الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بمشاركة أكثر من 4,500 مشارك من قادة الأعمال والمبتكرين وصناع القرار من 26 دولة، هذا الحدث الكبير غير المسبوق الذي أقيم في الرياض بالمملكة العربية السعودية تحت شعار “التعاون من أجل الرخاء”، أي الدورة العاشرة لمؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين والدورة الثامنة لندوة الاستثمارات، أظهر التعاون المزدهر بين دوائر الأعمال الصينية والعربية، وينقل باستمرار للعالم الخارجي صوت ثابت لتعزيز التعاون متبادل المنفعة وتحقيق الرخاء المشترك.
وقد توصل الجانبان الصيني والعربي في ختام الدورة العاشرة لمؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين إلى “إعلان الرياض”، لذي يرسم طريق المستقبل الاقتصادي بين الدول العربية والصين. ووشهد اليوم الأول إبرام 23 صفقة بقيمة إجمالية زادت عن 10 مليارات دولار في العديد من المجالات بين القطاعين العام والخاص بالدول العربية والصين.
التعاون بين الصين والسعودية نموذج لبناء شراكات عالية الجودة
البناء المشترك لمبادرة “الحزام والطريق” و “رؤية 2030” السعودية يربط الجانبين الصيني والسعودي ربطا وثيقا. مدفوعة بالبناء المشترك عالي الجودة لـ “الحزام والطريق”، فإن اقتصادات الصين والسعودية تتمتع بالتكامل البارز وإمكانات التعاون الضخمة، حيث يواصل الجانبان شق طريق للابتكار في مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري، والتعاون في مجال الطاقة، والاقتصاد الأخضر، والاقتصاد الرقمي، والتجارة الإلكترونية على طريق الحرير، والتعاون الزراعي، والتبادلات الثقافية، والتي أصبحت نموذجا مصغرا للتعاون الصيني العربي لتحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك.
أشار الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي إلى أن حجم التبادل التجاري بين السعودية والصين بلغ 106 مليار دولار خلال عام 2022 بزيادة بلغت 31% عن عام 2021 . وقال:” إن المؤتمر يعد فرصة للعمل على تعزيز وتكريس الصداقة العربية الصينية التاريخية، والعمل على بناء مستقبل مشترك نحو عصرٍ جديدٍ يعود بالخير على الشعوب، ويحافظ على السلام والتنمية في العالم. من جانبه، أكد وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح التزام الرياض بالعمل كجسر يربط العرب مع الصين. وقال :”سنعمل مع الصين لاغتنام الفرص الاستثمارية المتاحة ونسعى لشراكات مستدامة من أجل مستقبل أفضل.” ومن المتوقع أن تنتقل الصين والسعودية في المستقبل من العلاقات التجارية إلى المزيد من التفاعلات الاستثمارية.
“موجة المصالحة” تأتي بفرص جديدة للسلام والتنمية
تشهد منطقة الشرق الأوسط في الوقت الحالي تغيرات تاريخية معمقة، وتكمن تطلعات الشعوب والاتجاه العام لدول المنطقة في السعي وراء السلام والتنمية والإمساك بالمستقبل والمصير بأيديها. في مارس الماضي، دفعت الصين السعودية وإيران لتحسين العلاقة بينهما، الأمر الذي لاقى تقديرا جماعيا من الدول العربية، وتستمر “موجة المصالحة” في المنطقة، حيث عادت سوريا إلى البيت العربي الكبير في مايو الماضي، ولعبت الصين دورا بناء في هذا الصدد. كما رفعت القمة العربية راية التضامن والتعاون ورفض التدخلات، وبعث الرئيس شي جين بينغ رسالة خصيصا للتهنئة، مشيدا فيها بدور الجامعة العربية في دفع الوحدة والتقوية الذاتية للعالم العربي.
يستمر الأثر بعيد المدى للمصالحة بين السعودية وإيران. كدولة مركزية في المنطقة، فإن مصالحتهما واستئناف العلاقات الدبلوماسية ستقلل بشكل كبير من مخاطر النزاعات الإقليمية وتخلق بيئة مواتية للتنمية والتقدم على المدى الطويل في المنطقة. وسيساعد هذا أيضا على مبادرة “الحزام والطريق” لتصبح أكثر ارتباطا في منطقة الشرق الأوسط والخليج وغرب آسيا وشمال إفريقيا وحتى مناطق أوسع في المستقبل، وبناء شرق أوسط أكثر سلاما واستقرارا وازدهارا.
وأشار الأمين العام للجامعة العربية إلى أن الفترة الأخيرة شهدت إحراز تقدم نحو تحقيق سوق عربية مشتركة، وهو ما سيسهم في زيادة تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة. وأضاف: “نعمل على مسودة اتفاقية لاستثمار رؤوس الأموال بالدول العربية بالشراكة مع مؤسسة دولية عالمية”.
بناء مجتمع المصير المشترك الصيني العربي بخطوات أعمق وأكثر فعلية
من طريق الحرير القديم منذ أكثر من 2000 عام إلى مجتمع المصير المشترك الصيني العربي نحو العصر الجديد، ظل التعاون السلمي والانفتاح والشمول والتعلم المتبادل والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك، الموضوعات الرئيسية للتبادلات التاريخية الصينية العربية.
وأشار وزير الخارجية السعودي إلى الزيارة التاريخية الناجحة للرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الرياض في ديسمبر 2022، والتي زادت من توطيد الروابط بين البلدين الصديقين في كافة المجالات سواء السياسية أو الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، والتي تزامنت مع إطلاق أول قمة عربية صينية، وقمة خليجية صينية، والتي أثمرت جميعها عن توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بقيمة تجاوزت 50 مليار دولار، شملت مجموعة من القطاعات المختلفة.
إن مراحل التنمية في الصين والدول العربية مرتبطة ببعضها البعض، والمفاهيم والأفكار متوافقة، والهياكل الاقتصادية متكاملة، وقد حقق البناء المشترك لـ “الحزام والطريق” بين الصين والدول العربية نتائج مثمرة. وتعتبر الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية منذ سنوات عديدة. إن إنشاء آلية القمة الصينية العربية يلعب دورا هاما ورائدا في تعزيز مأسسة التعاون الصيني العربي في العصر الجديد. انطلاقا من نقطة تاريخية جديدة، لا تتكيف الصين والدول العربية مع الوضع الحالي فحسب، بل تستمر في البحوث عن الفرص، وتعمل يدا بيد على توطيد المخزون باستمرار، وتوسيع الزيادات، وتحسين الجودة، سعيا وراء بناء مجتمع المصير المشترك الصيني العربي نحو العصر الجديد.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال