الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بالنسبة إلى أي دولة، تعتبر المواهب من الأصول الرئيسية غير الملموسة والركيزة التي تقود تنمية البلاد، ونهوض الأمة، وصعود الصناعات. وفقا لصندوق الأمم المتحدة للسكان، سيتجاوز عدد سكان الهند عدد سكان الصين في منتصف عام 2023 وستصبح الدولة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في العالم، فهل الصين بحاجة إلى القلق؟
يعد حجم السكان جزءا مهما من المنح التنموية للبلد، إذا كان يمكن تحويله حقا إلى نمو اقتصادي يعتمد على تصميم نظام البلد وتنفيذ السياسة. أثبتت التجارب السابقة مرارا وتكرارا أن النمو السكاني يمكن أن يصبح ميزة إنمائية للبلد، ولكنه قد يصبح أيضا عبئا ثقيلا. ومع ذلك، خلقت التنمية في الصين معجزة في تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة ومستقرة مع عدد ضخم من السكان.
لا يعتمد العائد الديمغرافي لبلد على حجم السكان فحسب، بل يعتمد أيضا على جودتهم. في السنوات الأخيرة، ارتفع متوسط العمر المتوقع للسكان الصينيين وتحسنت حالتهم الصحية، مما وفر وسيلة جيدة لتحسين مستوى التعليم والمهارات. يبلغ عدد سكان الصين أكثر من 1.4 مليار نسمة، منهم ما يقرب من 900 مليون نسمة من القوى العاملة، حيث يبلغ متوسط مدة التعليم للصينيين في سن العمل 10.9 سنة، بحسب وزارة الخارجية الصينية. وبلغ متوسط مدة التعليم للقوى العاملة الجديدة 14 عاما. ويمكن القول إن “العائد الديموغرافي” للصين لم يختف، و”عائد المواهب” لها آخذ في التبلور، وزخم التنمية فيها لا يزال قويا.
اليوم، دخلت الصين مرحلة جديدة من التنمية عالية الجودة، وتسرع وتيرة الاعتماد على الذات والتحسين الذاتي في العلوم والتكنولوجيا باستمرار، وتسعى جاهدة لتصبح المركز العلمي ومركز الابتكار الرئيسي في العالم في أسرع وقت ممكن. باعتبارها قوة حفز للابتكار العلمي والتكنولوجي، فإن المواهب الشابة هي مصدر المواهب الاستراتيجية الوطنية. أشار الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ بوضوح إلى أنه من الضروري إنشاء فريق واسع النطاق من المواهب العلمية والتكنولوجية الشابة، وتركيز سياسة تنمية المواهب الاستراتيجية الوطنية على المواهب العلمية والتكنولوجية الشابة، ودعم المواهب الشابة لتأخذ زمام المبادرة وتلعب الأدوار القيادية.
مع تحول النمو الاقتصادي العالمي من النموذج القائم على العوامل إلى الابتكار، أصبحت تنمية المواهب وإدخالها استراتيجية إنمائية مهمة لمختلف البلدان. لقد ارتفعت مكانة التعاون العالمي في مجال المواهب، وخاصة تعاون المواهب العلمية والتكنولوجية، في التعاون الدولي. ويحتل أيضا مكانة رئيسية في الحوكمة العالمية.
في إطار مبادرة “الحزام والطريق” و “رؤية 2030″، حافظت الصين والمملكة العربية السعودية على تعاون وثيق في إعداد الأكفاء. في فبراير 2022، وقّعت الأكاديمية السعودية الرقمية مذكّرة تفاهم مع شركة هواوي لرعاية 8000 موهبة محلية من خلال برنامج شهادات تقنية المعلومات والاتصالات المعتمدة من هواوي، ستصبح هذه المواهب السعودية محترفين في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وأمن الشبكات واستخدام شبكات الجيل الخامس في المستقبل لتعزيز التحول الرقمي للسعودية ودعم أهداف خطة التحول الوطني السعودي 2020 ورؤية 2030. وفي فبراير من هذا العام، أقيم حفل الافتتاح الخاص لتدريب المواهب في العلوم 2023 بين جامعة شرق الصين للتكنولوجيا – أرامكو السعودية. ويلتزم المشروع بتحويل الطلاب السعوديين إلى نخبة المهندسين الدوليين. في 17 مارس، وقعت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا في السعودية مذكرة تعاون مع العديد من الجامعات ومؤسسات التعليم والابتكار في شنتشن، تغطي المشاريع البحثية وإعداد الأكفاء والابتكار وريادة الأعمال وغيرها من المجالات.
منذ عام 2013، قامت الصين بتدريب 25 ألف كفء من مختلف التخصصات للدول العربية، وقدمت حوالي 11 ألف منحة دراسية حكومية لها، وأرسلت 80 فريقا طبيا مكونا مما يقرب من 1700 فرد. في ديسمبر من العام الماضي، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ في القمة الصينية العربية الأولى عن “الأعمال الثمانية المشتركة” للتعاون العملي بين الصين والدول العربية، بما في ذلك العمل المشترك لتأهيل الشباب. بينما نبذل قصارى جهدنا لبناء مجتمع مصير مشترك صيني عربي في العصر الجديد، فعلينا أن ننشئ أيضا مجتمعا مشتركا لتنمية المواهب متوافقا معه، سعيا وراء توفير دعم المواهب للتعاون العملي عالي الجودة بين الصين والدول العربية، ومواجهة بشكل مشترك مشاكل مشتركة في عملية التنمية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال