بعد ظهور نتائج التعداد السكاني وتعديلاته .. هل سيتم تعديل مستهدفات الرؤية؟

لا شك أن تصحيح المعلومات متى تبين الصواب، فضيلة، ولا شك أنها تنم على درجة عالية من الثقة والشفافية، واحساس عميق بالمسؤولية. نهج تصحيح الخطأ متى تبين الصواب يستحق الإشادة والتشجيع، وخصوصا اذا كان الخطأ (رقم)، وفي لغة الأرقام أي خطأ يعتبر جوهري في رأيي.

الهيئة العامة للإحصاء مشكورة أعلنت أنها راجعت ارقام التعداد للأعوام السابقة، وذلك بعدما تبين لها من خلال مهمة تعداد السكان للعام 2022 وجود اختلافات (بالملايين) ناتجة عن افتراضات لم تكن دقيقة في تعداد الأعوام السابقة، وأنا كمهتم اشيد بهذا التصحيح الشجاع، والذي يدل على أننا على الطريق الصحيح. الرؤية أتت بالشفافية، والمصداقية، والمكاشفة مع الذات، وكل هذه الأمور (مع أمور أخرى) ضرورية لديمومة النمو.

لا شك ان الجهاز الحكومي بعد الرؤية أقدر وأكفأ، ولا شك ان النتائج الملموسة على أرض الواقع بلغة الأرقام حققت ما لم نستطع أن نحققه على مدار عقود زمنية سابقة، وسأضرب مثال على ذلك. البطالة وفق آخر ما أعلنته هيئة الإحصاء انخفض لأقل معدل منذ عام 1999، ليستقر عند 8%. ناهيك عن مشاركة المرأة في قوى العمل والتي توسعت بشكل مضطرد بعد الإصلاحات الاجتماعية التي قادها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وبمتابعة وتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله، والتي ادت لانخفاض معدل البطالة بين النساء فقط لحوالي الـ 15% (والقادم افضل).

وأود أن أتساءل هنا، هل ستراجع معدلات البطالة وتصحح بعدما أعلنت هيئة الإحصاء عن التعداد مؤخرا؟ التعديل في التعداد يتجاوز الـ 2 مليون نسمة، وهذا يعني ان معدلات البطالة وفق تعديلات هيئة الإحصاء لا محالة اقل من 8% بل ربما تكون أقل من مستهدفات الرؤية 7% أي أننا حققنا المستهدف قبل موعده بـ 7 سنوات.

لذلك اعتقد ان على هيئة الإحصاء التي أعلنت التعداد السكاني ومناط بها تحديد نسبة البطالة ان تقوم بالاعلان عن نسبة البطالة المعدلة. والتي (قد) تكون أقل مما هو معلن عنه. ايضا اتساءل، هل سيعاد تقديم عدد من المستهدفات على ضوء إعلان هيئة الإحصاء عن التعداد (الصحيح)؟، فعلى سبيل المثال، هل سيعاد تقديم مستهدف عدد سكان الرياض؟ وهل سيعاد تقديم عدد قاطني نيوم كمنطقة بما فيها مدينة ذا لاين؟ وهل سيعاد تقديم مستهدف أعداد السياح؟ لا سيما بعد أن وصلنا إلى 93 مليون زيارة سياحية اي اننا اقتربنا من مستهدف الرؤية والبالغ 100 مليون زيارة سياحية.

ايضا هل ستعاد هيكلة مشاريع البنية التحتية التنموية؟ وهل سيعاد دراسة واقع الإسكان والمشاريع المنوطة بهذا الملف المهم؟ وهل سينظر في عملية زيادة اعداد الوافدين للعمل وخصوصا ان الرؤية بحاجة لمزيد من الأيدي العاملة والتي تفوق قدرات تعداد السكان من مواطنين ومقيمين؟ كل هذه أسئلة تتبادر للذهن مع الاعلان الاخير للتعداد والذي شمل تعديلات جوهرية في رأيي.

سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان كاتب الرؤية ومنظرها الأول والقائم على تنفيذها، رؤية أقرها مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، رؤية التف حولها كافة السعوديين والسعوديات وجعلوا منها نبراس للحياة وهدف واجب التحقيق ومشروع يحقق لهم وللأجيال القادمة حياة عزيزة تلبي طموحهم في ان يكونوا في المقدمة.

ان رؤية 2030 صححت أخطاء الماضي، وحولت السلبيات الى مجرد أحاديث تروى لا يكاد الجيل الجديد تصديقها لأنها انمحت تماما بفضل الارادة والرؤية والعزيمة العبقرية الفذة لولي العهد، وستستمر بلادنا في نهج الشفافية والمكاشفة وتصحيح الأخطاء، هذا عنوان المستقبل وهذه هي الارادة الملكية التي سينفذها أبناء وبنات الشعب مهما كلف الأمر.
حفظ الله الملك وولي العهد والشعب.