الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لم أجد وصفاً أكثر ملاءمةً للحديث عن أهمية ودور مجلس الإدارة في أي شركة، مثل العنوان الذي اختاره الأستاذ بوب قارات، المهتم بمجالس الإدارات، لواحد من كتبه الذي حمل ” فساد السمك يبدأ من الرأس” و المقصود هنا الفساد في جانبه الإداري، بمعنى القصور في أداء الدور المنوط بالمجلس، و ليس في جانبه الأخلاقي. ما كتبه الأستاذ قارات يعتبر وصفاً دقيقاً و مختصراً و معبراً، تأتي تحته الكثير من التفاصيل، حيث مجلس الإدارة يبقى، و سيظل، هو المرتكز الأساس لنجاح أي شركة أو فشلها، مع كل الاحترام والاعتراف بدور جهازها التنفيذي و كافة موظفيها، و هذا ما سنأتي عليه بالتفصيل و التوضيح في مجموعة من المقالات حول المجلس و دوره و أهميته و أسباب نجاحه أو فشله، أبدأها بهذا المقال، الذي لم أجد أيضاً، أفضل من قصة أبل مع رئيسها التنفيذي السابق ستيف جوبز، كما أوردها الأستاذ رام شارام و زملاؤه في واحد من كتبهم، لتكون مدخلاً للحديث عن هذا الموضوع.
كانت قصة أبل مع ستيف جوبز، من استقالته و عودته لإدارة الشركة حتى وفاته، مثالاً واضحاً يبين كيف يسهم مجلس الإدارة بقراراته في دفع الشركة للأمام أو دحرجتها للخلف. بدأت قصة أبل مع السيد جوبز في العام 1985، حينما تقدماً باستقالته مدفوعاً لذلك من مجلس الإدارة، لينتقل بعدها للعمل في شركات أخرى، مما أدى إلى تدهور شركة أبل. في الفترة من العام 1985 و حتى 1997 تعاقب ثلاثة رؤساء تنفيذيون على إدارة شركة أبل.
في العام 1996 انضم السيد ادجار وولارد إلى مجلس إدارة شركة أبل ليصبح رئيساً لمجلس الإدارة. بخبرته الإدارية السابقة و معرفته بمجالس الإدارات، بدأ السيد وولارد في فتح قنوات الاتصال مع مديري الإدارات في الشركة، دون الاقتصار على رئيسها التنفيذي وذلك رغبة منه في الوقوف على حقيقة الشركة و تفاصيل العمل داخلها من جانب، و تفادياً أن تصله معلومات “مفلترة” من قبل الرئيس التنفيذي من جانب آخر.
في الاجتماع السنوي للشركة، في العام، 1997، اتضح ضعف الرئيس التنفيذي للشركة وعدم قدرته على الاجابة على أسئلة الحضور، مما أحدث ردّة فعل سلبية لديهم و عدم ارتياح لمستقبل الشركة. أصبحت الشركة تعاني من ضعف السيولة، حيث فقدت 800 مليون دولار من إيراداتها السنوية، مما حدا برئيس المجلس التفكير ببيع الشركة، حيث عرضها على كل من دل كمبيوتر و كومباك كمبيوترو أي تي أند تي و آي بي أم، و لم تبد أي منها رغبتها في شراء الشركة. الشركة الوحيدة التي عرضت 500 مليون دولار كانت شركة تايوانية، و كان هدفها الاستحواذ على العلامة التجارية لشركة أبل. في الوقت نفسه، كان السيد وولارد يواصل التعرف على تفاصيل الشركة بالاجتماع المتكرر مع المدير المالي، تأكد له بعد ذلك أنه لا مناص من بيع الشركة، و أن استمرار رئيسها التنفيذي الحالي، كما عرض على المجلس، سيؤدي إلى إفلاس الشركة.
تأكد للمجلس، و للسيد وولارد، أيضاً أن الشركة بحاجة لرئيس تنفيذي، و لكن من يكون؟ حينها كان السيد جوبز يعمل مستشاراً للشركة نتيجة استحواذها على واحدة من الشركات التي يعمل فيها السيد جوبز. عرض السيد وولادر على السيد جوبز العودة رئيساً تنفيذياً للشركة بعد ان تم انهاء خدمات الرئيس التنفيذي حينها و ذلك في العام 1997، و لكن الأخير اعتذر عن ذلك و وافق أن يستمر مستشاراً للشركة حتى تجد الشركة الرئيس التنفيذي المناسب، كما رفض العمل بمقابل مالي خشية أن يعتقد الموظفون أنه عائد لأسباب مالية، و هو كما أوضح راجع نتيجة حبه للشركة التي تمر بظروف صعبه و عزمه على اعادتها للمسار الصحيح (يتبع)
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال