كيف أصبحت سوق المركبات الكهربائية في الصين متصدرة السباق في العالم؟

وفقا لتقرير “التوقعات العالمية للمركبات الكهربائية لعام 2023” الصادر عن وكالة الطاقة الدولية (IEA) في 26 أبريل، تجاوزت المبيعات العالمية للمركبات الكهربائية (بما في ذلك المركبات الكهربائية النقية والمركبات الهجينة الموصولة بالكهرباء) 10 ملايين في العام الماضي. وتحتل الصين المرتبة الأولى في مبيعات المركبات الكهربائية، حيث استحوذت على 60٪ من المبيعات العالمية في عام 2022. واليوم، أكثر من نصف المركبات الكهربائية في العالم موجودة في الصين.

فكيف تتطور الصين بسرعة وتقود العالم في سوق مركبات الطاقة الجديدة؟

أولا، أصدرت الحكومة الصينية سلسلة من سياسات الدعم في مجال مركبات الطاقة الجديدة، بما في ذلك الإعانات المالية، وامتيازات ضريبة شراء المركبات، والإعفاء الضريبي لحماية البيئة، وما إلى ذلك. وتوفر هذه السياسات دعما هاما لتطوير مركبات الطاقة الجديدة. في الوقت نفسه، أكدت الحكومة الصينية مرارا وتكرارا الأهمية التي توليها للعلم والتكنولوجيا. وأشار الرئيس شي جين بينغ إلى أن “العلم والتكنولوجيا هما أداة فعالة للبلاد، فيعتمد عليهما ازدهار البلاد، ويعتمد عليهما نجاح المؤسسات، وتعتمد عليهما حياة الناس الجيدة”. تشجع الحكومة الشركات على إجراء الابتكار التكنولوجي والبحث والتطوير، ودفع التطوير والابتكار المستمرين لتكنولوجيا مركبات الطاقة الجديدة، مما يعزز تطوير الصناعة بأكملها.

ثانيا، تتحسن القدرة على الابتكار والقدرة التنافسية في السوق لشركات مركبات الطاقة الجديدة في الصين. في عام 2022، وصلت مبيعات مركبات الطاقة الجديدة ذات العلامات المحلية في السوق المحلية إلى 79.9٪، بزيادة سنوية قدرها 5.4 نقطة مئوية. تحتل الصين 3 مقاعد من بين أكبر عشر شركات من حيث مبيعات مركبات الطاقة الجديدة في العالم، و6 مقاعد من بين أكبر عشر شركات من حيث سعة بطاريات الطاقة.

دفع التطور السريع للصناعة الابتكار النشط في التقنيات الرئيسية والمجالات الرئيسية مثل بطاريات الطاقة وأنظمة التشغيل. وفقا لتقرير “The Nikkei” الصادر في 4 مايو، تكتسب الشركات الصينية زخما في طلبات براءات الاختراع المتعلقة بشحن المركبات الكهربائية واستبدال البطارية. ومن عام 2010 إلى عام 2022، كان العدد التراكمي لطلبات براءات الاختراع للشركات الصينية 1.5 ضعف عدد الطلبات للشركات اليابانية. مثلا، تركز بطارية شفرة لـ BYD، وتقنية C2P لـCATL على تحسين تقنية حزمة البطارية، كي تحسن بشكل كبير من كفاءة تجميع حزم البطارية. لذلك، حققت بطارية ليثيوم فوسفات الحديد أداء أمان أفضل وتقليل تكلفة مركبات الطاقة الجديدة بشكل كبير.

من حيث الاستثمار في البحث والتطوير للبطارية الجديدة، تحتل الصين أيضًا موقع الصدارة في العالم. إذ ان الصين تحتل المرتبة الأولى في العالم من حيث كثافة الاستثمار وعدد المشاركين وعدد المقالات المنشورة فيما يخص البطارية الصلبة وبطارية الصوديوم، والتي تمثل التكنولوجيا المستقبلية لبطارية الطاقة.

ثالثا، سلسلة صناعة مركبات الطاقة الجديدة في الصين كاملة. بالإضافة إلى البحث والتطوير وإنتاج المكونات الأساسية مثل البطاريات والمحركات وأجهزة التحكم الإلكترونية، فإن تحسين مرافق الدعم ذات الصلة مثل مرافق الشحن يتسارع أيضا. اعتبارا من نهاية عام 2022، تم بناء ما مجموعه 5.21 مليون كومة شحن و1،973 محطة تبديل البطاريات في جميع أنحاء البلاد، منها 2.593 مليون كومة شحن و675 محطة تبديل البطاريات تمت إضافتها خلال عام 2022. وتم إنشاء ما مجموعه أكثر من 10000 مركز خدمة لإعادة تدوير بطاريات الطاقة، مما يحقق بشكل أساسي إعادة التدوير في مكان قريب.

بشكل عام، يرجع السبب وراء صدارة الصين في العالم للمركبات الكهربائية إلى التأثيرات المشتركة لدعم سياسة الحكومة، وسلسلة صناعية كاملة، وقدرات الابتكار والقدرة التنافسية في السوق للمؤسسات. ودخلت صناعة السيارات في الصين مرحلة جديدة من الريادة الابتكارية والتنمية الخضراء، وسيؤدي تعميم مركبات الطاقة الجديدة إلى تعزيز التحول الشامل للبنية التحتية للطاقة وتطوير صناعات تخزين الطاقة الجديدة.