الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الهدف من قمة باريس المنعقدة يومي 22 و 23 من هذا الشهر تحت عنوان ” ميثاق عالمي مالي جديد” كما ذُكر بوضوح هو: بناء عقد جديد بين الشمال و الجنوب. هذه القمة تأتي بناءً على دعوة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، امتداداً لمبادرة طرحتها رئيسة وزراء باربادوس، إحدى جزر الكاريبي، السيدة مايا موتلي تحت عنوان”بريدج تاون”. إذاً الهدف هو مناقشة و بلورة تصور جديد يسهم في إيجاد علاقة واضحة و محددة لدور كل مجموعة من هذه الدول في بناء نظام عالمي مالي يخدم كل الأطراف وجميع الدول.
يبدو أن هذا الهدف هو ما حدا بمجموعة من الاقتصاديين و الخبراء و المهتمين بشؤون العالم التنموية و الاقتصادية و أمور البيئة و الفقر أن يكتبوا عريضة يبينوا فيها رأيهم، و يحددوا وجهة نظرهم لإيجاد ذلك النظام المنشود. حيث رفع مائة و أربعون من رجالات الفكر و السياسة و الاقتصاد، من بينهم وزير المالية اليوناني السابق مؤلف كتاب” الاقتصاد كما أشرحه لابنتي” السيد يانيس فاروفاكيس، و الدكتور جيسون هيكل الأكاديمي المهتم بعلاقة دول الشمال و الجنوب الذي يحمل دول الشمال ما حل ويحل بدول الجنوب، رفعوا وثيقة للقائمين على هذه القمة يحذرون فيها من انحياز دول الشمال لمصالحها على حساب دول الجنوب، بل يحذرون من أن تعيد دول الشمال أساليبها وطرق تعاملها مع دول الجنوب تحت مسميات جديدة، تختلف في الأسم، و تلتزم بنفس المضمون القديم الذي لم يستطع، ولن يستطيع، إيجاد نظام عالمي تسوده العدالة و المساواة في الفرص و التعامل القائم على الاحترام و التقدير. و أكد مقدمو الوثيقة أن دول الشمال قادرة على حل الكثير من المشاكل والأزمات التي تواجه العالم، متى أرادت تلك الدول ذلك، و أحسنت توجيه مواردها للبناء بدلاً من الحروب و اختلاق الأزمات.
إن العالم يتغير، و على دول الشمال أن تدرك ذلك، إن هي أرادت إيجاد ذلك النظام الذي يتطلع إليه من كان صادقاً و حريصاً على خدمة سكان هذه الأرض. إن هذا التغيير يعني أن دول الشمال لم تعد هي اللاعب الوحيد في الساحة، وأن الانفتاح الاقتصادي والتطور العلمي والتقني الذي ساد العالم خلال الثلاثين عاماً الأخيرة أسهم في إدخال العديد من الدول في ساحة المنافسة العالمية التي على الجميع أن يدركها و يحسن التعامل معها. إنه، كما قيل، قبل التفكير في تقديم حلول لأي مشكلة، فيجب أولاً تشخيص المشكلة و تحديدها، و هذا ما يتطلب من دول العالم المتقدم، أو الشمال كما ورد في هدف هذه القمة، أن تدرك التغيرات العالمية التي حدثت، وتحدث، فدول الجنوب لم تعد هي دول الخنوع و الخضوع و الاستعمار و استغلال الموارد.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال