الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تزامنًا مع عصر الحوكمة الرقمية، وتطور التكنولوجيا بشكل سريع ولافت، فنحن أمام تحدّي يستدعي الحنكة والحذر والتصرف بذكاء، وأمام تحوّل جذري يتطلب الفطنة والتوازن في جميع خطواتنا الفكرية والعملية، والإقبال على تعزيز التنمية البشرية والمستدامة، وتدريب الكوادر الصاعدة على ما وصل اليه هذا العلم الذي بتنا نسمع به وكأنة نصف نهاية خدمات الإنسان والاستغناء عن قدراته وإبداعاته.
الأمر الذي يستدعي وجود مهارات جديدة علينا التدرب عليها ومواكبتها، على الرغم من الهواجس التي يُطلقها الكثيرون أننا نحن أمام ( بطالة ألكترونية لا حصر لها) شئنا أم أبينا ،فثورة الذكاء الاصطناعي غَدَت حقيقة،ومعظم رواد الأعمال بدؤوا يراهنون بالمليارات من الأموال بما سيأتي بعد ذلك من التطورات.وكيف سيستخدمون الذكاء الآلي لجمع أموال كبيرة بنافسون السوق بها.
إذًا، نحن _ وكما قلنا _ أمام مرحلة تغيير جذرية، ومستقبل ستتغير معظم رؤيتنا فيه،وسبب هذا التغيير أن الذكاء الإصطناعي قادر على توسيع نطاق جميع الإخفاقات البشرية التي عجزت عنها الانسان ليقوم بها بإتقان ويأخذ محلها،لكن يبقى السؤال الأهم: هل ستدوم الطائفية والعنصرية في زمن هذا الذكاء، أم تتحرر النفوس لتنظر الى عالم متطور يستدعي تكاتف جهود الجميع حتى لا نغرق في بؤرة من الفشل، ولم يعد باستطاعتنا السيطرة على تطورات هذا العصر. لقد بات الخبراء والمهتمون في هذا المجال يفكرون بالعواقب أكثر مما يفكر ن بإيجابياته، فهل هم محقون بذلك، وما هذا الذكاء الا نتيجة نشاط بشري عقلي فوق العادي، أوصلنا الى ما نحن عليه.
_ كيف يواجه مديرو الشركات، والمسؤولين عن جميع القطاعات انتشار الذكاء الاصطناعي بمسؤولية تامة؟ هل الكوادر التي تعمل في شركاتهم مهيئة للتعامل مع الذكاء ذهنيا وعقليا؟
_ كيف ستكون حسابات صُناع القرار دون اتباع إجراءات سريعة لمعالجة الاضطراب الإقتصادي الذي سيتبع إعادة التعريف السريع للعمل ؟
فالعالم يستيقظ على نمطية حياة جديدة ،والقلق يساور نفوسهم، فمطوّرو البرامج والبرمجيات عليهم المراقبة الشديدة والحذر،فهم سيلاحظون أن هناك خلط بين الأمور الحقيقية لهذا الذكاء وبين إطلاق الشائعات التي تؤثر على خصوصيتهم ومنافستهم المحلية والعالمية،فكيف سيحافظون على رؤوس أموالهم التي جمعوها سنين ليأتي اختراق تقني من قبل الذكاء الاصطناعي فيسلبهم أموالهم، أو يفرض عليهم ضرائب ضمن بيانات شخصية معينة لم يعملوا لها حساب؟
لا بد من الحماية السريعة والمبادرة الى تطويقه قبل أن يطوقنا،فخبايا هذا العلم محفوفة بالمخاطر،ربما سينهي الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته بعص جوانب الحياة العملية كافة ويفضح أسرار شركات لك تكن بالحسبان؟
ونسأل أيضا: هل تداعيات هذا الذكاء ستؤثر على قطاع التعليم والمصانع والمحاكم وأصحاب الأسهم والعقارات ورواد الأعمال؟ فتنقلب عجلات الزمن ليصبح الغني فقيرا والفقير غنيا دون معرفة ما الذي يجري؟
كل المخاوف التي ذكرناها، لا تنفي أهمية القيام بخطة توضح للناس ما هي التطبيقات التي يتعامل معها الذكاء الاصطناعي وقادر على تغييرها، وما هي التطبيقات التي لا يؤثر بها.
فعلى جميع الخبراء والمعنيين أن يوسعوا لقاءاتهم وارشاداتهم ليتعرف الناس على خصائصه ولا يعيشوا حالات الهلع التي باتت تراود النفوس، فمنظومة التحكم الآلي لم تأتِ عبثا إنما هي نتيجة فرط النشاط البشري الذي دفعه الفضول إلى تحسين إنتاجية التكنولوجيا بأمور تعجز القوة البشرية أن تقوم بها ليحلّ محلها. فهذه القوة والقدرة تعود على أصحاب الأعمال بمزايا عديدة، تساعدهم على التواصل مع العملاء والانتشار الواسع، وتحديد الأنماط، وحل المشكلات بسرعة.
فعندما تبدأ أي جهة بإنشاء مشروع ما، تساعدها تطبيقات الذكاء الاصطناعي على تحسين خططها وأي مهارة تنوي العمل عليها لتصبح ضمن كفايات حقائبهم قابلة للتنفيذ حيث لا مكان محدد للذكاء الآلي الاصطناعي.
وختامًا، نقول الأمر الأكثر إيجابية في هذه الثورة، أن أي صاحب مؤسسة أو شركة لديه الحرية الكاملة في تبنّي أي تطبيق من تطبيقات الذكاء الاصطناعي أو عدم تبنّيه، مخيّرا لا مجبرا، لكن هذا لا يعني عدم المتابعة الحثيثة للتطبيقات العامة التي يقدمها الذكاء وتطبيقات أخرى معينة. فلا شك أنها مهمة جدا في مجالات كثيرة وعلى مستوى الأصعدة كافة ،فعصرنا يتطلب لنجاح أي عمل خطوات فيها إبداع وابتكار كبير حتى نتخلص من العقلية التقليدية والأعمال المكررة دون جدوى منها.
التنافس كبير،وفضاءات النجاحات متعددة، فلا بد من تخطيط مدروس وأفكار خلاقة للوصول الى نتائج نرغب بها ونرضى عنها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال