الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
انتهت السبت (مجازا) أشرس منافسة كروية في منطقة الخليج والشرق والأوسط وربما في آسيا، بعد ما ظفر نادي الاتحاد السعودي الفوز بلقب بطل دوري روشن في ظل سباق محموم مع غريمه النصر الذي ظل الى آخر رمق من البطولة مشاغبا ومسببا قلقا كبيرا، ولم يهدا بال الاتحاديين حتى سمعوا صافرة الحكم لتعلن نهاية المباراة بين النصر والاتفاق بالتعادل بين الفريقين.
نبارك لنادي الاتحاد هذا الفوز الذي تحقق بعد 14 عاما، وجهد مميز من الإدارة والفريق الفني واللاعبين وأعضاء الشرف ومجلس الإدارة.
طبعا هذا الفوز سوف يجلب لخزينة النادي العديد من المكافآت المالية سواء للاعبين أو المدربين وربما يرفع من قيمة بعض اللاعبين، وبدأت بشائر الفوز على الفريق حينما أعلن عضو الشرف الذهبي الوليد بن طلال بتبرعه بمبلغ 3 ملايين ريال مكافأة للاعبين.
بصراحة اتحاد القدم السعودي لا يزال ينفق بسخاء على الأندية السعودية، سواء مساهمات مالية أو تسديد قروضها، وحتى مرتبات بعض اللاعبين بطريقة غير مباشرة، خاصة وان دوري روشن سيضم العام المقبل 128 لاعبا أجنبيا بمشاركة 7 لاعبين أجانب، ما يعني أن الإنفاق على استقدام اللاعبين من قبل الأندية سيرتفع وهذا يتطلب تنويع مصادر دخل الأندية الرياضية، بدلا من أن تعيش على تبرعات أعضاء مجلس الشرف وإيرادات المباريات، فإن هذه العوائد لا تغني ولا تسمن من جوع، الأمر الذي يجعل هذه الأندية في معاناة مستمرة في دفع أجور اللاعبين، وحتى مستحقات نهاية الخدمة، وبعض الأندية تلجأ الى إنهاء عقد بعض مدربيها واللاعبين في حال عدم إثبات تواجدهم أو إخفاقاتهم، ولدينا شواهد عديدة لبعض اللاعبين الذين لجأوا للفيفا للمطالبة بحقوقهم المالية، وبادر الاتحاد السعودي لكرة القدم الى المساهمة في تسديد ديون الأندية، التي بلغت في احد السنوات مليار و200 مليون ريال، وكلنا نعلم أن النادي الأهلي يعاني مع الفيفا بمديونية بلغت نحو 75 مليون ريال.
قبل أسبوعين صرح اللاعب العالمي كريستيانو رونالدو أن الدوري السعودي مرشح لان يكون أحد خمس اقوى دوري في العالم خلال السنوات المقبلة، صراحة لم يبالغ حينما أطلق هذا التصريح، بالفعل الدوري السعودي حاليا هو ثاني اقوى دوري في أسيا بعد الدوري الصيني كما يتفوق على بطولات أوروبية مثل البرتغالي والتركي والهولندي والبلجيكي.
حينما نتحدث عن المنافسات الرياضية، هذا يعني أننا نتحدث عن أرقام وممولين ورعاة وجماهير وإعلام، وفي المقابل أيضا نحتاج الى تشريعات وقوانين وأنظمة، تكون الشفافية هي العنصر الأهم، الى الآن لم نسمع عن رغبة شركات أجنبية للاستثمار في مشاريع الرياضة والأندية وتساهم في زيادة دخل هذه المرافق وتخلق فرص عمل وتتيح الفرصة أمام استثمارات أجنبية وأيضا محلية في قطاعات الرياضة من كرة قدم وغيرها.
نحن بحاجة الى توطين صناعة الرياضة في السعودية، تخيلوا تكون لدينا صناعات أحذية وملابس رياضية وميداليات وأعلام وشعارات وكل مستلزمات الرياضة، ونحن نستورد حاليا كل هذه المنتجات من الخارج وتنمو بشكل لافت بنسبة 7 في المائة سنويا.
مشكلة الاتحاد السعودي لكرة القدم انه يفكر ببطء، ويتخذ قراراته متأخرا ولا يأخذ الموضوع بجديه، ويضيع على نفسه المزيد من الفرص، لن نتحدث عن فرص صناعة النجوم وعدم مقدرتهم الاحتراف في الخارج لعدم وجود أنظمة وتشريعات، وهذه احد مصادر الدخل للأندية واللاعبين وأيضا تساعد على رفع مستوى أداء اللاعبين، ليس هذا فحسب بل أن صناعة الرياضة تتطلب تعاون وتكاتف عدة جهات، بما فيها صناعة الإعلان والنقل والسياحة والفندقة، وافتتاح معاهد وأكاديميات تدريب عالية المستوى وليس كما هو الحال الآن، كل من لديه قطعة ارض سورها، وفرشها بالعشب الأخضر اطلق عليها لقب أكاديمية.
الرياضة السعودية بعد إعلان رؤية 2030 أخذت اتجاه آخر نحو جودة الحياة، ودخول المرأة السعودية في ميدان المنافسة رفع من قيمة الرياضة السعودية، ما يعني أن الطلب على مستلزمات وأنشطة الرياضة في نمو متسارع، والدليل الصالات الرياضية التي ارتفع الطلب عليها بشكل لافت ليبلغ قيمة سوق النوادي الصحية واللياقة البدنية نحو مليار ريال.
يهمنا من القائمين على الرياضة في السعودية، أن يتفاعلوا من الأرقام القياسية التي تحققها الأندية السعودية والرياضيين السعوديين، وارتفاع الطلب على الاحتياجات المهمة للرعاية الجسمانية والرياضية، أن تسارع في معالجة الخلل وتحويل هذه الرياضة ليس فقط لشراء التذاكر ومشاهدة البطولات، إنما نحتاج أن تسهم الرياضة في دفع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وأيضا الأسر المنتجة تتفاعل وتمنح الفرصة في توطين صناعة الرياضة، وأيضا البحث بشكل عاجل مع القطاع الخاص والغرف التجارية، بأهمية بحث المعوقات والمشكلات والحلول، ومعالجتها ويكون مبدا الشفافية هو الأهم، فماذا يمنع أن يكون للأندية السعودية مصانع وشركات واستثمارات.
لعدم وضوح خارطة الاستثمار تبقى الأندية الرياضية تعاني من الديون والأزمات المالية والمرافعات في المحاكم للمطالبة بحقوق اللاعبين، أتمنى أن اسمع قريبا ما يثلج الصدر ويبهجنا، مثلما فعل نادي الاتحاد امس، حينما فاز بعد 14 عاما ببطولة دوري روشن للمحترفين.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال