الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لعقود كانت السياحة أحد “الفرص الضائعة”، من وجهة نظري، لدى الدول العربية.
فهذه الصناعة التي تمثل 10% من الناتج المحلي العالمي، حسب مركز ماكنزي، لم تحظ يوما بهذا الثقل في الدول العربية التي كانت غالباً ما تهمل هذا القطاع، الذي يمثل، للمفارقة، أكبر مصدر للوظائف عالميا، بينما كثير من الدول العربية تعاني من انتشار خطير للبطالة.
لذا كان من دواعي سروري أن أعرف أن هناك منظمة عربية جامعة هي “المنظمة العربية للسياحة” تعمل في إطار مجلس وزراء السياحة العرب بجامعة الدول العربية، وتعمل في 3 محاور هامة جدا بالتزامن في ذات الوقت وهي تنمية صناعة السياحة في الدول العربية وجذب المزيد من حركة السياحة العالمية وتنمية حركة السياحة العربية البينية.
وهي أهداف أثق أن تحقيقها في المتناول، لما تملكه المنطقة من مخزون حضاري وثقافي وأثري، وتنوع طبيعي، وإذا أضفنا إلى ذلك ما نراه الآن من مهرجانات ومناسبات علمية وثقافية وأنشطة اقتصادية، فسنرى أن السياحة تملك كافة الإمكانات لتحقيق ازدهار سريع ومتصاعد في المنطقة.
وكان لافتا بالنسبة لي خلال متابعتي لأخبار “المنظمة العربية للسياحة” أن أقرأ خبراً يتحدث عن تكريم المنظمة للرئيس التنفيذي لطيران ناس بندر بن عبد الرحمن المهنا بوسام السياحة العربية من الدرجة الأولى، تقديراً لدوره في دعم المنظمة وبرامجها، الذي اعتبره تكريماً أيضاً للسياحة السعودية لاسيما أن لدى المملكة برامج ومستهدفات طموحة في قطاع السياحة سينعكس أثرها الإيجابي في الجاذبية السياحية على المنطقة، ولذا بدأت أبحث عما قام به المهنا وكيف يدعم المحاور الثلاثة لعمل المنظمة.
وببحث سريع وجدت أن طيران ناس تحت قيادة المهنا شارك في تنظيم عدة رحلات وبرامج سياحية داخلية لدعم مناطق زراعة القهوة السعودية، حيث خصص رحلات لزيارة مزارع البن في جيزان والباحة بمشاركة مستثمرين ومشاهير للترويج لها محليا وعربيا، كما أنه حلق بطائراته لتجوب أكثر من 70 وجهة محلية ودولية وهي تروج للخط العربي والبن الخولاني، وكرم الضيافة السعودي، وأخيرا كان يعمل بلا كلل ليعزز ربط مدن المملكة بمختلف الوجهات في الدول العربية، ويسهل وصول الحجاج والمعتمرين والزوار من مختلف الدول العربية والإسلامية إلى المملكة، ويطلق شركة متخصصة بخدمات الحج والعمرة، لتسهل على ضيوف الرحمن الإقامة والتنقل والسفر من وإلى المملكة، وعلى سبيل المثال تدشين وجهات لم يسبق لها ربط جوي مسبق مثل اربيل في العراق والغردقة وسوهاج في مصر، فضلا عن ربط مدن ودول في وسط آسيا لأول مرة لخدمة الحجاج والمعتمرين مثل طشقند والماتي.
وإذا أضفنا إلى ذلك أن طيران ناس نجح تحت قيادة المهنا في وقف سلسلة خسائر امتدت لسنوات، والبدء بتسجيل أرباح قياسية، وأيضا بدأ بتحديث شامل لأسطوله، مع زيادة طلبية الشراء إلى 250 طائرة فسنرى بوضوح أننا أمام شركة سعودية وقيادات وطنية لا تعرف حدوداً للطموح والإنجاز، وأنا أنتظر بشغف هدفها المعلن بالوصول إلى 165 وجهة محلية ودولية والوصول ليكون ضمن المراكز الخمس الأولى في العالم بعد أنضم لقائمة أفضل 10 شركات طيران اقتصادي في 2022.
اختتم بالقول أنني وبعد أن قرأت ما قدمه المهنا وطيران ناس للسياحة العربية والسعودية، وبعد أن اطلعت على قصة نجاح هذا الناقل الوطني الذي استطاع الصمود في قطاع مكلف تعجز شركات القطاع الخاص وبعض الدول عن الاستمرار في الإنفاق عليه، فإن وسام السياحة العربية هو تكريم مستحق لطيران ناس والمهنا، وهو تكريم لن يكون الأخير لأبناء وطني الذي وضعوا معايير عالمية جديدة في صناعة السفر والسياحة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال