الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أكثر من 14 مليون أغنية تم إنتاجها عن طريق الذكاء الاصطناعي بدون توظيف كاتب لكلماتها، أو ملحّن، أو موزّع أو منتج وحتى بدون شراء حقوق ملكيتها. بفضل هذه التقنية يمكن أختيار أي أغنية، أي لحن، أي مطرب، ويصنع لك الذكاء الاصطناعي أغنيتك في دقائق، فمثلاً تستطيع سماع أغنية “حب ايه” لأم كلثوم بصوت “مايكل جاكسون”، أو يمكنك سماع أغنية “الأماكن” لمحمد عبده بصوت “اديل” البريطانية أو “ريانا” الأميركية، كل ذلك بدون تصريح أو أذونات. لكن ما هي تداعيات هذه الممارسات على صناعة الموسيقى بشكل عام؟ وهل سيتمكن هذا السوق الإعلامي الضخم من مواكبة تقنيات الذكاء الاصطناعي؟ وهل هناك عواقب قانونية أو مالية ستسبب تقنيات الذكاء الاصطناعي بخلقها؟ أم أن هذه التقنيات هي شكلا من أشكال تمكين صناعة الموسيقى وإضفاء بعدا تفاعليا جديدا لها؟
تطبيقات ومواقع مثل Boomy و ByteDance تصنع لك الوصلة الموسيقية كاملة بدون أي تدخل إنساني/بشري. وفي تصريح سابق قال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة Universal Music Group (UMG) الموسيقية السيد “لوسيان غرينج” أنه يتم إضافة 100,000 مقطع صوتي جديد إلى منصات الموسيقى المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، كل يوم. يقلق كثير من العاملين في صناعة الموسيقى من أن هذا الطوفان من المحتوى الموسيقي الجديد يمكن أن يؤدي إلى تقليل تواجد الفنانين المحترفين أو تقليص أدوارهم، في حين أن هناك قلق من أن المحتوى منخفض الجودة يمكن أن يضر بتجربة المستخدم. حيث أن هناك الكثير من المحتوى الموسيقي المكرر، وهناك الكثير من المحتوى منخفض الجودة، وفي مرحلة معينة تحصل على الكثير من المحتوى غير المجدي للمستخدمين. ويبدأ في خلق تجربة سيئة للمستخدم.
في الوقت ذاته، تقوم شركة ByteDance الأم لـ TikTok على بناء أداة مدعومة بالذكاء الاصطناعي توفر قدرات ذكية في إنشاء الموسيقى وتحرير الصوت. ويقوم تطبيق TikTok بدور مدير عمليات صانع الموسيقى حيث يتمثل دوره في تطوير أدوات إنتاج الموسيقى، والتراكيب الموسيقية التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
ولكن، إجابة على السؤال عن إمكانية الذكاء الاصطناعي في تدمير أو تمكين صناعة الموسيقى فذلك غير واضح بعد، حيث في خضم هذه الانتقادات والمخاوف من توغل الذكاء الاصطناعي في صناعة الموسيقى، اتجهت بعض شركات الإعلام الكبرى بنفسها إلى الاستعانة بالذكاء الاصطناعي عند إعداد منتجاتها الموسيقية. فعلى سبيل المثال شركة Tencent Music Entertainment الموسيقية الشهيرة صرّحت بأنها أنتجت حوالي 1000 مقطوعة موسيقية باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي ، وقد حقق أحد هذه المقطوعات بالفعل أكثر من 100 مليون استماع بنسب مبيعات فوق المتوقع. وكما يقول روبرت مردوخ أحد أكبر أقطاب الإعلام، بأن النجاح اليوم في الاسوق الإعلامية ليس حليف للأقوياء بل لسريعي التكيف مع المتغيرات.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال