كيف تساعد التقنيات الرقمية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة SDGs..؟ وما هو دور الاتحاد الدولي للاتصالات ITU بهذا الصدد ..؟

يمكن أن يُساعد قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات ICT في تسريع التقدم نحو تحقيق جميع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة SDGs والتي يبلغ عددها سبعة عشر هدفاً، وليس فقط الهدف التاسع والذي يعنى ببناء بنية تحتية مرنة وتعزيز التصنيع الشامل والمستدام، وتعزيز الابتكار.

وتوفر التقنيات الرقمية الوسائل التي تتيح تقديم منتجات وخدمات عالية الجودة في الكثير من المجالات مثل الرعاية الصحية والتعليم والتمويل والتجارة والحوكمة والزراعة وغيرها من المجالات الحيوية. كما يمكن للتقنيات الرقمية أن تساعد في دعم مبادرات الحد من الفقر والجوع، وتعزيز الصحة، وخلق وظائف جديدة، وكذلك المساعدة في دعم جهود التخفيف من تغير المناخ، وتحسين كفاءة الطاقة، وجعل المدن والمجتمعات أكثر استدامة.

ولتلبية جميع أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، يهدف الكثير من عمل الاتحاد الدولي للاتصالات ITU إلى تطوير وزيادة كفاءة وتوسيع نطاقات شبكات الاتصالات، وتعزيز وجود بيئة تمكينية للتقنيات الحديثة، وكذلك تشجيع الاستثمار في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، وأيضاً تعزيز التمكين والتضمين الرقمي في كافة القطاعات المختلفة، وبناء الثقة والأمن خلال استخدام تلك التقنيات.

وفي هذا المقال، سوف يتم توضيح دور التقنيات الرقمية في دعم تحقيق أربعة من أهداف التنمية المستدامة السبعة العشر.

وحين نتحدث عن الهدف الأول للتنمية المستدامة، وهو القضاء على الفقر، فمن خلال الخدمات التقنية والتي تقدم معلومات دقيقة وفي وقت قصير عن الموارد الاقتصادية المتاحة، يُمكن التخطيط لضمان تحسين إنتاجية ملايين الأشخاص مما يعزز وجود وسائل أفضل للمعيشة والمساواة والعدالة في توزيع الرواتب ومصادر الدخل. ويتم كذلك تحقيق التضمين الرقمي والمالي من خلال تمكين الخدمات المصرفية للجميع عبر الهواتف المحمولة والاجهزة الذكية، وبالتالي، إتاحة وصول أصحاب المشاريع الصغيرة بسهولة إلى الأسواق لترويج منتجاتهم رقمياً، والكثير من الممكنات الأخرى والتي تساعد على الحد من الفقر.

ومثال آخر، وهو الهدف الثاني والذي يعنى بالقضاء على الجوع وتحقيق الأمن الغذائي حول العالم، فمن خلال جعل الممارسات الزراعية الأكثر كفاءة واعتماداً على البيانات والروبوتات والأجهزة الذكية وتقنيات الذكاء الاصطناعي، يمكن لتلك الحلول التقنية مساعدة المزارعين على معرفة حالة التربة والتحكم في المياه وزيادة غلة المحاصيل وكذلك تقليل استخدام الطاقة. كما أن التقدم في الهندسة الوراثية وأساليب الزراعة الحديثة اصبح يسمح بزراعة المحاصيل بتكلفة أقل وأكثر فعالية مما يعني المزيد من مصادر الغذاء المتاحة وبأسعار معقولة للجميع.

والهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة يعنى بالصحة العامة، حيث أن لتقنيات الرعاية الصحية تأثيراً كبيراً ودوراً رئيسياً في تحسين جودة الرعاية الصحية عبر التشخيصات الذكية، والكشف المبكر عن الأمراض، وتقنيات الطب عن بعد، والمراقبة الصحية المستمرة، والتقارير الذكية، وتقنية إنترنت الأشياء، وغيرها الكثير من الممكنات الرقمية الحديثة الأخرى.

وأخيراً وليس أخراً، وهو دعم التقنيات الرقمية للهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة والذي يعنى بتوفير تعليم جيد للجميع، فالأن أصبح بإمكان الأشخاص حول العالم من الوصول إلى التعليم أكثر من أي وقت مضى بفضل تقنيات التعلم عن بعد عبر شبكة الإنترنت. كما يمكن للطلاب التعلم من خلال الدورات التدريبية المخصصة والمتاحة بشكل كبير عبر الانترنت، سواء المجانية أو شبه المجانية، في أي مكان وفي أي وقت، وهذا بدوره يعني اكتساب المهارات والخبرات وتحقيق معدلات نجاح أعلى وتعزيز تجارب تعليمية أفضل قبل وبعد التخرج. كما أن توفبر تلك التقنيات الحديثة يُعد الحل الأمثل للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.