التعاون اللوجستي المتعمق محرك لمواصلة تسريع التبادل التجاري بين السعودية والصين

يحث وكيل وزارة الاستثمار للتواصل مع المستثمرين على إنشاء نظام لتسهيل التجارة بين البلدين مع تطوير العلاقات الاستثمارية بين المملكة العربية السعودية والصين. وأثناء كلمته في ورشة عمل ريادة الأعمال السعودية الصينية في الرياض مؤخرا، أكد بدر البدر على الحاجة إلى تهيئة البيئة الاستثمارية لإيجاد مزيد من الفرص المتاحة في مجالات الطاقة والتكنولوجيا واللوجستيات ودعم ريادة الأعمال.

تعتبر اللوجستيات شريان الحياة للتجارة الدولية، والتجارة تعمل كمحرك للنمو الاقتصادي وأداة حاسمة لمكافحة الفقر. إن جائحة كورونا التي اجتاحت العالم زادت من الحاجة الملحة إلى خدمات الشحن من قبل سلاسل التوريد العالمية، نظرا للنشاط المتزايد على عمليات الشراء الالكتروني. وفقا للبيانات، بعد تفشي الوباء في عام 2020، ارتفعت عائدات التجارة الإلكترونية العالمية بأكثر من 19٪. فاللوجستيات هي مفتاح نجاح التجارة الإلكترونية، فقط مع وجود نظام لوجستي مستقر وفعال يمكن أن تتطور التجارة الإلكترونية بقوة وسرعة.

تعد مملكة العربية السعودية أكبر شريك تجاري للصين في منطقة الشرق الأوسط. في السنوات الأخيرة، مع الالتحام المتعمق في البناء المشترك لمبادرة “الحزام والطريق” و “رؤية المملكة العربية السعودية 2030″، أصبحت التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الصين والسعودية وثيقة بشكل متزايد، والمزيد من السعوديين يشترون المنتجات الصينية من خلال التجارة الإلكترونية ومنصات أخرى. إذ أطلقت الصين والسعودية تعاونا استراتيجيا وثيقا في مجال اللوجستيات. كما شاركت شركات الخدمات اللوجستية الصينية بنشاط في تطوير الخدمات اللوجستية للتجارة الإلكترونية السعودية، والتي لم تقدم فقط مساهمات كبيرة لتسهيل التجارة الثنائية، بل جلبت أيضا سهولة وفوائد حقيقية للمستهلكين.

جددت شركة الخطوط السعودية للشحن اتفاقية لمدة عام تنص على “الالتزام بتوفير السعات المطلوبة الخاصة بشحنات المتاجر الالكترونية مع منصة “تشاي نياو” على هامش معرض لوجستيات النقل 2023 في مدينة ميونخ. ذكر الأستاذ مروان نيازي، مساعد الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية بشركة الخطوط السعودية للشحن، في حفل التوقيع، أنه من خلال هذا التعاون استطاعت الشركة أن تحقق نموا كبيرا في شحنات التجارة الإلكترونية، وزيادة عمليات الشحن إلى وجهات في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وحول العالم. كما أنه واحد من أهم استراتيجيات الشركة السعودية للشحن.

منذ تأسيسها في يناير 2022، قامت جي إن تي إكسبريس السعودية ببناء شبكة توزيع تغطي المملكة العربية السعودية بأكملها. وقد أعلنت شركة جي إن تي أنه في السنوات العشر القادمة، ستؤسس مقرا لها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الرياض، وستستثمر ملياري دولار أمريكي مع صندوق رأس المال الاستثماري “إي دبليو تي بي آريبيا كابيتال” eWTP Arabian Capital وشركاء آخرين لبناء مقر المنطقة الصناعية اللوجستية الذكية. وستلتزم أيضا بتنمية المتخصصين في مجال الخدمات اللوجستية السريعة والاستثمار في البرامج والأجهزة المتقدمة في السعودية.

اختارت شركة إس إف اكسبرس نوع التعاون في إنشاء شركة مشتركة. في يناير 2022، بدأ تشغيل شركة ايجكس للخدمات اللوجستية وهي شراكة بين مجموعة عجلان القابضة وشركة إس إف إنترناشونال. في الأسواق القريبة مثل دبي، الإمارات العربية المتحدة، أنشأت شركة إس إف اكسبرس أيضا فروعا ومنافذ تديرها بنفسها.

منذ طرح مبادرة “الحزام والطريق” في عام 2013، أعلنت المملكة العربية السعودية تقديرها ودعمها العاليين دائما.  الوساطة الصينية الناجحة في المصالحة الإيرانية السعودية تصادف  الذكرى العاشرة لـمبادرة “الحزام والطريق”، الأمر الذي سيكون لها تأثير بعيد المدى على تجارة الصين الخارجية مع السعودية وحتى الشرق الأوسط بأكمله في المستقبل.

أعلن الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، عن تأسيس شركة طيران الرياض في مارس من هذا العام. ومن بين أهدافها تعزيز التنمية المستدامة لصناعة الخدمات اللوجستية في السعودية، وتعزيز التعاون الاستراتيجي بشكل فعال مع المراكز اللوجستية العالمية الكبرى، وموقعها الجغرافي هو أيضا مركز تجاري لوجستي مثالي. في إطار تفاعل “رؤية المملكة العربية السعودية 2030” و مبادرة “الحزام والطريق” ، سيعمل البلدان على بناء تعاون استراتيجي متعمق في مجال الخدمات اللوجستية التجارية.