الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بداية، قامت الهيئة الملكية لمدينة الرياض بتقديم ملف استضافة السعودية لمعرض إكسبو الدولي 2030، وهذا الملف تتنافس عليه خمس دول هي: السعودية، وكوريا الجنوبية، وإيطاليا، وأوكرانيا، وروسيا. ويقام معرض اكسبو الدولي مرة واحدة كل خمس سنوات، ويستمر ستة أشهر، ويشارك فيه عادة أكثر من 150 دولة واكثر من 200 جناح دولي.
تكمن اهمية هذا المعرض في طموح المملكة للوصول إلى نحو 120 مليون زائر خلال فترة انعقاد المعرض، ما بين سائحين ومستثمرين وعلماء وخبراء في القطاعات المختلفة. وبالتالي، سيؤدي عدد الزوار المحليين والدوليين إلى عقد الكثير من الشراكات الدولية والمبادرات والاستثمارات المختلفة وبالتالي ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي في المملكة، بعوائد تقديرية تقدر بمليارات الدولارات كإيرادات إضافية، كما سيوفر المعرض مئات الالاف من الوظائف لابناء وبنات الوطن من خلال الاستعدادات والعمليات التشغيلية وايضا نتيجة للشراكات المحلية والدولية والمبادرات التي تتبع اقامة مثل هذا المعرض الدولي الضخم، مما يعود بالفائدة الكبيرة على الوطن.
وتكمن اهمية هذا المعرض ايضا في كونه مركزاً عالمياً لاستكشاف مواضيع ومواطن تنمية الاستثمار، من خلال “مختبر الاستثمار العالمي” الذي ستطلقه المملكة وسيكون مركزاً عالمياً للابتكار حيث أنه ومن خلال هذا المعرض، تقوم الدولة المضيفة والدول المشارِكة باستعراض أحدث التطورات في العلوم والتقنية والتكنولوجيا، وكذلك أبراز هويتهم وثقافاتهم وتراثهم، بالاضافة الى استعراض تقدمهم المُحرز في القطاعات التقنية، والبيئية، والاجتماعية، والاقتصادية.
وبالنسبة للمملكة، فإن سنة استضافة هذا المعرض تحمل مكانة خاصة لنا كسعوديين، لان معرض إكسبو الدولي سيتزامن مع عام تتويج رؤية 2030، وسيكون فرصة استثنائية لعرض إنجازات رؤية السعودية 2030 وما وصلت إليه المملكة من تحول وطني غير مسبوق في كافة القطاعات، وانجازات استثنائية لمشروعات عملاقة ومدن ذكية مثل مدينة المستقبل نيوم وغيرها من الانجازات.
وشعار “معاً نستشرف المستقبل” هو الشعار الذي اختارته المملكة لطلب استضافة معرض إكسبو 2030، وذلك لان هذا الشعار سيكون انعكاس لحقبة التغيير التي تعيشها السعودية، والتي ستُتوِّج جهودها وتعرضها للعالم باذن الله تزامنا مع عام الرؤية 2030.
ومن هنا جاء حرص المملكة الكبير بقيادة سمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان على متابعة ملف الاستضافة والمشاركة في حضور حفل ترشيح الاستضافة في باريس منذ ايام.
ويأتي التساؤ … ماذا الذي يميز معرض اكسبو تقنيا..؟
معرض اكسبو وجهة يشكل للابتكار والإلهام والإبداع من خلال التقنيات الرقمية وتصميم أجنحة الدول داخل المعرض بشكل ابتكاري حيث يتم إبراز الريادة في التصميم والتنوّع المعماري والأفكار الهندسية. وكمثال، فقد حظيت بحضور افتتاح معرض إكسبو دبي عام 2020، وشهدت افتتاح الجناح السعودي في اول ايام معرض اكسبو. وخلال هذه الزيارة، لمست بنفسي انبهار الزوار من كافة الدول بجناح المملكة بشكل خاص، وذلك لان التقنيات المستخدمة في تصميم جناح المملكة حصلت على عدة جوائز دولية، منها شهادة الريادة البلاتينية في تصميمات البيئة والطاقة من مجلس المباني الخضراء الأمريكي، وأيضاً حقق جناح المملكة ثلاثة أرقام قياسية في موسوعة غينيس العالمية، من خلال تقنيات: أكبر أرضية تفاعلية مضيئة، وأطول ستارة مائية تفاعلية، وكذلك أكبر مرآة بشاشة رقمية. وبلغ أعداد الزوار للجناح تقريبًا 17 ألف زائر في اليوم، أي ما يقارب من نحو ألف زائر في الساعة، وكان ذلك يُعد رقماً قياسياً في المعرض.
ويوجد في معرض اكسبو كذلك استعراض لاحدث تقنيات الثورة الصناعية الرابعة مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والدرونز الذكية وانترنت الأشياء والتوأم الرقمي والميتافيرس، والتطبيقات المختلفة لتلك التقنيات الحديثة في قطاعات الرعاية الصحية والمدن الذكية والصناعات الجوية وتقنيات الفضاء، وايضا القطاعات الامنية والنقل والتعليم والسياحة والزراعة وغيرها من القطاعات الحيوية الاخرى، حيث يتم تبادل الخبرات وعقد الشراكات ومشاركة احدث التقنيات والحلول الابتكارية بين الدول المشاركة في المعرض.
وبالاضافة الى التقنية، من أحد أهداف معرض إكسبو هو تطوير المعرفة من خلال حلول الاستدامة واستخدام استراتيجيات الطاقة والأنظمة المتطورة التي تقلل من استهلاك الوقود لخفض الانبعاثات وخفض نسب التلوث. وبذلك يتم، من خلال المعرض، تقديم الحلول والابتكارات والأفكار التي تدعم تحقيق طموحات شعوب العالم، وإيجاد آليات وطرق أكثر فعالية وكفاءة للعمل الدولي المشترك نحو غد أفضل للكوكب وللجميع.
ويوجد كذلك الفعاليات الثقافية والاحتفالات الشعبية التراثية للمناطق المختلفة والبرامج التثقيفية بحضارات الدول واختراعتها وابتكاراتها وانجازتها العلمية، وكذلك عرض المشروعات الكبرى والاماكن السياحية فيها، والأنشطة المختلفة الاخرى.
أهمية معرض اكسبو اقتصاديا
صرحت الهيئة الملكية للرياض صرحت انه بحلول عام 2028 ستكون كل استعدادات استضافة إكسبو 2030 جاهزة كما ان موقع إكسبو يعتمد على الطاقة النظيفة ويراعي المعايير البيئية، وسيكون مستعدا لاحتضان المشروعات الدولية قريباً.
وتهدف المملكة من خلال هذه الاستضافة إلى تعزيز مكانتها كمركز عالمي للابتكار والتقنية والاستدامة، في ظل التحولات والاصلاحات الاقتصادية والمالية التي شهدتها المملكة، وما نتج عنها من فرص استثمارية هائلة، وشراكات استراتيجية قوية بين القطاع الحكومي والخاص، وايضا بين الشركات والجامعات والمراكز الدولية في مختلف المجالات.
وتبلغ ميزانية المعرض نحو 30 مليار ريال وذلك لاستهداف استثمارات على مستوى وطني تقدر بأكثر من 3.3 تريليون دولار أمريكي، مع تخصيص 30 بالمئة على الأقل لمدينة الرياض، ولذلك سيكون معرض الرياض إكسبو 2030 مركزاً عالمياً واستكشاف مواضيع تنمية الاستثمار، من خلال “مختبر الاستثمار العالمي” الذي ستطلقه المملكة وسيكون مركزاً عالمياً للابتكار.
وبالنسبة لمدينة الرياض، فهي تشكل ما يقارب من 50% من الاقتصاد غير النفطي في المملكة، وتم الإعلان مؤخرا عن العديد من المدن الصناعية جديدة بها، ولان من احد أهداف رؤية 2030 هو ان تكون الرياض ضمن أكبر عشر مدن اقتصادية في العالم، فهذا المعرض هو فرصة لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية بين المملكة ودول العالم، خاصة وان موقع المملكة الجغرافي يتيح لها ميزة تقديم الخدمات اللوجستية المختلفة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال