الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في شهر مارس من السنة الحالية 2023 حذّرت Janet Yellen من خطر الإنهيار القادم في الولايات المتحدة اذا تخلفت عن سداد ديونها. وبسبب الخلاف السياسي كان من المتوقع الإستجابة المتخاذلة لهذا النداء !
فما هو تاريخ الخلاف ؟
بعد الحرب العالمية الأولى، تولّت وزارة الخزانة الأمريكية مسؤولية قرارات الاقتراض الحكومي. منذ ذلك اليوم تتابعت قرارات ارتفاع سقف الدين حتى وصلت إلى ما يفوق 70 مره! معظمها كانت في فترات رؤساء من الحزب من الجمهوري عكس ما حدث مؤخراً. إن الخلاف السياسي بين الحزبين هو خلاف قائم منذ الأزل، لكن تضارب المصالح الاقتصادية وتداخلها زاد من الوضع سوء.
فقد رأى العالم على مدى الشهور السابقة شدة الخلاف بين الحزبين فالبيت الأبيض تحت ادارة الحزب الديموقراطي بقيادة الرئيس الأمريكي Joseph Biden بينما يسيطر الحزب الجمهوري على إدارة مجلس النواب بقيادة Kevin McCarthy رئيس مجلس النواب الأمريكي. بالتالي كان الموقف السياسي معارضاً للحاجة الاقتصادية واستمر هذا الخلاف حتى آخر رمق.
ميزانية الولايات المتحدة تمتلك حالة خاصة حيث ان الكونغرس الأمريكي هو من يحدد حجم التزامات الولايات المتحدة و سقف الدين بعد النظر إلى الدخل والمصاريف على مستوى الولايات كاملاً.
في السنوات الأخيرة تسارع ارتفاع وزيادة الديون الامريكية بدون إغفال الآثار جائحة كورونا و الركود الاقتصادي إلى جانب التضخم الذي طال الولايات المتحدة والعالم مؤخراً. ليس من المستغرب رغبة الولايات في رفع سقف دينها ولكن تعارض الحزبين كان له الآثر في تعطيل هذا القرار.
مع كل تلك التداعيات السياسية والاقتصادية، تأزم وضع الولايات المتحدة خصوصاً عندما لم يتمكن الرئيس السابق Donald Trump من الوفاء بالأمل الذي أعطاه للشعب في تسديد كامل الديون الأمريكية، وهي ما كانت تفوق 20 تريليون دولار وذلك بعد ظهور الجائحة ومخالفتها التوقعات ! تفاقمت ديون الولايات بعد الجائحة حتى فاقت الـ 31 تريليون دولار !
كان الجدال و الشد والجذب من شأنه اثارة القلق على مستوى العالم وليس في الولايات وحدها ! ارتباط الدولار بالكثير من العملات والنفط يعني انهيار اقتصاديات كثير من الدول حتى تلك التي تمتلك ميزانيات ضخمة بسبب إيداعها جزء كبير من استثماراتها و أموالها في الاستثمارات والسندات والبنوك الامريكية.
في اللحظات الأخيرة .. عندما كان يشهد العالم مسرحية النزاع المشحون بين الحزبين وبعد ترقب وتأهب انتهى الفصل الأول بعقد اتفاق مؤقت وظهور تحالفات جديدة. الذي يستنتج من هذا الفصل انه ليس سوى هدنة بين الحزبين والذي سيكون قائم حتى سنة 2025.
لكن التساؤل المنطقي هو .. ماذا بعد 2025 ؟ إلى أي مدى تستطيع الولايات المتحدة الاستمرار بهذا الشكل ؟ هل الخلاف السياسي العامل الأساسي لبلوغها هذه المرحلة ؟ هل الصين ستكون المستفيد الأكبر على مرور السنوات وغرق الولايات في الديون ؟
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال