الخبرات أم الأهداف والمهارات؟

في حديث لي مع أحد المدراء التنفيذيين الناجحين حول الاستراتيجيات، 

وكيف أن الاستراتيجيات هي خطط لخلق القيم التي تنطلق من الاستشراف بالمستقبل وفق رؤية واضحة وتخطيط واضح، قيم للمستفيدين والموظفين وكذلك قيم للمجتمع، وفي معرض حديثنا الثري المتصل ذكر لي ” نحن في حافلة منطلقين بخطط واضحة الاتجاه والأهداف تتوقف الحافلة في محطات، يتم فيها تغير مقاعد وإنزال البعض وركوب آخرين كذلك” .

ولكل فرد أهداف كما أن للمنظمة أهداف، حيث توظيف كافة الموارد والموائمة بين أهداف الأفراد والمصلحة العامة وتوجيهها بشكل متكامل ومشترك نحو تحقيق الرؤية والأهداف وهو النمط الإداري الذي يعرف بالإدارة بالأهداف كواحد من الأنماط الفاعلة المستخدمة مع نظائرها من الأنماط الإدارية بما يحقق التكامل لتحقيق الرؤية الطموحة للجهة التي ماهي إلا جزء من رؤية السعودية 2023م، وخلال هذه الرحلة داخل المنظمة هناك مهارات فردية لتغيير المقاعد والمساهمة في الوصول بكفاءة وفعالية، فما هي المهارات الأربعة التي يدفعها الشغف أولاً للوصول؟

• القدرة على إتخاذ القرار

ونعني بذلك القرارات الصحيحة فلا وجود للقرارات العشوائية بناءً على آراء، إنما هي قرارات مبنية على معلومات، وللوصول للقرار الصحيح لابد من جمع الأدلة والبيانات الصحيحة والموثوقة أولاً ثم تحليلها ثم تحديد الخيارات والبدائل ثم إختيار أكثرها صحة وتحقيق.

• القابلية للتعلم

إمكانية اكتساب المعرفة والمهارات وتطوير القدرات من خلال الخبرات والتفاعلات مع البيئة، تنعكس هذه القابلية بشكل رئيسي ومباشر على التكيف والتطور والنمو الشخصي السريع، ولتحسين هذه الصفة يمكن ذلك من خلال التفكير النقدي، التعلم النشط، وتنمية مهارات التواصل الفعّال وغيرها …

• المرونة

القدرة على التكيف مع التغيرات والتحديات المختلفة تساعد على مواجهة الضغوط والعقبات بشكل إيجابي والاستمرار في التطور والنمو الشخصي والمهني. تعتبر المرونة مهارة حياتية ضرورية للتعامل مع التغيرات السريعة وغير المتوقعة في عالم الأعمال بل الحياة ككل.

• التواصل الفعال

التمكن من نقل واستقبال المعلومات والأفكار والمشاعر بوضوح ودقة، سواء كان ذلك عن طريق الكلام أو الكتابة أو اللغة الجسدية هو مهارة عالية وأساسية لتحقيق التفاهم المشترك وتعزيز التعاون والعمل الجماعي بين الأفراد بما يحقق الأهداف.

وبعد معرفة المهارات الأربعة أو مؤشرات تغيير المقاعد في كل حافلة، يبقى السؤال الذي اختلف في إجابته الرؤساء التنفيذيين، هل الاختيار يتم بناءً على ما يملكون من خبرات ومعارف أم بناءً على ماهو متوقع منهم وفقاً للمهارات التي يملكون؟