الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لو أن إنسانًا على ظهر الأرض أيًّا كان موطنه، سُئل عن قبلة المسلمين، فإنه سيجيب دون تردُّد أو حتى دون تفكير أن المملكة العربية السعودية هي قبلة المسلمين، وأنها تقع في العالم الإسلامي موقع القلب، وأنها مهد النبوة الخاتمة ومنبع آخر رسالات السماء إلى الأرض، وإن هذا لشرف عظيم لا يعادله شرف، شرف للمملكة قادةً وحكامًا ومواطنين، كما أن هذا الشرف هو مسؤولية كبرى تتجدد كلَّ عام، بل لا أبالغ إن قلت كلَّ يوم.
قادتنا وولاة امورنا لم يتوانوا على مرِّ التاريخ في أن يقوموا بدورهم في خدمة أعظم أماكن الله المقدَّسة في الأرض؛ فكم من الجهود الجبارة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية كلَّ عامٍ من أجل إنجاح موسم الحج ومواسم العمرة، هل ينكر إلا جاحد أو مكابر أو في صدره مرض، أن قادتنا- أطال الله بقاءهم- يحرصون على توفير أفضل الخدمات وأرقاها لزوار بيت الله الحرام.
لا يخلو عامٌ من استعدادات وخُطط إستراتيجية تُعلنها المملكة قبيل قدوم هذه المواسم المباركة، ومشاريع كبرى تنشئها خصيصًا لهذا الحدث الكبير، وإجراءات تنظيمية فائقة الصرامة، كل هذا من أجل هدف وحيد، هو أن يؤدي الحجاج والمعتمرون مناسكهم في جو تملؤه الراحة والأمن والطمأنينة والسكينة.
وكعادتها أعلنت المملكة هذا العام عن حزمة من المشروعات والإجراءات التيسيرية الكبرى، يأتي في مقدِّمتها التوسعات في الحرمين الشريفين، واستكمال مشاريع ساحات المسجدين الحرام والنبوي، ثم فتح نفق المشاة بحي جرول بمكة المكرمة الذي يبلغ طوله كيلومتر تقريبًا الذي يُوصِّل مباشرة إلى ساحات الحرم الشمالية، وهو من أهمِّ الطرق المؤدِّية إلى الحرم المكي، وقد سهَّل الوصول للمسجد الحرام بأسرع وقت وبعيدًا عن الزحام، وبه أجهزة تكييف عالية الجودة، وكاميرات مراقبة، وغيرها من الخدمات حتى ينعم الحجاج بالراحة والأمان.
ومن باب التذكير بما تقوم به المملكة من جهود، أحيلكم إلى قطار الحرمين السريع الذي تم إطلاقه عام 2018، وهو من أضخم مشاريع النقل العام الذي سهَّل لضيوف الرحمن تنقلهم بين مكة المكرمة والمدينة المنورة في وقت قياسي، وتم إطلاق القطار الذي يربط بين مطار الملك عبد العزيز بجدة ومكة المكرمة لنقل الحجاج والمعتمرين بيسر وطمأنينة، وكذلك خدمة النقل التردُّدي بالباصات المجانية من مطار الملك عبد العزيز بجدة إلى المسجد الحرام بمكة المكرمة بواقع رحلة إلى الحرم كلَّ ساعتين، وقطار المشاعر المقدسة، وتطوير المطارات القريبة وتجهيزها لاستقبال الحجاج والمعتمرين ليتمكَّن المسلمون من جميع دول العالم من أداء مناسك الحج والعمرة، ومشروع (مسار السُّنة) الذي يُسهِّل على الحجاج والمعتمرين الذهاب من الحرم النبوي إلى مسجد قباء مشيًا على الأقدام امتثالًا للسنة المطهرة.
وكذلك مبادرة (طريق مكة) التي تنفذها وزارة الداخلية وتهدف لاستقبال ضيوف الرحمن، وإنهاء إجراءات حجهم من بلدانهم بسهولة قبل وصولهم للمملكة، بدءًا من تأشيرة الحج الإلكترونية إلى استقبالهم في صالات مخصَّصة، والانتقال مباشرة إلى أماكن إقامتهم.
كما تم توظيف الذكاء الاصطناعي في الحج؛ لما له من دور فعال في تيسير الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، وتحسين تجربة الحجاج، مثل بطاقة الحج الذكية، والسوار الذكي، والروبوت الذكي، وتطبيق مناسكنا، والمسار الالكتروني، ومبادرة المشاعر الخضراء، واسأل الحج وغيرها من التقنيات.
هذا غيض من فيض؛ فما تقوم به المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز آل سعود – رحمه الله- وحتى العهد الزاهر الميمون الحاضر، تعجز الأقلام عن ذكره وتعجز الألسنة عن شكره.
حفظ الله المملكة وقادتها وأهلها، وجعلنا الله جميعا في خدمة ورعاية الحجاج والمعتمرين، ضيوف الرحمن في بلادنا، وبارك الله في جهود من عاهدوا الله على أن يحفظوا للمملكة صورتها الحضارية المشرفة في خدمة الحرمين الشريفين، وكلَّ عام وأمتنا الإسلامية بخير وبركة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال