الخاص بالدفع والتسوية في عملية تجارة الواردات. وعلى صعيد آخر، اختتم اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لدول (آسيان) مؤخرا في إندونيسيا، وكان الموضوع الأساسي للاجتماع هو: كيفية تقليل اعتماد المعاملات المالية على الدولار الأمريكي والين الياباني واليورو والجنيه الإسترليني، والتحول إلى العملات المحلية. كما أتمت الصين أول صفقة للغاز الطبيعي المسال باليوان الصيني في شانغهاي في 29 مارس الماضي، وشملت المعاملة نحو 65 ألف طن من الغاز الطبيعي المسال المستورد من الإمارات. وتوصلت الصين والبرازيل يوم 30 مارس إلى اتفاق يقضي بالتخلي عن الدولار واستخدام عملتيهما المحليتين في تعاملاتهما التجارية الثنائية.
باعتبار الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تتزايد حقوق إصدار العملة وتتعزز مكانة السوق المالي للبلاد يوما بعد يوم. وفقا لتقرير بحثSWIFT ، احتل اليوان الصيني المرتبة الثالثة في ترتيب العملات العالمية للتجارة عبر الحدود في عام 2022، حيث كان يمثل 3.91 ٪ ، وهو ما يقرب من ضعف ما كان عليه في عام 2021؛ ويحتل اليوان الصيني المرتبة الخامسة في ترتيب عملات الدفع العالمية. بالإضافة إلى ذلك، تم الاعتراف على نطاق واسع بدور اليوان كعملة احتياطية حيث زاد صندوق النقد الدولي من نسبة اليوان الصيني في حقوق السحب الخاصة (SDR) إلى 12.28 ٪ في عام 2021، ليحتل المرتبة الثالثة بعد الدولار الأمريكي واليورو.
في البيئة الدولية الحالية المعقدة والمتغيرة باستمرار، وفر انفتاح واستقرار وتطوير السوق الصينية للعالم فرصا وخيارات متنوعة. لقد دمرت العقوبات المالية التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران وروسيا على مر السنين مبدأ المصداقية والقواعد واللوائح الخاصة بالسوق إلى حد كبير، مما تسبب في أزمة ثقة في الدولار. جعلت القوة الوطنية الشاملة للصين واستقرارها الدول في جميع أنحاء العالم لا تشعر بالفرص فحسب، بل بالأمن أيضا. في السنوات الأخيرة، تواصل سعر صرف عملة الرنمينبي في تعزيز قدرته على مقاومة المخاطر. وعلى رغم من تأثير الوباء والصراعات الجيوسياسية وعوامل الخطر الأخرى، ظل اليوان الصيني مستقرا بشكل أساسي عند مستوى معقول ومتوازن. يعتقد اقتصادي سعودي في مجال شؤون الصين أن أصول اليوان الصيني تتميز بحجم ضخم وتشمل مجموعة واسعة من الصناعات. فيساهم تخصيص أصول اليون الصيني إلى تحسين معدل عائد المحافظ الاستثمارية وتقليل المخاطر النظامية إلى حد معين.
بالإضافة إلى ذلك، عززت أنشطة التجارة والاستثمار والتمويل في إطار “الحزام والطريق” تصدير وتداول اليوان الصيني في الشرق الأوسط. وفقا لـ “تقرير تدويل اليوان الصيني لعام 2022″، اعتبارا من نهاية عام 2021، بلغ حجم إيصالات ودفعات اليوان الصيني عبر الحدود بين الصين والدول الواقعة على طول “الحزام والطريق” 5.42 تريليون يوان، بزيادة سنوية بنسبة 19.6٪. ووقعت الصين اتفاقيات ثنائية لتبادل العملات المحلية مع 22 دولة على طول “الحزام والطريق”، وأنشأت ترتيبات آلية مقاصة الرنمينبي في 8 دول على طول “الحزام والطريق”، مما يوفر تسهيلات مالية لأعمال التسوية للتجارة والاستثمار والتمويل بين الصين ودول الشرق الأوسط. وفي الوقت نفسه، أصبحت الصين أكبر شريك تجاري لـ 124 دولة في العالم. فاستخدام الرنمينبي كعملة تسوية يفضي إلى الشراء المباشر للسلع الصينية، وتوفير قدر كبير من تكاليف المعاملات، وتسريع تداول التجارة والاقتصاد.
لطالما أيدت الصين “التعاون المربح للجانبين” وعززت بحزم الانفتاح رفيع المستوى، مما يوفر فرصا وخيارات جديدة للتخصيص المتنوع للأصول العالمية. من منظور الاتجاهات، لا تزال نسبة اليوان الصيني في المدفوعات العالمية لا تتناسب مع حجم الاقتصاد والتجارة الصيني، ولا يزال هناك مجال كبير للتنمية مقارنة بالدولار الأمريكي واليورو. ويتحسن أداء الرنمينبي بشكل مستمر من حيث الدفع الدولي والاستثمار والتمويل والاحتياطيات والتقييم، لذا ستساعد العملة الصينية في تعزيز التجارة والاستثمار الدوليين، وتقليل مخاطر سعر الصرف وتكاليف رأس المال في النظام المالي العالمي، وتوفير المزيد من الدعم لازدهار وتطور الاقتصاد العالمي.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال