الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ليس هناك ما يدعو للشك بأن المملكة أصبحت اليوم واحدة من أهم دول العالم في وجباتها الإنسانية التي تنطلق من دورها الرائد سياسيا واقتصاديا وعمقها الاستراتيجي الرابط بين القارات الثلاث، هذه الواجبات ليست وليدة اللحظة بل هي امتداد لفعاليتها وحراكها الإنساني التاريخي وحتى على صعيد تنمية الدول التي تعاني من أي أزمة اقتصادية أو تنموية.
تابع العالم على مدى الأيام القليلة الماضية دور المملكة في المحافظة على مكونات الشقيقة السودان من خلال تواصلها الفاعل مع الأطراف الدولية المهمة وطرفي النزاع في السودان بل انها تجاوزت ذلك بتحريك أسطولها الإنساني لإجلاء المواطنين السعوديين ورعايا دول العالم في رحلات مكوكية اعتبرها المراقبون هي الأكبر في تاريخ العالم الحديث بل انها شكلت فرق العمل من خدمات طبية ودعم لوجستي لكافة القادمين إلى المملكة وهو ما يسطر بماء الذهب من جهود حكومية وتفاعل منقطع النظير من كافة الطواقم العاملة من ضباط وأفراد وأطباء وممرضين ومسعفين تابعها العالم مقدرا لبلادنا هذه الجهود وهذا العمل الإنساني الذي يعكس قبل هذا وذاك أيقونة الأداء بأن يكون الإنسان أولا، لتؤكد المملكة دورها الفاعل على أرض الواقع وموقفها النبيلة تجاه الإنسان أولا في أي مكان وزمان على وجه هذه المعمورة، بعيدا كل البعد عن المزايدات والشعارات أنها رؤية حكيمة أثبتتها الأيام عبر التاريخ.
لقد أصبحت اليوم معاني الإنسانية في المملكة تعني الكثير من القيم والمبادئ والنهج الفاعل وأصبحت بالتالي سمة موصوفة بالمملكة في العديد من المواقف الإنسانية والإغاثية كغاية تستند على حماية الأرواح ومساعدتهم وبذل أقصى الجهود لتأمين سلامتهم وفق أعلى معايير السلامة والإنسانية وقدمت مثالا يحتذى به في الأحداث الأخيرة التي حلت بالسودان الشقيق مواصلة بذلك دورها الدبلوماسي لرأب الصدع وتقريب وجهات النظر لينعم السودان بالأمن والسلام والاستقرار، وقد بات ذلك واضحا من خلال رسائل الشكر والتقدير من العديد من الدول لجهود المملكة في هذه الأزمة فضلاً عن الاتصالات المستمرة التي تقدر هذه الجهود، واحترافية الأداء الأمثل لعمليات الإنقاذ التي لم تتوقف حتى هذه اللحظة.
إن المملكة كانت ولا تزال داعمة رئيسية للسلام والاستقرار العالمي وتعمل في الجانب المقابل على تعزيز الممكنات الاقتصادية العالمية لبناء الإنسان في أي مكان وهو ما نتج عنه سلسلة من المبادرات الاقتصادية الدولية بالتنسيق المباشر مع الدول الصديقة والمنظمات الدولية كل ذلك من أجل توفير حياة كريمة للإنسان وتعزيز القيم الإنسانية في أي مكان.
وبالنظر إلى سفارات المملكة حول العالم يمكن القول بأن المملكة تولي هذا الجانب أقصى اهتماماتها انطلاقا من تقديم الخدمات اللازمة للمواطن السعودي في الخارج وهو ما نتلمسه من جهود واضحة تتجاوز دور العمل التقليدي إلى الحرص الكبير على أهمية المواطن أولا وتيسير كافة السبل والأدوات لراحته ودعمه والتواصل معه في كافة الأوقات وهو ما أحدث تحولا كبيرا في التطور النوعي لأداء السفارات وخدماتها بأقصى معايير الجودة كما ننها في ذات السياق تقدم يد العون لكل من يقصدها دون النظر إلى جنسيته فتوفر المساعدات اللازمة له والدعم المعنوي عندما يتطلب الأمر ذلك.
مجمل القول: السودان الشقيق غالية على قلوب السعوديين وكلي يقين أن المملكة ستواصل جهودها الإنسانية والدبلوماسية لتقليل آثار هذه الحرب والعمل المتواصل من أجل إنهاء هذه الحرب والجلوس على طاولة الحوار كما أنها في حراك يومي متواصل عبر الجهود المشتركة مع عدد من دول العالم لوقف هذا النزيف، وفي ذات السياق فإن الاستراتيجية الإنسانية متواصلة في عمليات الإجلاء فحتى كتابة هذا المقال (أمس الخميس) وصل إجمالي من تم إجلاؤهم من السودان منذ بدء عمليات الإجلاء نحو 2544 شخصا منهم 119 مواطنا سعوديا، و2425 شخصا ينتمون ل 74 جنسية. فحق لنا أن نفخر ونعتز بدولتنا الحكيمة، وكل الأمنيات والدعوات بأن ينعم السودان الشقيق بالسلام والاستقرار والازدهار.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال