تجربة أمستردام في إدارة استخدام سيارات “المايكرو” الصغيرة

شهد عدد السيارات الواردة إلى المملكة العربية السعودية قفزة كبيرة في شهر إبريل من العام الجاري بنسبة ارتفاع وصلت إلى 53 بالمائة. وهذا الارتفاع بطبيعة الحال يعكس التطور الاقتصادي والنمو السكاني، وكذلك الاستثمار الكبير في قطاع النقل واللوجستيات. وتتنافس شركات السيارات المصنعة في العالم على زيادة حصتها من السوق في المملكة، عن طريق تقديم موديلات متطورة وذات كفاءة عالية في استهلاك الوقود والمحافظة على البيئة، مما يجعل خيارات الاستيراد متنوعة ومتعددة. ومع ذلك، فإن أي نمو دون توافق مع التحديات الكبرى التي تواجه البيئة في المملكة وفي العالم أجمع لن يؤتي ثمره المطلوب بالتأكيد. وهنا نستطيع أن نعبر عن هذا التوافق بتنظيم القطاع بحيث يتم التركيز على ضمان متطلبات الأمان والحفاظ على البيئة.

وهذا يقودني إلى الالتفات لبرنامج كنت قد اطلعت عليه في مدينة أمستردام حيث تعامل المسؤولون في المدينة مع تحديات سيارات “المايكرو” الصغيرة من خلال تطوير قوانين وإجراءات جديدة لتنظيم استخدام هذه المركبات الصغيرة، بما في ذلك تحديد المسارات المخصصة لهذه السيارات وضبط سرعتها وضمان سلامة الركاب والمشاة. كما قامت المدينة بإجراء تحسينات على البنية التحتية للطرق والجسور لجعلها أكثر ملاءمة للاستخدام من قبل سيارات “المايكرو”.

بالإضافة إلى ذلك فقد عملت أمستردام على إنشاء شراكات مع شركات نقل جديدة لضبط نشاط هذه الشركات وضمان التزامها بالقوانين المحل، كما قام المسؤولون في المدينة بإنشاء شراكات مع شركات نقل جديدة لتوفير خدمات النقل بسيارات “المايكرو”، وضبط نشاط هذه الشركات وضمان التزامها بالقوانين المحلية. وفي هذا الصدد، أطلقت المدينة برنامجًا يسمى “Mobility as a Service” (التنقل كخدمة)، والذي يهدف إلى توفير خدمات النقل المختلفة في مكان واحد، بما في ذلك سيارات “المايكرو”. كما قامت أمستردام بإصدار تراخيص لعدة شركات نقل جديدة لتشغيل سيارات “المايكرو” في المدينة، وضبط نشاط هذه الشركات من خلال تحديد معايير صارمة لجودة الخدمة وسلامة الركاب.

تعتقد أمستردام أن سيارات “المايكرو” يمكن أن تعطي المدينة هوية جذابة وشكل جمالي، كما أنها تساعد في تقليل ازدحام السير وتلوث الهواء. وبالإضافة إلى ذلك، فإن سيارات “المايكرو” يمكن استخدامها للتجول في المدينة بشكل مريح وسهل، خاصةً إذا كان الشخص يرغب في التجول في مناطق ضيقة أو صعبة الوصول إليها بالسيارات التقليدية. لذلك، يمكن اعتبارها خيارًا جذابًا للاستخدام السياحي في أمستردام. كما يمكن أن تظهر هذه المركبات الصغيرة أعمال فنية صغيرة وجذابة، حيث تتميز بتصاميم مختلفة وألوان جذابة. وقد تشكل هذه المركبات جزءًا من المشهد الحضري في المدن التي تستخدمها، وقد تضفي جوًا مرحًا على الشوارع. لذلك، يمكن اعتبار سيارات “المايكرو” فرصة لإضافة لمسة فنية إلى المدينة.

قد تساهم هذه المبادرة بالتوازي مع غيرها من المبادرات في وضع حلول مستدامة لتحسين التنقل في المدن. يمكن أيضا في تعزيز الاهتمام بجانب الابتكار في هذه الصناعة على المدي البعيد. وغليه، فقد تكون فرصة استثمارية واعدة تساهم في تحقيق أهداف النقل الآمن والمستدام الذي يخدم المجتمع بشكل أفضل.