الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في ظل الاتجاه الإنمائي للطاقة العالمية نحو طاقة نظيفة ومنخفضة الكربون وذكية، فإن طاقة الهيدروجين، باعتبارها الطاقة النظيفة الثانوية الأكثر احتمالية للتنمية المستدامة للبشرية في القرن الحادي والعشرين، هي دعم مهم لضمان هيكل طاقة نظيف ومتنوع. فطاقة الهيدروجين تتمتع بفرصة تنمية هائلة وتدخل فترة من النمو السريع.
في الوقت الحاضر، أصدرت أكثر من 30 دولة على التوالي استراتيجيات وخطط وخرائط طريق لتنمية طاقة الهيدروجين على المستوى الوطني، مما أدى إلى تحديد الموقع الاستراتيجي لطاقة الهيدروجين في نظام الطاقة الوطني. فهناك عدد من مجموعات صناعة طاقة الهيدروجين آخذة في الظهور، ومجالات التطبيق آخذة في الصعود، كما أن السلسلة الصناعية وسلسلة التوريد وسلسلة الابتكار تتحسن باستمرار.
في السنوات الأخيرة، ركزت الصين على تخطيط صناعة طاقة الهيدروجين، وأرست أساسا جيدا لتكنولوجيا طاقة الهيدروجين والتنمية الصناعية. تعد الصين أكبر منتج للهيدروجين في العالم. في الوقت الحاضر تمكنت صناعة الطاقة الهيدروجينية في الصين بشكل مبدئي من إتقان التقنيات المناسبة وعمليات الإنتاج الرئيسية مثل إعداد طاقة الهيدروجين والتخزين والنقل والهدرجة وخلايا الوقود وتكامل النظام إلى غير ذلك من التقنيات الأخرى، كما يوجد أكثر من 300 مؤسسة صناعية فوق الحجم المحدد في السلسلة الصناعية بأكملها.
بينما تسعى السعودية لتصبح أكبر مورد لوقود الهيدروجين في العالم. كان صرّح وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بأن المملكة تعتزم إنتاج وتصدير ما يقارب من 4 ملايين طن من الهيدروجين بحلول عام 2030. ومن المتوقع أن تلعب السعودية ودول الخليج الأخرى دورا رئيسيا في الإمداد العالمي للهيدروجين.
تتمتع المملكة العربية السعودية بميزة كبيرة في تكلفة إنتاج الهيدروجين. حيث تمتلك المملكة أفضل ظروف أشعة الشمس واحتياطيات الغاز الطبيعي في العالم. وبفضل أسعار الطاقة الأولية المنخفض والأراضي الصحراوية الشاسعة، عززت القدرة التنافسية التصديرية للهيدروجين الأخضر والأزرق في المملكة بشكل كبير. وسيصبح استخدام توليد الطاقة الكهروضوئية لتحليل المياه لإنتاج الهيدروجين نقطة بارزة للنمو الاقتصادي في المملكة. وفي المستقبل، سيساهم تصدير المملكة للهيدروجين الأخضر على نطاق واسع في إكمال تحول رائع من تصدير النفط إلى تصدير الهيدروجين الأخضر المستدام في الشرق الأوسط.
تعمل المملكة العربية السعودية حاليا على تطوير سلسلة من مشاريع البنية التحتية للهيدروجين في جميع أنحاء البلاد. وجزء كبير من الاستثمارات في المنتجات الجديدة مدفوع بالطلب على الهيدروجين. وقعت الحكومة السعودية عددا من الاتفاقيات، بما في ذلك خطة مدينة نيوم الخضراء الخالية من الكربون بقيمة 5 مليارات دولار أمريكي، والتي من المتوقع أن تكتمل بحلول عام 2025، ومشروع مركبات خلايا الوقود الهيدروجينية التابعة لشركة البحر الأحمر للتطوير.
وتشترك الصين والسعودية في رؤية مشتركة في التعامل مع تغير المناخ وتحول الطاقة الخضراء، ويمكن التعاون بين الجانبين يحقق المزايا التكميلية للعناصر الرئيسية المتعددة في سلسلة صناعة الطاقة الهيدروجينية، مما العمل معا لبناء مرتفعات صناعة الطاقة الهيدروجينية في العالم. وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ في المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2022 أن وصول انبعاثات الكربون إلى ذروتها وتحقيق الحياد الكربوني هما مطلب متأصل للتنمية عالية الجودة في الصين، وهما أيضا تعهد الصين المهيب تجاه المجتمع الدولي. في ديسمبر من العام الماضي، خلال زيارته الرسمية للسعودية، قال الرئيس شي إن الصين رحبت بإطلاق المملكة لمبادرتي “السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر” وتدعم جهود المملكة العربية السعودية في مجال تغير المناخ.
وشهد قادة البلدين الصين والمملكة العربية السعودية توقيع اتفاقية ومذكرة تفاهم حكومية للتعاون الثنائي في مجال الطاقة الهيدروجينية. كما وافق مجلس الشورى السعودية في 7 مارس من العام الجاري على مسودة مذكرة تفاهم بين وزارة الطاقة السعودية وإدارة الطاقة الوطنية الصينية في مجال طاقة الهيدروجين النظيفة.
في المستقبل، سيصبح الهيدروجين جزءا مهما من نظام الطاقة، وسيكون أيضا اتجاه التنمية الرئيسي لصناعة الطاقة في الصين والسعودية. إن التعاون في مجال الهيدروجين سيفتح صفحة جديدة في التعاون في مجال الطاقة بين الصين والسعودية!
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال