الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ساهم التطور المتسارع في التحول الرقمي في انتشار تقنية إنترنت الأشياء بشكل كبير عالمياً وكان من الامور التي ساهمت في ذلك جائحة كورونا حيث بقي الناس في منازلهم مما اعطى دفعة قوية وأظهر حاجة قوية وملحة للتحول الرقمي عامة ولإنترنت الاشياء خاصة وذلك بالنظر للفوائد التي تقدمها للقطاعات الحكومية والخاصة والتي يمكنها استخدام البيانات التي تجمعها الاجهزة في المساعدة في اتخاذ القرارات وتحسين وزيادة العمل الكفاءة.
وكجزء من التحول الرقمي ساهم تطوير البنية الرقمية في تسرع دفة انتشار هذه التقنية وقد تبنت كثير من الشركات العملاقة في المنطقة تقنيات إنترنت الأشياء في تطبيقات مختلفة سواء في المنازل الذكية او تتبع الاسطول ومراقبة الطرق وتطبيقات المدن الذكية الاخرى.
ويمكن القول إن إنترنت الاشياء أحدث نقلة نوعية في قطاعات مختلفة سواء الصناعية، التعليمية، الصحية، الطرق والمواصلات وغيرها. وقد ساهمت هذه في تطوير العمليات واداء الاجهزة من خلال اضافة صفة الذكاء لهذه الاجهزة وجعلها متصلة بالإنترنت مع القدرة ع مشاركة البيانات واستخدام الذكاء الاصطناعي لمعالجة والتعامل مع البيانات الضخمة التي تجمعها هذه الاجهزة مما اضاف بعدا اخر لهذه التقنيات.
وكانت هذه التقنية عاملاً محورياً في الاسراع من وتيرة التحول الرقمي وصار لها دوراً كبيراً ليس فقط للشركات، بل حتى الافراد أنفسهم. حيث بقي الافراد متصلين بالشركات عن بعد ويمكن لهم الحصول على البيانات والمعلومات والخدمات التي يريدونها بغض النظر عن نوع الاجهزة المستخدمة أو أماكن تواجدهم. يمكنك الحصول على أغلب الخدمات الحكومية دون مغادرة المنزل وإجراء عمليات الشراء واستعراض السلع وأنت في منزلك مما سهل تجربة التسوق وجعلها أكثر متعة. حتى القطاعات والشركات الخاصة استفادت فائدة كبيرة منها فمثلا يمكن مراقبة المصانع عن بعد وبدون حاجة لتواجد بشري. كذلك يمكن لهذه المصانع تتبع مستويات درجات الحرارة في مستودعات الاغذية وكذلك تتبع استهلاك الطاقة والمياه ورفع مستوى الامان من خلال السماح فقط للأشخاص المصرح لهم بالدخول في اماكن معينة. كذلك ظهرت السيارات المتصلة والتي تتواصل مع البيئة المحيطة من سيارات وإشارات مرورية وحتى الافراد وغيرها من تطبيقات إنترنت الأشياء الأخرى.
ويعتمد التحول الرقمي بشكل رئيسي على البيانات و تفعيل قناة تواصل بين الافراد والشركات أو القطاعات الحكومية بينما إنترنت الاشياء من افضل الوسائل الممكنة لهذا التواصل حيث يمكن الحكومات او الشركات مثلا جمع البيانات للمستفيدين بشكل مباشر لمعرفة او تطوير الخدمات التي يحتاجونها وتوقع بعضها قد يحصل مستقبلا مما يساهم في تطوير واستدامة الخدمات والمنتجات.
وبشكل عام وبغض النظر عن نوعية القطاع ،فأي جهة في طور التحول الرقمي لابد من أن تضع انترنت الاشياء في الاعتبار فمن خلال البيانات التي يتم جمعها يمكن الحصول ع تصورات والمساهمة في اتخاذ قرارات صحيحة ودقيقة.
وهناك العديد من الفوائد انترنت الاشياء للقطاعات الي تتبنى التحول الرقمي منها:
-تمكين الشركات من جمع البيانات من المستفيدين لتطوير الخدمات او تقديم خدمات جديدة واتخاذ قرارات أكثر دقة
-زيادة الكفاءة من خلال تطوير الخدمات التي تعاني من مشاكل او ضعف
-تقليل التكاليف (فمثلا لدينا أجهزة تقوم بعمل الافراد ككاميرات المراقبة)
-تحسين تجربة المستفيدين والتواصل مع الشركات ورفع مستوى التنافسية بين القطاعات
-تحقيق الاستدامة
ختاماً: على الرغم من الفوائد الكثير التي تقدمها هذه التقنية إلا انه في الإطار نفسه تجلب معها بعض التحديات التي لابد من وضعها في الحساب في رحلة التحول الرقمي، فمثلا هناك تكاليف عالية لاستخدام إنترنت الأشياء عند شراء الأجهزة والأنظمة والتطبيقات. وبحكم اتصال الأجهزة بالإنترنت فهذه يعني وجود تهديدات سيبرانية وأن قضية امن المعلومات لابد من النظر لها بعناية وحذر مع الإشارة إلى أن بعض المؤسسات تحجم عن هذه الفكرة للسبب ذاته. كذلك لابد من وجود كوادر بشرية مؤهلة ومدربة للتعامل مع هذا النوع الجديد من التقنيات، مع إجراء عمليات تطوير وتقييم بشكل مستمر لسير العمل ونتائج والقيمة المضافة لهذه التقنية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال