الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عند الحديث عن مجالس الإدارات، وهو حديث متنوع و متشعب، يبرز السؤال الأهم: هل هناك أسلوب واحد، أو طريقة واحدة يتبعها مجلس الإدارة، و يمارسها للقيام بعمله بغض النظر عن حجم الشركة، وتاريخها، و النشاط الذي تعمل فيه، و خبرة و معرفة رئيسها التنفيذي؟ الاجابة، بالتأكيد، بالنفي. إذ من الصعوبة اعطاء وصفة واحدة لعمل مجالس الإدارات يلتزم بها الجميع، و يتقيد بها الكل. صحيح أن هناك أدواراً محددة، و وظائف معينة، و مهام متفق عليها تقع على عاتق المجلس، ويجب عليه أن يمارسها و يؤديها من أجل خدمة الشركة و تحقيق تطلعات و أهداف ملاكها و مساهميها، بل تحقيق رضا و قبول كافة الأطراف العاملة و المتعاملة معها، ولكن الطريقة التي تتبعها المجالس للقيام بتلك الأدوار، و تأدية تلك المهام، ليس شرطاً أن تكون نسخة واحدة لكل المجالس.
فعند نشأة الشركة، أو مرورها بحالات غير معتادة، كالتوسع أو الطرح للاكتتاب العام، يفترض أن يكون المجلس أكثر قرباً، أو بالأصح أكثر تدخلاً، في أمور الشركة و تفاصيل عملها كي يتأكد أن أعمالها و الطريق الذي تسير فيه صحيحة و سليمة، و كي يتمكن، أيضاً، من تصحيح الانحرافات و الأخطاء التي قد تحدث و هي مازالت في بداياتها.
الأمر نفسه، حينما تعين الشركة رئيساً تنفيذياً جديداً، سواء من داخل الشركة أم خارجها،بغض النظر عن عمر الشركة و قدمها في السوق، إذ يتطلب الأمر من المجلس، و رئيسه على وجه التحديد، أن يكون قريباً من الشركة و تفاصيل عملها كي يتأكد و يرتاح لصحة المسار الذي تسير فيه الشركة.
هذا لا يعني أن يقوم المجلس بإدارة الشركة، ولكن المسافة هنا تقترب أكثر بين المجلس و الإدارة التنفيذية، و تزداد تلك المسافة بعداً نسبياً حينما يطمئن المجلس على سير عمل الشركة، و لكن ذلك البعد لا يعني الانفصال الكامل عن أعمال الشركة، و لكنه قيام المجلس بدوره الطبيعي تجاه الشركة في حالتها الطبيعية، و هو دور يتمثل في قيادة المجلس للشركة و ليس إدارتها، و هذا خيط رفيع يحتاج بعضاً من التفصيل.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال