الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تشير التقارير والمؤشرات الدولية المتخصصة إلى حتمية الصعود المستمر في الاعتماد على التقنيات والعلوم الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وغيره لدى الدول المتقدمة حيث أعلن «المنتدى الاقتصادي الدولي» في وقت سابق من هذا العام 2023 أن منطقة الشرق الأوسط لديها القدرة على تحقيق مكاسب اقتصادية تصل إلى 320 مليار دولار بحلول عام 2030 عبر الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، في تأكيد لتقرير سابق صدر في عام 2018 عن شركة «برايس ووترهاوس كوبرز» يحمل ذات النظرة والتوقعات، كما يأتي الذكاء الاصطناعي ضمن أبرز 5 اتجاهات ترسم ملامح المستقبل الاقتصادي للمنطقة حسب أحدث التقارير عن المنتدى نفسه.
وقد أبدت المملكة العربية السعودية في ظل الرؤية الطموحة لسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان استعدادها التام لأخذ زمام المبادرة نحو المستقبل بدءًا من تهيئة البنية التحتية المناسبة وإطلاق الاستراتيجيات الوطنية الخاصة وإصدار التشريعات والتنظيمات وتحديد الأطر والمعايير لتحقيق أهدافها والوصول إلى الريادة العالمية في عدد من المجالات والعلوم الحديثة من ضمنها الذكاء الاصطناعي الذي يحظى بعناية فائقة ويشكل ركناً من أركان التحولات الكبرى التي تشهدها مملكتنا الغالية.
وقد أشرت في مقال سابق نشر في صحيفة مال إلى أهمية نشر ثقافة الذكاء الاصطناعي، من خلال المناهج التعليمية لرفع الوعي بضرورة تبعات التحول القادم ومواكبة التغييرات التي تفرضها المتغيرات وإعداد طاقات شبابية مؤهلة لقيادة وتسيير المشاريع النوعية التي تقوم المملكة ببنائها وتعتمد بشكل كبير على التقنيات الحديثة، وهو الأمر الذي ما لبث أن تحقق بإعلان وزارة التعليم عن إدراج مقررات جديدة ضمن المناهج الدراسية في نظام مسارات الثانوية بدءًا من العام الدراسي المقبل 1445هـ، في مجالات “علوم الأرض والفضاء، علم البيانات، الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، المجال الهندسي”. ولا يعد هذا القرار بمثابة الوصول إلى خط النهاية حتماَ، بل هو نقطة للركض مجدداً بسرعة أعلى والمواصلة في خلق المزيد من خطوط النهاية.
حيث يمكننا أن نتساءل كيف وبأي طريقة يمكن للمسؤولين عن التعليم في مملكة مترامية الأطراف أن يأخذوا نصيبهم الكافي إن صح التعبير من “كعكة الكوادر المؤهلة” للقيام بمهمة التدريس الكافية لإخراج جيل يلبي احتياجات المستقبل ويشبع نهم الأجيال للمعرفة، وماهي الحوافز المقترحة التي تجعل التعليم خياراً أنسب لهم، في ظل الإغراءات والفرص المتاحة لهم من القطاع الخاص وسط انفتاح المملكة على جذب الاستثمارات الأجنبية في المجالات ذات العلاقة، وفي ظل الفجوة التي تعاني منها مجالات مثل الذكاء الاصطناعي التي يشهد الطلب فيها على الكوادر المؤهلة ارتفاعاً متزايداً على مستوى العالم؟.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال