الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يؤثر قطاع الفنادق حاليًا حوالي 1% من انبعاثات الكربون في العالم. ويعمل قطاع الضيافة على تخفيض انبعاثات الكربون لكل غرفة بأكثر من 90٪ بحلول عام 2050، فجميع الآثار البيئية المرتبطة بالسياحة يتحمل قطاع الفنادق نصيبًا كبيرًا من المسؤولية فيها. بالإضافة إلى ذلك، عانى النظام البيئي والتنوع البيولوجي بشكل كبير نتيجة للتلوث وسوء إدارة نفايات الفنادق. لذلك، يجب على الفنادق تنفيذ ممارسات مستدامة طويلة الأجل تقلل من آثار إنتاج النفايات والتلوث البيئي واستخدام الطاقة المتجددة للوصول إلى هذه المستهدفات.
لذلك تتطلب اتفاقيات تشغيل الفنادق الامتثال للمعايير الفنية والمعمارية والتشغيلية المعتمدة للعلامة التجارية، تحدد هذه الاتفاقيات المتطلبات التي يجب على المشغلين تلبيتها والتي تعتبر أداة فعالة للمشغل لاعتماد ممارسات الضيافة المستدامة وتنفيذها لكي يتعين على الفنادق اتخاذ تدابير جذرية للحد من عواقب تغير المناخ. ذكرنا في المقال السابق أن الضيافة المستدامة هي تطبيق الممارسات المستدامة في جميع عمليات الضيافة والامتثال للمبادئ البيئية والاجتماعية ومنها معايير المجلس العالمي للسياحة المستدامة (GSTC.
إذا رغبت الفنادق والمنتجعات ومنظمي الرحلات والوجهات السياحية وبقية قطاع الضيافة لتقليل بصمتهم الكربونية والدخول في عائلة الضيافة المستدامة وأن تكون المنشأة أكثر خضرة وتحصل على الاعتماد الدولي لشهادات الاستدامة فعليها أولا العمل على إيجاد إدارة للاستدامة تعمل على وضع الاستراتيجيات والمستهدفات ثم اتخاذ عدد من التدابير المستدامة التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية والتأثيرات الثقافية والتأثيرات البيئية بما في ذلك استهلاك الموارد والحد من التلوث والحفاظ على التنوع البيولوجي والمناظر الطبيعية واعتماد ممارسات صديقة للبيئة في جميع عمليات الضيافة. ومن بين هذه التدابير والمبادئ التوجيهية التي أنصح بالعمل عليها وتنادي فيها العديد من ممارسات ومعايير السياحة والضيافة المستدامة هي ما نذكره في هذا المقال.
إدارة النفايات: يعد أكبر تحدي في وجهات الضيافة النفايات لأنها تستضيف العديد من الجموع وتقدم العديد من الخدمات المختلفة لتجمعات الضخمة في المناسبات المختلفة. كما يوجد العديد من مصادر النفايات الأخرى التي يحب التعامل معها بشكل صحيح حسب نوعها. ومن هذه المصادر الغرف والاجنحة الفندقية عند تنظيفها واستبدال الأدوات المستخدمة فيها بعد مغادرة مستخدميها. فمعظم هذه النفايات هي من الورق والبلاستيك وبقايا الطعام. لذلك من الضروري على الفندق وضع خطة لإدارة النفايات تحدد فيها الحلول المناسبة لكل نوع ومصدر منها والبدء في فصل النفايات في صناديق عزل ليسهل التعامل معها وتوزيع هذه المهام على إدارات الفندق المختلفة المعنية على هذه المصادر.
التقليل من استخدام البلاستيك: تعتبر البلاستيك أكثر المواد استخدام في صناعة الأدوات التي يتعامل معها البشر في حياتهم اليومية وأكثر المواد التي تضر وتلوث البيئة ويصعب التعامل معها بعد الاستخدام. فإذا تم التعامل مع البلاستيك بطريقة احترافية من خلال خطة ومستهدف لتقليلها في منشآت الضيافة سوف تعود بالنفع على كمية النفايات بشكل عام على مستوى الفندق والوجهة بالكامل لأنها تعد أكثر أنواع النفايات وأشدها ضرر. يتم العمل على تقليل استخدام المواد البلاستيكية قدر الإمكان من خلال تحديد أصناف واحجام الأدوات التي تستعمل في غرف الفندق وتحديد اشتراطات المواد المصنوعة لتكون صديقة للبيئة وإلزام سلاسل الإمداد بها، واستخدام البدائل القابلة لإعادة التدوير أو قابلة لإعادة الاستخدام لأدوات المشروبات مثل المصاصات والاكواب وأدوات المائدة الأخرى واي علب أو منتجات يوفرها الفندق ولها البدائل المناسبة.
التقليل من هدر الطعام: هدر كمية معينة من الأطعمة أمر لا مفر منه عند جميع مرافق الضيافة لأنها تقدم خدمات التموين والإعاشة لتجمعات ضخمة في مناسبات حفلات الزفاف والمؤتمرات المختلفة والاجتماعات ورش العمل التي يقوم بها قطاع الأعمال. وبالتالي يزيد هذا الهدر من النفايات العامة للمنشأة مع بقية المصادر الأخرى. أفضل الممارسات للتعامل مع هذه القضية البدء بمراقبة كمية الطعام التي يتخلص منها كل أسبوع أو كل شهر. ثم وضع خطة طويلة الأجل لتقليل هدر الطعام على المدى الطويل عن طريق مسارين الأولى التعاون مع المنظمات الخيرية التي ستجمع الطعام المتبقي من هذه المناسبات لاستخدامها في أنشطة خيرية. ونفخر في المملكة العربية السعودية وجود العديد من جمعيات حفظ النعمة المنتشرة في جميع مناطق المملكة والتي تعمل على ذلك ومستعدة لتقديم كامل الخدمات للجهات التي ترغب العمل على ذلك. المسار الثاني عن طريق التعاون مع منظمات ربحية أو غير ربحية متخصصة تعمل على تحويل بقايا الطعام غير قابل للاستخدام الى منتجات بيئة أخرى للحد من هدر الطعام وتعتبر هذه من فرص الاستثمار الاجتماعي التي يمكن العمل عليها لتغطية الاحتياج المتزايد مع نمو قطاع الضيافة، واستمرار زيادة استضافة وتنظيم الأحداث العالمية الكبرى في المملكة.
الحفاظ على المياه: ادارة وتوفير المياه المستخدمة تعد من أكبر التحديات لان الفنادق تسعى جاهدة لجعل الضيف يشعر وكأنه في المنزل والحصول على إقامة فاخرة. لذلك يعتبر الاستخدام غير المحدود للمياه جزءًا من توقعات العملاء عند الإقامة في فندق لان في الغالب مفهوم الرفاهية لا يرتبط مع مفهوم التوفير. وتشير التقديرات إلى أن أكبر مناطق استهلاك المياه في الفنادق هي الغرف ومنطقة المطابخ وأن استهلاك المياه في اليوم لكل غرفة يبلغ ما يقرب من 400 – 1500 لتر في اليوم حسب نوع الفندق ووسائل الراحة فيه. حتى لا تتأثر تجربة الضيف عند الترشيد وتوفير المياه لربما تكون أفضل الطرق لإدارة وحفظ المياه هي تطوير نظام لحساب مقدار كمية استهلاك كل غرفة اثناء كل نزول جديد فيها وربطها مع برنامج المكافآت لحساب مقدار النقاط التي سوف يتم اضافتها للعميل عندما يستهلك الحد الأدنى من كمية الاستهلاك اليومي المناسب حسب عدد النزلاء خلال فترة ضيافته في الفندق. فتعد ذلك بمثابة شكر وتقدير كذلك رسالة للترشيد والتوفير بطريقة غير مباشرة له وللمرافقين معه، حتى يصبح ذلك سلوك مستدام للضيوف حتى خارج حدود الفندق وفي حياة الخاصة بالعموم، وهنا تمكن صناعة الأثر المقرونة مع القضاء على التحدي.
الحفاظ على الطاقة: يعد قطاع الفنادق من أكبر مستهلكي الكهرباء وتعد الكهرباء ثاني أكبر مصروفات تشغيل الفنادق بعد التوظيف وتستخدم هذه الطاقة لأنظمة التدفئة والتبريد وكذلك الإضاءة. يتأثر استهلاك الطاقة بالعديد من العوامل، مثل حجم المبنى وعمره والمواد المستخدمة في بنائه، فضلاً عن المناخ المحيط وطبيعة موقع الفندق. لذلك تحتاج الفنادق إلى التركيز على خفض مستويات استهلاك الطاقة لكي تكون منشأة مستدامة وخاضعة لمعايير الطاقة. ويمكن العمل على ذلك من خلال استخدام منظمات الحرارة الذكية ومصابيح الإضاءةLED . والتحكم أيضًا بمنع الزائرين من ترك الغرف مضاءة عن طريق تثبيت نظام تحكم في الإضاءة بمفتاح واحد وحساسات، بالإضافة الى ذلك تركيب الألواح الشمسية لتوفير الماء الساخن التي تعد أحد أفضل الممارسات المستدامة في الطاقة.
استخدم مواد تنظيف صديقة للبيئة: تعتبر مواد التنظيف الخضراء أفضل لصحة الجميع سوا العاملين او الزوار كما أنها أقل ضررًا على البيئة. والتي تحتوي على مكونات طبيعية وقليل من المواد الكيميائية الخطرة. مواد التنظيف الصديقة للبيئة تجعلها أكثر أمانًا للزوار والعاملين الذين يعانون من الحساسية أو مشاكل صدرية أخرى. بالإضافة إلى ذلك لا تحتوي هذه المنتجات على أي مكونات تؤدي إلى تفاقم مشكلات تلوث في الهواء أو الماء. على الإدارة المعنية في جهة الضيافة تحديد نوعية المنتجات القابلة للتحلل الحيوي والخالية من المواد الخطرة عند طلب الشراء وان تكون ايضاً مستلزمات التنظيف في عبوات قابلة لإعادة التدوير حتى لا تتفاقم ايضاً مشكلة إدارة النفايات وتفعيل مصدر آخر من النفايات. وبذلك يتم التأكد من أن مواد التنظيف في الفندق صديقة للبيئة قدر الإمكان وتزيد من الاستدامة في صناعة الضيافة.
الاستثمار في التطبيقات والنظم التقنية والرقمية: أن الأتمتة التقنية في الفنادق من الأدوات الذكية ذات الأثر المبكر التي يساعد قطاع الضيافة للوصول الى مستوى عالي من الاستدامة بالإضافة إلى مساهمته في تحسين العمليات التشغيلية كذلك تحسين وتسهيل تجربة الزوار. على سبيل المثال، استخدام إجراءات تسجيل الحجز والوصول، استخدام أفضل تقنيات في كل الممارسات التي تم ذكرها أعلاه واهمها أنظمة إدارة النفايات وتوفير الطاقة مثل منظمات الحرارة والتبريد الذكية ونظم التحكم في الإضاءة. وتعتبر هذه الممارسات التقنية استثمار لمرة واحدة، بالرغم انه يتطلب ميزانيات عالية إلا أنه يوفر مصاريف كبيرة على المدى البعيد عندما تدرك إدارات قطاع الضيافة ذلك.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال