الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كما هو معلوم أن التجارة الإلكترونية تتمثل في عملية الشراء والبيع للمنتجات والخدمات عبر الإنترنت، وقد حققت انتشاراً واسعاً في الآونة الأخيرة نظراً للتطور السريع في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والحوسبة السحابية.
ومن خلال استخدام المنصات المختلفة مثل المواقع الإلكترونية أو التطبيقات أو وسائل التواصل الاجتماعي، التي تيسر للمستهلكين شراء المنتجات والخدمات بكل سهولة ويسر.
ومع ذلك، فإن هذا التطور السريع في التجارة الإلكترونية يحمل بعض التحديات والمخاطر، وخاصة فيما يتعلق بالحوكمة التي تعرف بمجموعة من السياسات والإجراءات والأنظمة التي تضمن أن الشركات والمؤسسات تتصرف بشكل مسؤول وفعال وشفاف، وتحقق أهدافها بطريقة متوازنة لتلبية احتياجات المساهمين والمستثمرين والمجتمع والبيئة.
لذلك فإن التحديات التي تواجهها الحوكمة تشمل عدة مجالات، ولعل من أبرزها الخصوصية والأمان الذي يجب أن تعمل عليها الشركات والمؤسسات العاملة في مجال التجارة الإلكترونية بشكل محترف ومستمر لحماية بيانات المستهلكين وتأمين عمليات الشراء والبيع، لتحقق أعلى مستويات الأمان والحماية الرقمية. وأيضاً لابد أن تكون الشفافية والمساءلة على مستوى عالي لذلك يجب أن تكون الشركات والمؤسسات مسؤولة عن أي نوع من التهديدات والمخاطر الناجمة عن عمليات التبادل التجاري التي تتم عبر منصاتها الإلكترونية، ويجب أن تكون هذه الشركات شفافة فيما يتعلق بسياساتها وإجراءاتها واستخدامها لبيانات المستهلكين.
وكما لايخفى على الجميع أن التنظيم والرقابة له دور كبير في الحوكمة للحفاظ على هذا المجال عبر فرض المعايير الصحيحة والتقيّد بها ومراقبة الممارسات الأخلاقية والقانونية مع فرض عقوبات صارمة لأي تجاوزات تحدث سواء من البائع أو المستهلك، مع خلق بيئة مناسبة يتعزز من خلالها منافسة عادلة لمنع الاحتكار والاحتيال والتلاعب بالأسعار.
ولنتمكن من الحصول على الهدف المنشود وتحقيق نظام حوكمة فعّال في هذا المجال لابد أن يكون هناك عمل تكاملي وتظافر جهود بين الحكومات والشركات والمؤسسات وقبل ذلك وعي من قبل المستهلكين لأنهم هم حجر الزاوية، لجعل التسوق عبر الانترنت آمن وفعال.
وذلك حفاظاً على مستقبل التجارة الإلكترونية واستدامتها وتحقيق أفضل النتائج لجميع الأطراف المعنية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال