الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يعمل النشاط البدني والحركي على تحسين الحالة الصحية للطلاب لما لهذا النشاط من تأثيرات فسيولوجية تعمل على تحسين وظائف الجسم والارتقاء باللياقة البدنية المرتبطة بالصحة والعناية بالقوام للوقاية من معوقات التحصيل الدراسي للطلاب مما يجعلهم أكثر تحملا في مواجهة أعباء اليوم الدراسي، وبذلك تزيد قدرتهم على التحصيل الدراسي من خلال زيادة تركيز انتباههم وتحسن العمليات العقلية العليا عن طريق تحسن وظائف المخ وهذا ما أثبتته وأشارت إليه العديد من الدراسات التطبيقية، فقد أشارت كثير من الدراسات أن تخصيص وقت لممارسة الطلاب الأنشطة البدنية والحركية يؤدي الى تحسين الأداء والتحصيل الدراسي مقارنة بالطلاب الذين لم تتاح لهم مثل هذه الفرصة .
كما أكدت معظم الدراسات التطبيقية على وجود علاقة إيجابية بين ممارسة النشاط البدني والتحصيل الدراسي، فالنشاط البدني والحركي يساعد كثيراً في تطوير الجهاز العصبي عن طريق زيادة عدد خلايا التواصل العصبية، وهي نقاط التوصيل فيما بين تلك الخلايا العصبية مما يسهم في تطوير وسيلة التواصل ونقل الإشارات والمعلومات فيما بين الخلايا العصبية وبالتالي حدوث تطور في الجهاز العصبي.
وكذلك أثبتت دراسات علمية بأن وظائف الدماغ تتحسن نتيجة للتغير ما بين بيئة تلقي المعلومات داخل الفصول والقاعات وممارسة الأنشطة البدنية والحركية خارج الفصول الدراسية والقاعات الأكاديمية وهذا بدوره يزيد من مقدرة الطالب على الانتباه عند عودته لحضور الدروس النظرية داخل حجرة الدراسة مرة أخرى. كما يساهم النشاط البدني في زيادة الطاقة مما يعطي الطلاب فرصة للتخلص من الملل الناتج عن التركيز العالي لفترات طويلة، فوظائف الدماغ تتحسن تحت تأثير الأنشطة البدنية والحركية حيث إن زيادة النشاط البدني ينشط عمل الجهاز الدوري التنفسي في نقل الأوكسجين إلى جميع أجزاء الجسم ومن بينها الدماغ فتزداد كفاءته على حمل الدم المحمل بالأوكسجين والجلوكوز فزيادة نشاط الدورة الدموية في الدماغ تحت تأثير الأنشطة البدنية والحركية يزيد من تدفق الدم المحمل بالأوكسجين والغذاء لخلايا الدماغ فيزيد من تحسن وظائف الدماغ الإدراكية مثل الفهم واليقظة والتركيز والتذكر والحفظ.
ولقد أفادت دراسة حديثة نقلتها صحيفة الديلي ميل البريطانية؛ أن النشاط البدني يساعد في تحسين التحصيل الدراسي لدى التلاميذ فالخروج إلى الملاعب الخضراء خارج نطاق اليوم الدراسي يعزز من دافعية الطلاب تجاه التعليم ويساعد في تنشيط الذاكرة.
جاء ذلك من خلال مجموعة من الاختبارات أجراها الباحثون بجامعة فريجي بمدينة أمستردام الهولندية على ما يقرب 12000 من الطلاب تتراوح أعمارهم ما بين 6 إلى 18 عامًا والتي أشارت نتائجها إلى وجود علاقة قوية بين ممارسة الرياضة وزيادة التحصيل الدراسي لدى التلاميذ المشاركين في الدراسة.
وذكر البروفسور هالويل المتخصص بالأعصاب و التعليم، أن التمرين البدني يعمل على” زيادة تدفق الدم الى الدماغ و بالتالي تحفيز مركبات كيميائية تساعد في تغذية و نمو الخلايا العصبية التي تجعل الدماغ يعمل بأقصى طاقته” و يضيف أن ” التمرين الرياضي هو أجمل هدية يمكن أن تقدم الى الأطفال و المتعلمين الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه.
ومن هنا أشار العديد من الباحثين إلى أن التمرينات الرياضية تساعد في زيادة تدفق الدم والأكسجين إلى المخ مما يزيد من قدرة الطلاب على التفكير كما أنها تساعد في الحد من التوتر والقلق أثناء استقبال المعلومات وتساعد في تحسين المزاج.
وفي الختام؛ أشارت دراسة علمية إلى أن هناك عدداً قليلا من المناهج الدراسية التي تتيح للطلاب ممارسة التمرينات الرياضية أثناء فترات التحصيل الدراسي، لذا فإنه من المفيد التخلص من ربط التحصيل الدراسي بالصف المدرسي أو القاعة الأكاديمية، والعمل على تنويع أساليب عرض المقررات ما بين القاعات والصفوف وما بين الأماكن الرياضية سواء في المدرسة أو الجامعة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال