الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كما هو متوقع رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة و للمرة العاشرة على التوالي منذ شهر مارس 2022 بواقع ربع نقطة مئوية (0.25%). هذا الرفع المتوالي والذي نتج عن الاجتماع الأخير للمجلس، هل سوف يؤثر على الاقتصاد العالمي وأيضا على اقتصادات الدول العربية؟ وهل سيؤثر على حياة المواطن العادي حول العالم؟
قرر المجلس الفيدرالي هذا الرفع مع أنَّ الوضع الاقتصادي الأمريكي غير مستقر وخاصة في القطاع المصرفي وأزمة فشل البنك الأمريكي الثالث first Republic و بالمقابل تطور أزمة سقف الديون في الحكومة والذي وصل إلى 31 تريليون دولار وأيضا لا ننسى المخاوف بخصوص الركود. البيانات والتحليلات تقول أنَّ هناك ركود قادم وهذه انعكاس لما يحدث على أرض الواقع حيث أنَّ الكثير من الشركات حول العالم قامت ومستمرة بتسريح عمالها وموظفيها وعلى درجات متفاوتة. لكن الفيدرالي الأمريكي متجه إلى سياسة التقشف والتشديد ومن المحتمل رفع الفائدة خلال الاجتماعات الخمس المتبقية خلال السنة 2023
هناك الأسباب الكثيرة التي تجعل الفيدرالي الأمريكي يرفع الفائدة أكثر من مره وهي مسألة التضخم حيث أنَّ موضوع التضخم لدى الفيدرالي الأمريكي هي حاسمه و من الأولويات والأساسيات والهدف هو نزول التضخم إلى 4%. ولا شك أنَّ أسعار الفائدة هي مؤشر رئيسي للأسواق المالية ولها تأثير قوي على الاقتصاد ككل فالاقتصاد السعودي ليس بمعزل عن ما يحدث من قرارات داخل مجلس الفيدرالي الأمريكي حيث أنَّ السوق السعودي وخاصة القطاع المصرفي يتأثر في هذا الرفع المتتالي وهذا التأثير يكون على الاقتراض وبالخصوص الصناعي، والتجاري سواء على الصعيد المؤسسي أو على الأفراد.
وأخيرًا لننتظر ونرى قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي القادم والذي سوف يكون في 14 يونيو ومن الممكن أن يتم الاستمرار برفع الفائدة مرة أخرى وأن يكون الأخير للمجلس في الرفع قبل أخذ منحنى آخر خلال الاجتماعات المتبقية خلال السنة 2023 وهذا سوف يعطي انطباعات وتوجهات مختلفة للأسواق خلال الفترة المتبقية ولا ننسى موضوع التضخم حيث يؤخذ بالحسبان حيث قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي السيد باول ذلك صراحة. “لدينا في اللجنة وجهة نظر مفادها أن التضخم سوف ينخفض ليس بهذه السرعة … إذا كانت هذه التوقعات صحيحة بشكل عام … لن نخفض أسعار الفائدة.” إذًا هدف الفيدرالي الأمريكي هو الحفاظ على أن تكون الشجرة قوية وشامخة وبالمقابل لا مانع من سقوط بعض أوراق الشجرة للحفاظ عليها. وهذا يعطيك انطباع عدم الرضوخ للضغوطات.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال