الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
توفر المدن الذكية كثير من الحلول للمشاكل التي تعاني منها المدن حول العالم فهذا المصطلح ظهر أصلاً لمواجهة الصعوبات وحل التحديات والمشكلات التي تواجهها المدن وتساهم في تقديم خدمات بكفاءة للجميع وبطريقة عادلة، لكن هذا الأمر لا يعني أن الطريق سهلاً ومضمون النجاح كما هو حاصل في كثير من تجارب التحول الرقمي فهناك العديد من المعوقات التي تواجه المدن في هذه الطريق والتي قد تتسبب في فشل العديد من مشاريع المدن الذكية في مهدها.. فوضع المدن مختلف تماما فنجاح تجربة مدينة ذكية في دولة ما لا يعني نجاحها في مدينة اخرى في نفس الدولة كما حصل في اسبانيا حيث تعد مدينة برشلونة من التجارب الناجحة عالميا لكن في الوقت نفسه لم يلقى مشروع مدينة سانتاندير النجاح ذاته وهناك تجارب لم تنجح وفق ما هو مخطط لها مثل ما حصل في( الهند، كندا، البرتغال، كينيا)
وبشكل عام يمكن إجمال أسباب فشل المدن الذكية بسبع نقاط رئيسية:
1- التعدي على خصوصية المواطنين: المدن الذكية تعتمد بشكل رئيسي على اجهزة IoT،كاميرات وحساسات في كل مكان بعضها تجمع بيانات شخصية وحساسة جدا. لكن هذا يعني ايضا تهديد لخصوصية الافراد مما يجعل الكثيرين يرفضون الفكرة تماما.
2- امن البيانات: هذا هاجس لمسيري المدن وسكانها خصوصا انه كل شي في المدن يعتمد ع الاجهزة وتبادلها للبيانات من خلال الانترنت مما يجعلها عرضة للهجمات السيبرانية.
فلك أنت تتخيل لو تم اختراق والتحكم بأنظمة المياه او الكهرباء المرور او شبكة القطارات في مدن مزدحمة مثل نيويورك، القاهرة، طوكيو؟
3- استهلاك الطاقة بشكل كبير: لدينا حساسات كثيرة جدا منتشرة في كافة أرجاء المدينة تستهلك قدرا من الطاقة. مع الإشارة إلى أن اغلب هذه الحساسات تعمل بواسطة بطاريات لكن استبدالها او شحنها عملية ليست بالسهلة وتحتاج ادارة خاصة ومحكمة. وحتى الشركات المصنعة تعمل على تطوير ومعالجة هذا الأمر لكن حتى الآن النتائج اقل من المطلوب.
4- الوعي بين السكان بفكرة المدينة الذكية: وهذا أمر في غاية الأهمية بحكم انه السكان هم من تقدم لهم الخدمة وكثير من قد يكون مستثمرين. فلابد من توعيتهم لماذا تصرف هذه المبالغ الضخمة؟ ماذا تقدم لهم المدينة الذكية؟ كما لابد من طرح مسألة الخصوصية بشفافية مع العموم وكيف تستخدم البيانات ومتى؟
5- التمويل: فهو قضية حاسمة في المدن الذكية بحكم أنه تأسيس وبناء المدن الذكية عملية مكلفة جدا في خصوصا البداية. مليارات لابد من ضخها للدراسة والبحث والبناء والتطوير والصيانة، شبكات اتصالات، توعية وتثقيف.
6- عدم وضوح الرؤية والهدف من المدينة الذكية.
7- عدم وجود قدرات بشرية مؤهلة لقيادة والعمل على المشروع (سواء من المشرفين مرورا بالمسؤولين عن الانظمة والمراقبين وحتى الصغر العاملين فيها) كل فرد يجب أن يقوم بدوره.
ختاماً يجب أن نتذكر لكل مدينة خصوصيتها وتفردها وهناك أسباب أخرى وفقاً لوضع كل مدينة واختلافها فالأمر ليست بنية تحتية وتقنيات وانتهى الأمر بل هناك امور متعددة ومتشعبة يجب النظر لها بعناية لضمان نجاح مشروع كهذا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال