الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في فبراير من هذا العام، دخل صندوق الاستثمارات العامة (PIF) وهو صندوق الثروة السيادية السعودي، سوق الألعاب الصينية لأول مرة. وضخت مجموعة سافي للألعاب الإلكترونية “Savvy Games Group” التابعة للصندوق، استثمارا قدره 265 مليون دولار أمريكي في شركة VSPO (Versus Programming Network) الصينية الناشئة المتخصصة في تنظيم وإدارة فعاليات الرياضات الإلكترونية. وستصبح مجموعة سافي بعد الاستثمار المساهم الأكبر في VSPO.
أدى هذا الاستثمار في VSPO إلى توسيع بصمة سافي في صناعة الرياضة الإلكترونية. والذي بدوره أعطى ميزة لا يمكن للشركات الأخرى أن تضاهيها في إنتاج أحداث الرياضات الإلكترونية في الصين وخارجها. كما قال الأمير فيصل بن بندر بن سلطان آل سعود نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة الألعاب الذكية: إن هذا الاستثمار جزء من الخطة الطموحة التي من شأنها جعل المملكة العربية السعودية مركزا عالميا لصناعة الألعاب والرياضات الإلكترونية، وتمكين ودعم بيئة الرياضات الإلكترونية في المملكة. وأضاف أن جذب الشركات العالمية إلى المملكة من خلال الاستثمارات والشراكات سيساهم في توفير المهارات ونقل المعرفة وبناء القدرات في النظام البيئي بأكمله.
إن السعودية لديها العزم على أن تكون في طليعة العالم في مجال الألعاب والرياضات الإلكترونية. في 16 سبتمبر 2022، أطلق الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، الاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية، في خطوة جديدة نحو الريادة وجعل المملكة العربية السعودية مركزا عالميا في هذا القطاع بحلول عام 2030. وقال ولي العهد إنه بحلول عام 2030، سيساهم قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية بـ 13 مليار دولار أمريكي في الناتج المحلي الإجمالي للسعودية واستحداث 39 ألف فرصة عمل جديدة. قال دينو ينغ الرئيس التنفيذي ومؤسس”VSPO”، إن العمل مع سافي سيساهم في نمو القطاع في جميع أنحاء العالم، وستستخدم “VSPO” هذا التمويل للاستثمار في تقنية جديدة رائدة لتعزيز تجربة عشاق اللعبة. كما أضاف أن هذا الاستثمار التاريخي سيعزز استراتيجية “VSPO” العالمية الطموحة التي تركز على آسيا والشرق الأوسط، حيث ستدعم رؤية سافي لتنمية الرياضات الإلكترونية في جميع أنحاء المنطقة.
الصين تكتسب زخما قويا في تطوير الرياضات الإلكترونية، مع حجم سوق ضخم، وبيئة صناعية غنية، ودعم حكومي وقاعدة مستخدمين ومزايا أخرى. بدءا من ترخيص الألعاب الإلكترونية والبحث والتطوير فيها، إلى تنظيم الأحداث وتنفيذها، حتى إنتاج المحتوى ونشره، تشكلت تدريجيا سلسلة صناعية كاملة مماثلة للرياضات التنافسية التقليدية. في 31 مارس، أسست مجموعة الصين للإعلام أول معهد وطني للرياضات الإلكترونية، والذي سيصبح مركزا للرياضات الإلكترونية في الصين لربط الصين والعالم، ويوفر زخما جديدا للتنمية عالية الجودة للاقتصاد الرقمي الصيني. مع التقدم المستمر للعلم والتكنولوجيا، فإن قطاع الرياضة الإلكترونية في الصين يبتكر ويتطور باستمرار. على سبيل المثال، يؤدي تطبيق تقنية الواقع الافتراضي والواقع المعزز إلى جعل مسابقات الرياضات الإلكترونية أكثر واقعية وإثارة.
التعاون بين الصين والسعودية في مجال الألعاب والرياضات الإلكترونية واعد. كمجال اقتصادي ناشئ، يتمتع قطاع الرياضة الإلكترونية بقاعدة جمهور فريدة في السعودية. يظهر الهيكل السكاني في السعودية اتجاها شابا – فالشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما يمثلون 70٪ من إجمالي السكان. والصين هي أكبر سوق للرياضات الإلكترونية في العالم، وفي عام 2022، يصل عدد مستخدمي الرياضات الإلكترونية في الصين إلى حوالي 488 مليونا. وستحتل الصين المرتبة الأولى في العالم بقيمة إنتاج الرياضات الإلكترونية وسرعة التطور وعدد المشاهدين. أصدرت Newzoo، وهي منظمة معروفة لتحليل بيانات الألعاب، “تقرير سوق الرياضات الإلكترونية لعام 2022″، مشيرة إلى أن صناعة الرياضة الإلكترونية العالمية ستحقق إيرادات تبلغ 1.38 مليار دولار أمريكي تقريبا بحلول نهاية عام 2022. يساهم السوق الصينية بما يقرب من ثلث إيرادات سوق الرياضات الإلكترونية العالمية.
بالتأكيد أن التعاون في مجال الرياضة الإلكترونية سيحقق فوائد متعددة للصين والسعودية، بما في ذلك فرص السوق والابتكار التكنولوجي وتدريب المواهب والتعاون الصناعي. يمكن للجانبين التعلم من بعضهما البعض من خلال التعاون، وتعزيز التنمية الصحية لصناعة الرياضة الإلكترونية بشكل مشترك، والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلدين.
الشرق الأوسط هو سوق ألعاب سريع النمو، والواقع يخبرنا ان الألعاب الالكترونية أصبحت ثقافة سائدة جديدة في المنطقة. بالإضافة إلى السعودية، بدأت العديد من الدول مثل مصر وتونس والإمارات في إدراك أهمية الرياضة الإلكترونية وأنشأت جمعيات مستقلة للرياضات الإلكترونية. من المرجح أن تقدم صناعة الألعاب والرياضات الإلكترونية في الشرق الأوسط، مستقبلا مزدهرا مدفوعة بالاستثمارات العالية والتخطيط الاستراتيجي.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال