الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كان أول قرار اتخذه ستيف جوبز، بعد توليه إدارة الشركة، هو إيقاف تصنيع أحد منتجات أجهزة الكمبيوتر، و بالتالي إلغاء كافة الاتفاقيات التي أبرمتها أبل مع بعض الشركات لتصنيع ذلك الجهاز. رفض السيد وولارد الموافقة، لأن قرار الإلغاء سيتسبب في خسارة الشركة بسبب اضطرار الشركة لإلغاء اتفاقياتها مع تلك الشركات، و لكن السيد جوبز أصر على ذلك. كان القرار صعباً، ولكنه صائباً، كما علّق عل ذلك السيد وولارد لاحقاً. اتخذ السيد جوبز قراراً آخراً يتعلق بكيفية التعامل مع مهندسي الشركة، تخوف السيد وولارد في البداية من آثار ذلك القرار، لكنه وافق عليه أخيراً. ايضاً طرح فكرة إنشاء متاجر شركة أبل، و التي عارضها المجلس في البداية، و تحت اصراره تمت الموافقة على افتتاح اربعة مراكز فقط، وعند النجاح يتم التوسع، و هذا ماحصل فعلاً. في العام 1998 وافق المجلس، وبناء على مقترح من السيد جوبز، عل تعيين السيد تيم كوك نائبا للرئيس التنفيذي، حيث أصبح لاحقاً رئيساً تنفيذياً للشركة بعد وفاة السيد جوبز.
تحت إدارة ستيف جوبز، عادت الشركة للنمو والتحسن في المبيعات و الانتشار الجغرافي. نظير نجاحات ستيف و ارتفاع قيمة الشركة، تم تخصيص نسبة من الأسهم له. لقد كان تعيين السيد جوبز واحداً من أفضل القرارات التي اتخذت في مجال الأعمال، على حد تعبير السيد وولارد، و قد كان السيد وولارد واحداً من أفضل أعضاء المجالس، كما يذكر السيد جوبز. حينما سئل السيد وولارد عن أفضل الدروس التي اكتسبها من عمله رئيساً لمجلس إدارة شركة أبل أجاب “على رئيس المجلس أن يكون على اتصال مع المسؤول المالي في الشركة، وأن يفهم بعمق استراتيجيتها، و كيفية تنفيذها، بالاضافة إلى اختيار الرئيس التنفيذي المناسب، و العمل معه سوياً”
إن قصة مجلس إدارة أبل مع رئيسها التنفيذي، السيد ستيف جوبز، تختصر الكثير من المهام التي على مجلس الإدارة أن يضطلع بها للتأكد من قدرته على تحمل مسؤوليته و القيام بدوره بالشكل الصحيح. صحيح أن القصة تدور حول كيفية اختيار الرئيس التنفيذي المناسب لإدارة الشركة، و هي واحدة من المهام الرئيسة للمجلس، إلاً أنها توضح علاقة المجلس، و بالتحديد رئيسه، بالشركة و بجهازها التنفيذي، و ماهي المسافة الفاصلة بين المجلس و إدارة الشركة التنفيذية. بل انها توضح أن مجلس الإدارة يتحمل المسؤولية الكبيرة، و النصيب الأعلى في إدارة الشركة، و بيده نجاح الشركة أو فشلها، كما حدث لشركة أبل و التي نقلها مجلس إدارتها بقيادة السيد ادجار وولارد من شركة تعرض للبيع و لا تجد أحداً من الراغبين في الشراء، إلى واحدة من كبريات الشركات في العالم بإيرادات و أصول تتجاوز ميزانية الكثير من الدول.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال