الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يرمز مفهوم التقنية المالية “فنتك Fintech” إلى استخدام التكنولوجيا لتحسين وأتمتة الخدمات المالية. ويشمل ذلك مجموعة واسعة من التطبيقات والتقنيات، مثل تطبيقات الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول والأجهزة الذكية، ومنصات الدفع عبر الإنترنت، وكذلك الاستشارات الاستثمارية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
ومع عصر التحول الرقمي، أصبحت التقنية المالية “فنتك” تحظى بشعبية متزايدة خلال السنوات الأخيرة، خاصة وأن الهدف منها هو جعل الخدمات المالية أكثر كفاءة وسهولة في الوصول إليها واستخدامها.
ومن المتوقع أن أكثر ابتكارات التقنية المالية في المستقبل واستفادتها من الذكاء الاصطناعي، ستكون في مجالات مثل المدفوعات الرقمية وتقنية البلوتشين. وفي هذا المقال، سوف اوضح أكثر بعض التفاصيل ذات الصلة.
وأبدأ بالمدفوعات الرقمية وتحويلات الأموال، حيث من المتوقع أن تتطور التقنيات والطرق التي يتم بها تسديد المدفوعات مثل الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول ومنصات الدفع. وعلى سبيل المثال، أصبحت بعض أماكن الشراء اليوم تتطلب فقط أن يتم تمرير الهاتف المحمول أعلى الباركود الموجود على الطاولة المخصصة للسداد، من دون أن يتطلب ذلك وجود أية تطبيقات مسبقة في الهاتف أو تشغيل أية خدمات إضافية، وبذلك يتم السداد بسرعة أكبر من قبل.
ويتم استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في تحليل البيانات الضخمة للعملاء والتنبؤ بالعمليات المشتبه بها بشكل دقيق، وأيضاً التنبؤ بسلوك العملاء، وحالاتهم المالية المستقبلية المتوقعة، وإرسال إشعارات فورية بهذا الصدد، وقد تبنت المملكة تلك التقنيات خلال حربها ضد الفساد.
وفي هذا الصدد، فإن الذكاء الاصطناعي يساعد كذلك على تحسين عملية صنع القرار من خلال تحليلات وتنبؤات أكثر دقة وسرعة. وعلى سبيل المثال ، يمكن تدريب خوارزميات التعلم الآلي على تحليل مجموعات بيانات كبيرة بسرعة هائلة، يصعب تحليلها يدوياً، لتحديد الأنماط والاتجاهات التي يمكن استخدامها لاتخاذ قرارات أكثر دقة حول مخاطر الائتمان أو اكتشاف الاحتيال وغيرها مما سبق ذكره، بالإضافة إلى تقليل التكاليف للجهات والأفراد، ومعالجة التحديات المالية لدى العملاء.
وتتم تلك المعالجة للتحديات المالية عبر تحسين تجربة العملاء، وذلك من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي عبر تقديم توصيات ونصائح مخصصة في مجالات الاستثمار والقروض وغيرها. وعلى سبيل المثال، يُمكن استخدام روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتزويد العملاء بإجابات فورية لأسئلتهم واستفساراتهم، كما يُمكن استخدام خوارزميات التعلم الآلي لتقديم توصيات استثمارية مخصصة حسب البروفايل الخاص بالمستثمر وبياناته المصرفية والفرص السوقية المتوفرة، مما يساعد على اتخاذ القرارات بشكل أكثر دقة.
وربما أن الدرجات الائتمانية المستندة إلى الذكاء الاصطناعي هي مجال واعد إلى درجة كبيرة، حيث يعد التصنيف الائتماني تقييماً ألياً ذكياً لمدى قدرة العميل على الدفع ورغبته في سداد الديون. وتستند قرارات الذكاء الاصطناعي بشأن درجات الائتمان إلى الكثير من البيانات، مثل إجمالي الدخل، وتاريخ الائتمان، وتحليلات المعاملات، وخبرة العمل، والمشكلات المالية السابقة، وما إلى ذلك. ويعتبر تسجيل الائتمان نموذجا رياضيا يعتمد على الأساليب الإحصائية التي تأخذ في الاعتبار قدرا كبيرا من المعلومات والبيانات الخاصة بالعميل. والنتيجة هي أن درجات الائتمان التي تستخدم الذكاء الاصطناعي توفر تقييمات حساسة لدرجة الائتمان الفردية بناء على جميع تلك التحليلات والعوامل، مما قد يسمح او يحد من الحصول على التمويل المطلوب.
وأمنياً، تقدم البنوك اليوم كذلك تطبيقات لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال التعرف على الوجه أو بصمات الأصابع، وأصبح هذا ممكناً في المقام الأول من خلال الذكاء الاصطناعي.
ومن جهة أخرى، فإن تقنية البوكتشين، وهي طريقة تقنية آمنة لتسجيل وتخزين المعلومات المالية، تُعد من المجالات الواعدة مستقبلاً للابتكارات ذات الصلة، مثل تطوير تطبيقات جديدة لهذه التقنية وإنشاء عملات رقمية جديدة، وكذلك نمو أسواق العملات المشفرة الحالية.
ومن الجدير بالذكر، أن نمو صناعة التقنية المالية يدعم النمو الاقتصادي، حيث غالباً ما تخلق شركات التقنية المالية وظائف جديدة وتساهم في نمو الناتج المحلي الإجمالي، كما هو سائد في المملكة اليوم. وقد ساعدت المنافسة المتزايدة والابتكار في القطاع المالي في دعم النمو الاقتصادي العام على نحو كبير.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال