الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تلعب الاستدامة دورًا حيويًا في قطاع الضيافة من خلال الاستخدام الواعي والأمثل للموارد المستخدمة ويعتمد نجاح الفنادق والمنتجعات على الحفاظ على عوامل الجذب الطبيعية والثقافية التي تحفز وتجذب السياح على زيارة وجهاتهم وتعمل كمحرك رئيسي للنمو والتنمية في اقتصاد السياحة الوطنية. بعد قراءة العشرات من المدونات عن الاستدامة في الضيافة نشرتها جهات اكاديمية ومواقع متخصصة، وحضور ندوات مهنية في هذا الجانب، والأهم من كل ذلك عملي في كبرى الشركات الوطنية البحر الأحمر الدولية التي تعمل على صناعة سياحة متجددة وبناء منتجعات مستدامة اكتب هنا خلاصة كل هذه المعلومات ذات الصلة عبر سلسلة مقالات حول تحقيق الاستدامة في الضيافة.
في هذا العصر لن يشعر معظم السياح بالرضا عند قضاء إجازة إذا علموا أن المنتجع السياحي الذي يقطنون فيه يسبب أضرار للبيئة والمجتمع. ولن يشعروا بالإيجابية حيال قضاء إجازة في مرافق فنادق معروف عنها تجاهل الاقتصاد المحلي. فان فكرة الاستمتاع بالسفر وقضاء إجازة فارهة على حساب البيئة وعلى حساب تلبية متطلبات المجتمعات المحلية لاحتياجاتهم الأساسية لا تناسب معظم المسافرين.
نشرت إدارة الضيافة بجامعة سنترال فلوريدا في إحدى نشراتها، “أن بعض الوجهات تعتمد على الشواطئ النقية والطبيعة الخلابة، وبعض المدن مثل باريس، يعتمدون على تراثهم الثقافي والهندسة المعمارية والمتاحف والمأكولات لتوجيه الزيارات السياحية لها. على الرغم من تنوع هذه المدن والوجهات، إلا أنها تشترك جميعها في عوامل الجذب التي تجعلها وجهات ذات مستوى عالمي إلا أنها مهددة بالنشاط البشري وكثرة السياح، وبذلك في كثير من الحالات، تشكل السياحة نفسها تهديدًا رئيسيًا لهذه المعالم. ومثالا لذلك عام 2018، أغلقت الحكومة التايلاندية أحد أشهر شواطئها لمدة ثلاث سنوات بعد أن تم تدمير معظم الشعاب المرجانية بسبب كثرة الزيارات اليومية للسياح ونتيجة لذلك تم توقف مشغلو السياحة المحليون عن العمل” وهنا يكمن الأثر السلبي عند إغفال معايير واشتراطات الاستدامة في السياحة والضيافة فإن التوجه والنهج الصحيح لشركات الضيافة إعادة التموضع مع اعتماد استراتيجيات عمل مستدامة، تضمن لها تحسين الكفاءة وجذب عدد متزايد من العملاء الذين يبحثون عن منتجات وخدمات مسؤولة بيئيًا واجتماعيًا.
الممارسات المستدامة تجعل شركات الضيافة تبرز وتشتهر لان المسافرون ورواد المطاعم يهتمون اليوم بالاستدامة، حتى أصبحت الأغلبية العظمى منهم يرغبون أن يعرفوا أن هذه الوجهات المستضيفة والعاملة في قطاع الضيافة يقدمون خدمات تتبع وتلتزم بممارسات سليمة بيئيًا واجتماعيًا وثقافيًا.
ونجد كثير من التطبيقات الرقمية الخاصة بحجوزات الفنادق والطيران يضعون إشارة خضراء في نتيجة البحث بجوار أسم بعض الجهات لتعريف بانه مشارك ومطبق لـ “السفر المستدام” ويظهر ايضاً في أي مستويات وصلت لها هذه الجهة. على ضوء ذلك أشار تقرير السفر المستدام لعام 2022 الصادر عن موقع بوكينج Booking.com أن 81٪ من المسافرين حول العالم قالوا إن السفر بشكل مستدام مهم بالنسبة لهم. فمع زيادة الوعي سوف تزيد هذه المتطلبات من قبل أجيال الألفية لاهتمامهم ووعيهم بأهمية المنتجات والخدمات السياحية التي لا تضر بالبيئة أو تستنفذ الموارد الطبيعية أو تؤثر سلبًا على حياة الناس أو الحياة البرية. وكمثال على ذلك، وجدت دراسة أن ما يقرب من 75٪ من المستجيبين من هذه الأجيال الشابة على استعداد لاتخاذ إجراءات لدعم هذه القضايا. ووفقًا لاستطلاع لـ Trip Advisor وجد أن 62٪ من المسافرين اختاروا العديد من الفنادق والمطاعم والطيران الصديقة للبيئة، وقال 69٪ من المشاركين في الاستطلاع إنهم يعتزمون اتخاذ خيارات السفر المسؤولة بيئيًا في خطط سفرهم بالمستقبل.
لماذا الاستدامة مهمة في قطاع السفر والضيافة؟ مع زيادة اهتمام معظم المستهلكين بالاستدامة، تأتي ممارسة الاستدامة في مجال الضيافة مهمة كما ذكرت الإحصائيات لجذب المزيد من العملاء والاستجابة لهذه المطالبات بمسؤولية لما يعتبره الكثيرون واجبًا أخلاقيًا.
لقد تأثرت الأزمة البيئية العالمية بشكل كبير من قبل منشأت قطاع الضيافة نتيجة لذلك أصبح الأهمية أكبر والمطالبات أكثر من أي وقت مضى لتتبنى شركات الضيافة الاستدامة. كما يمكن أن تؤدي التقنية المبتكرة والصديقة للبيئة إلى انخفاض التكاليف التشغيلية وبذلك التوفير على المدى الطويل، كما يتضمن النهج المتعمد على دمج الممارسات المستدامة في جميع عمليات الضيافة والفنادق و الامتثال للمبادئ البيئية والاجتماعية والحوكمة يمكن أن تساعد في تحسين صورة العلامة التجارية وزيادة استمرارية الأعمال.
بالإضافة إلى ذلك، تبني ممارسات ضيافة مستدامة تتوافق مع مبادئ (ESG) غالبًا ما تكون معيارًا حاسمًا في عملية الدخول والتفاوض في فرص الاستثمار والحصول على التمويل والاستثمارات الخضراء التي تساعد على التوسع والانتشار. وبذلك يُعد الأداء والغطاء المستدام أمرًا أساسيًا لتحقيق كل ما سبق وأهمها تلبية متطلبات العميل بالإضافة الى الحفاظ على قيمة الأصول وتحسين الأداء المالي وإدارة المنتجعات والممتلكات بشكل عام وتحسين بيئة عمل الموظفين والامتثال للمتطلبات والمعايير التنظيمية الدولية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال