من ها الأرض (touching points)

رشفة حياة من ها الأرض. في ليلة تتسمر فيها الأحداق، وتصغي الآذان لرؤية تجعلك في موضع أقرب ما تكون فيه للغد، بجسد لا يبعد سوى بضعة أمتار من قلب التاريخ، وتحيي في نفسك نبل الأحاسيس. في الدرعية، وبين كوكبة من رواد الإعلام تنصت المشاعر لحديث الأمس حين ترتبط تطلعات المستقبل بجوهرة الرياض. ولأن لكل مرحلة رؤية وفكر وتصور، فقد وجدتني في حالة شوق لحديث الأجداد من خلال ما تم استعراضه في ذاك اللقاء. ما بين النقطة والحرف جمل تتجدد في ربط الأفكار، فتبلور كل شعور نحو الأمجاد. حنين للذكرى يأخذنا في نشوة حب، ترسمها بأبواب “طريف” قلوب الأبطال.

ترياق النصر شعار للروح، حين تشع نياشين الأمس بعيون الأبطال، فحماة التاريخ هم حقا أبطال. حبر ومداد يراوح مكانه بين الصفحات. يبحث عن كلمات، تشهد بالحب لرحلة إنجاز. رمح في صدر الأعداء، ورباطة جأش حفرت بقاموس الفخر أروع أصداء. قافية تخلدها الأزمان، لرمال تتصدر بالعز المشهد. أمواج النسمات تداعب أجنحة للطير، فتحلق بسماء الروح لقطر غيوم يتسامى. كل الأشياء تهاب اللحظة، حين يكون لك من طيف النور رداء. وأقواس النخل سيوف، تزين صيفا بالثمرات.

من ها الأرض سر يسعدنا أن نفشيه، بأن أساس الرأي سديد. وكهذه الأوصاف تماما نؤمن أن استراتيجية المرحلة المقبلة التي أعيد تشكيلها تسعى لملامسة كل حواس الزائر لتحقق تجربة فريدة تطيف بروحه، وترحل بخياله إلى عوالم تجمع المدنية والتقدم مع التاريخ والإرث والأصالة في ذات المكان. إن التفاعل مع المكان، وأرقى درجات التواصل هو المطلب القادم من خلال إطلاق المرحلة الجديدة من الاستراتيجية. كل ذلك مع الأخذ بعين الاعتبار بأن الجذور الضاربة في العمق ستبقى راسخة بما يتواءم مع تطلعات المستقبل. الإلهام الذي نتحدث عنه في هذه الرؤية لم يأت أبدا من فراغ، ولكنه حضور أعمق لكل مشهد في ذات بالمكان بأسلوب يتوافق مع متطلبات العصر وتطلعاته. خذ على سبيل المثال ما نتابعه من أحداث وفعاليات على كافة الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية، بل وحتى الرياضية وما تم إطلاقه منها بالمنطقة. جلها إن لم يكن كلها تشكل عناصر جذب للجيل الجديد، لكنها تستلهم رونقها من الماضي وعراقته. حتى جوانب الاهتمام بتجارب ريادة الأعمال والعناية بها والنماذج التي اطلعنا عليها، تدل على تمركز ثقافة المنطقة وتاريخها في قلب كل الجهود المبذولة. ونبقى في انتظار القادم من مسارات هذه الرحلة التي تتحفنا بإطلاقات لمشاريع نوعية في كل عام فتتركنا في حالة من التعلق والانتظار لاستشراف هذا الغد الجميل الذي نعمل لأجله.